خلال الشهور الماضية ولمن راقب الحوار الدائر ما بين الحكومة والقصر والتيارات الوطنية يجد أنها تلقى مرة في حضن الإخوان ومرة أخرى في حضن القصر ومرة في حضن الحكومة ، إذا أين بقية التيارات الوطنية من هذه اللعبة القذرة التي يمارسها ثلاثتهم ؟ .
هل تأخر إخوان الأردن عن اللحاق بربيع الإسلاميين العربي كما وصفته قيادات صهيونية ؟ وبعد البروز السريع الإسلاميين في مصر وتونس وفشل إسلامي ليبيا في الوصول للسلطة وجد إسلامي الأردن أنفسهم خارج اللعبة الدولية ( الأمريكية ) للحصول على مكاسب هذاالربيع رغم اللقاءات العديدة التي تمت فيالسر والعلانية في بداية الربيع العربي إنتهت الأن بتصريح السفير الأمريمكي في ألاردن بأنه ومن وراءه حكومته تشجع الأردنيين على المشاركة في الإنتخابات رغم الرفض الشعبي والدولي لبقاء قانون الإنتخابات كما هو وبقاء الوطن مربوط برسن الصوت الواحد .
وقد إخذت هذه التصريحات بكل صدر رحب من قبل الجكومة والقصر وإسند الطرفان ظهرهما للحائط الأمريكي وجاء التصريح الأخير لرئيس الوزراء ليؤكد على مدى حجم الإرتياح الذي يتم التعامل به و مع الضغط الأمريكي على الدولة لإجراء الإصلاحات .
وبالعودة للإخوان الذين طالبوا بكل شيء في البداية وإستمروا بذلك إلى الأن دون أن يتعلموا أن المثل يقول ( من طلب كله فاته كله ) ، ولقد رفعوا من سقف مطالبهم ليمس مواد الدستور الثلاثة التي تعتبر كارثية بالنسبة للقصر والدولة الخفية الأردنية الممثلة برجال الحرس القديم وعرابي السياسة الأردنية ، وللمتتبع لتصريحات الإخوان خلال الربيع العربي يجد أن لاءاتهم الألف هي من أفقدتهم ركوب قطار الربيع العربي .
وهم كتيارات إسلامية مثلوا الورقة الرابحة لأمريكا في بدايات الربيع العربي وراهنوا على أنهم سيوضعون في مقدمة أي حوار مع الدولة وسيتم التوصية عليهم من قبل أمريكا ، وغاب عن بالهم أن هناك توقيت زمني ونهائي لكل ما قدمته أمريكا للحركات الإسلامية وأن على من يريد أن يحقق الإنتصار أن يقوم بتقديم مالديه قبل الموعد النهائي لهذا العرض والمتمثل في بدء المنافسة على إنتخابات الرئاسة الأمريكية التي لم يتبقى عليها سوى أقل من مائة يوم .
والنتيجة هي فشل الإخوان في الحصول على أية مكتسبات من هذا الربيع وفاتهم قطار هذا الربيع وهم كانوا أيظا سببا في حرمان الأردنيين من الربيع العربي .