أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
صحف غربية: الفاشر محاصرة ومخاوف من مجازر كارثية أمير قطر يجري اتصالا هاتفيا بالبرهان المقاومة تستهدف أكثر من 20 آلية صهيونية بغزة الزرقاء تحتفل باليوبيل الفضي وتستعد لاستقبال القائد الدباس: أنا وزير سياحة وليس وزير أوقاف ارتفاع تدريجي على درجات الحرارة بهذا الموعد في الأردن تحديد حكم نهائي دوري أبطال أوروبا شجار عنيف بين الخليفي ومبابي في ملعب حديقة الامراء الأردن .. براءة عشريني من جناية هتك عرض قاصر -فيديو أميركا : نريد هزيمة حماس غوتيريش يدين الهجمات على موظفي الأمم المتحدة بعزة الأورومتوسطي: الجيش الإسرائيلي يرتكب مزيدًا من الجرائم في جباليا حملة لإزالة الاعتداءات على الطرق والأرصفة بلواء بني عبيد مستشفى المفرق: خدمة جديدة لحجز المواعيد عبر تطبيق “واتساب” وزارة التعليم العالي الأردنية تعلن عن وظائف شاغرة (رابط) إصابة أردنية باعتداء على مركبة تابعة للأمم المتحدة جنوبي غزة .. والخارجية تدين باحثون وأكاديميون في أكسفورد يطالبون بتدريس طلبة غزة عن بعد الحكومة: ارتفاع موجودات صندوق الضمان إلى أكثر من 15 مليار دينار 395 قطعة أرض بيعت لمستثمرين غير أردنيين خلال الثلث الأول من العام الأردن يؤكد استمرار جهوده لوقف العدوان على غزة وإيصال المساعدات
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة بين شعرة معاوية وعمامة الحجاج

بين شعرة معاوية وعمامة الحجاج

12-09-2012 01:14 AM

بين شعرة معاوية وعمامة الحجاج
راتب عبابنة
الحِلم مطلوب ومحمود بمفهومه المطلق خصوصا عندما يلقى صاحبه تجاوبا وصدى إيجابيا لدى الطرف الآخر. أما إذا قوبل الحلم بالجحود والتمادي والإصرار على عدم تعديل أو تغيير السلوك المستفز والإستقوائي, فعلى الحليم أن يعيد النظر بجدوى حلمه. حالة من التراخي خلقها الحلم الذي نقدره للأجهزة الأمنية استغلت من قبل المغرضين والمتصيدين بالماء عكره وصافيه لتمرير أجنداتهم وتحقيق مكاسبهم وإصابة استقرار الأردن بمقتل وإضعاف الحليم حتى يخرجوه عن طوره. وذلك بدوره يدب الفوضى التي لا تحمد عقباها ولا نتمناها وندعو الله أن يجنبنا شرورها.
في الآونة الأخيرة, بدأنا نألف تصاعد وتزايد وتيرة البلطجة و "الزعرنة" المستهجنة والغريبة على أخلاق وقناعات وثقافة الغيارى من الأردنيين. حدثت خروقات تمس الأمن ويستهتر مخططوها ومصمموها بالأمن ومرتباته متخذين من الحلم فرصة ذهبية لبث روح الإستقواء لدى أزلامهم أمام قوات الدرك والأمن. فقد استغلوا الحلم وتفهم الأجهزة الأمنية لمشاعر الناس الملتهبة ومراعاتهم للضغوط التي يرزح تحتها الناس.
فهناك حالة من إساءة فهم متعمدة ومغرضة يقف خلفها أناس أصحاب وزن ثقيل دارسين لحيثيات الموقف ومطلعين على خفايا الأمور مما يجعلهم يتمادوا بصلفهم ويخرجوا بأزلامهم عن المألوف.
هناك, ما يدعو للبهجة والأسف في آن واحد, توصيات وتعليمات مشددة لدى مرتبات الأمن والدرك بعدم الإساءة للمحتجين والمتظاهرين والمعتصمين فهمت ضعفا واستغلت خبثا ونفذت حقدا ولم تفهم حلما يستحق التقدير والثناء.
لقد سمعنا من الكثيرين من منتسبي الأمن والدرك تذمرات وتعبيرعن الإحباط بسبب تقييدهم ومنعهم من صد الإستفزاز والتحرش بغية إعطاء صورة مرضية للمحتجين. هنا التقط المحتجون الرسالة وأخذوا بالسماح لأنفسهم بتطويرأساليبهم للإساءة للوطن وقيادته وبعض فئات الشعب حتى ألفنا الإعتداء وإطلاق النارعلى الأجهزة الأمنية وقتل البعض منهم أحيانا.
هذه الحالة المربكة التي تترك بصماتها على أداء الأجهزة الأمنية التي تعمل جاهدة لتجنب المسائلة من قبل قادتهم تنفيذا للأوامر والتعليمات التي تحد من هامش حرية التصرف مما يخلق عندهم أولوية حماية أنفسهم من الإعتداء دون تسبيب إيذاء للمحتجين.
رغم تفهمنا وتأييدنا للكثير من المطالب الشرعية والتي يناضل من أجلها المحتجون وتحفظنا على ما يفتقر للمنطق والشرعية, لا ندعو لاستعمال العنف من قبل الأجهزة الأمنية إلا إذا استوجب الحال وخرجت الأمور عن السيطرة بالحسنى وعندما يلحق الضرر بهيبة الأمن والدولة كمؤسسة ترمز لهيبة الوطن. وبنفس الوقت لا نتفق مع تجاوزات المحتجين التي أصبحت تنال من هيبة الأمن وتشكل مصدر قلق يستوجب تنظيما يتناسب والمرحلة.
النيل من هيبة الأمن يعني تنامي الإحتجاج غير المبرر ليتحول لفوضى عارمة التي بدورها مرشحة بقوة للتمرد والعصيان مما يعني ممارسة شريعة الغاب وينقلب الأردن, لا قدر الله, إلى دولة عصابات اضرب واهرب.
فالحلم له أصوله والتعقل له أوقاته وظروفه واستيعاب الطرف الآخر له مقوماته والصبر له حدوده. لقد وصلنا أيها السادة الأمنيون لمرحلة استوجبت مراجعة حلمكم واللجوء لهز العصا للذين ظنوا أنهم فازوا أو سيفوزوا بالجولة.
حتى لا يفهم المتسرعون طرحي بغير محله, لا أدعو للخشونة والعنف والقمع فهي صفات مقيتة ولا نتمناها ولا نرضاها لأجهزتنا الأمنية ونعلم تبعاتها وانعكاساتها. لكن هناك حالات جعلتنا نتساءل أين الأجهزة الأمنية؟؟ وهل ما نلمسه من خروج عن الضوابط والثوابت عائد للحلم؟؟ أم هو انفلات وعدم قدرة على السيطرة؟؟ أم رغبة خبيثة تؤدي لتشجيع المحتجين ليزيدوا الحال المتردي سوءا؟؟
لقد كثر الحديث عن "الإنفلات الأمني" وعدم تحريك الأجهزة الأمنية ساكنا في الموقع الفلاني عند قيام المحتجين بالتصرف العلاني. كيف يستقيم ذلك أيها القائمون على الحفاظ على الأمن ونحن في وطن الأمن والأمان؟؟ كيف يستقيم ذلك ونحن من أكثر الدول مساهمة في إرساء الأمن العالمي في الكثير من الدول؟؟
لا بد لكم أن تلبسوا عمامة الحجاج من دون بطش بل حافظوا على شعرة معاوية من دون أن تنقطع لكن من دون ضعف قبل فوات الأوان وقبل أن يستقوي المستقوون وقبل أن تستأسد القطط وينبح الصامتون ويخرج الوادعون عن وداعتهم. ما يضر بالوطن لا حلم يجدي مع أصحابه ولا تفهم لهم يجدي أيضا.
الحرص على الأمن وتطبيق القوانين الناظمة له والمساندة لتوفيره من أولويات أية حكومة ومن ثوابت أية دولة لا تهاون معها ولا تفريط. والتفريط بذلك الحرص يعني ترك الأردن الوطن ليتلاعب به المتلاعبون الحاقدون والذين يحركون أدواتهم وهم جالسون على كراسيهم الوتيرة مزهوون بالثقة متظاهرون بالإخلاص والتفاني.
المحركون العابثون للنيل من هيبة الأمن كُثر ومختبؤون خلف وداعتهم وهدوئهم وتظاهرهم بالإعتدال والإنتماء لكنهم والله أعلم يلعبون الدور الأكبر بتحريك مشاعر الناس وتجييشهم. إننا أمام خياري أن يكون الأردن أو لا يكون.
نناشد مدير المخابرات ومدير الدرك ومدير الأمن أن يبرهنوا على حرصهم على الأردن بأسلوب أكثر وضوحا ويبرهنوا على عدم مجاملتهم للمتنفذين مهما علت مواقعهم فالأردن أعلى منهم مهما اعتلوا وأغلى منهم مهما غلوا وأقدس منهم مهما بلغوا من قداسة. وليعلم الجميع أن كل ذي نفس يتوقع منه العمل على صون الأردن وعكس ذلك سيلفظ مهما علا شأنه.
لقد صار مفهوم الأمن عند البعض معكوسا أي ان تفعل فعلتك وتلوذ بلا عقاب. ألا ترون أيها الأمنيون كيف ينظر الكثير من الناس للأجهزة الأمنية؟؟ بلى والله إنكم ترون بأم أعينكم النظرة غير المريحة. وما ذلك إلا تهاون وتفريط بالوطن من خلال النيل من هيبتكم وتفريط باستقرار الوطن من خلال إعطاء الفرصة للذئاب لتمزق ما يسترنا وتنهش لحمنا.
لا تجعلوا للمغرضين والمتقولين والناشرين والمروجين لمقولة وجود "الإنفلات الأمني" سبيلا لتحقيقها فهي التهلكة بعينها. خذوا العبرة من الصومال وما آل إليه بسبب غياب الأمن إذ تتنازعه وتتجاذبه القوى الوطنية والعصابات والمهربون والقراصنة والقوى الدولية حتى صار يطلق عليه أرض الصومال تعبيرا عن غياب الدولة والفوضى والإستقرار.
إن كيفية معالجة الأجهزة الأمنية للخروقات والتجاوزات ظاهرها وباطنها هي التي ستدفع بالمتهورين ليتعقلوا والمتمادين ليتروّوا والمندسين لينسحبوا والمحركين ليهدأوا.
هناك حالات من الإحتجاج قد سلك منفذوها أسلوب الإستفزاز والتحدي مما كان يستدعي ويستوجب على القائمين على الأمن أن يعودوا عن حلمهم ولو بهدنة ويستخدموا اللغة التي يتعامل بها المغرضون ويفهموها. الوضع بات يستدعي عمامة الحجاج حيث إرخاء شعرة معاوية أحيانا قد يؤدي للسقوط أرضا.
وحمى الله الأردن والغيارى على الأردن. والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع