أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وزير الخارجية السعودي يحذر من “أمر سخيف”: الوضع صعب للغاية وعواقب وخيمة قادمة 1352 لاجئا سوريا يعودون لبلادهم في 3 أشهر المشاقبة : التجربة الحزبية في المجلس القادم قد تكون ضعيفة لغياب الايدولوجية والبرامجية حديقة تشعل شرارة بمراكز القوى والنفوذ في الأردن الشرطة الأمريكية تعتقل تمثال الحرية لتضامنه مع غزة بلينكن يزور الأردن في إطار جولة شرق أوسطية جديدة وزيرة فلسطينية تشيد بالعلاقات التاريخية بين الأردن وفلسطين تحذير من العروض الوهمية على المواد الغذائية عبر مواقع التواصل الاجتماعي الضريبة: لا غرامات على الملزمين بالفوترة حال الانضمام للنظام قبل نهاية ايار لواء اسرائيلي : دخول رفح حماقة إستراتيجية المطبخ العالمي يستأنف عملياته في قطاع غزة المستقلة للانتخاب تُقر الجدول الزمني للانتخابات النيابية محمود عباس يتخوّف من ترحيل فلسطينيي الضفة الى الاردن .. والخصاونة: نرفض اي محاولة للتهجير كتائب القسام: نصبنا كمين لقوات الاحتلال في المغراقة لأول مرة منذ 2011 .. وزير الخارجية البحريني يزور دمشق الأميرة منى تشارك بفعاليات مؤتمر الزهايمر العالمي في بولندا قوات الاحتلال تقتحم بلدة في جنين مقتل 3 جنود وإصابة 11 آخرين بانفجار عبوة ناسفة في غزة شهيد بقصف للاحتلال شمال النصيرات وانتشال جثامين 13 شهيدا في خان يونس الاحتلال يعتقل 15 مواطنا بينهم فتاة وطفلان من الضفة

" وماذا بعد؟"

26-07-2012 02:45 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

" وماذا بعد؟"

 

انتظر الاردنيون طويلا ً استفرغوا جهدهم في الصبر والحكمة وحددوا مطالبهم بقاعدتين ذهبيتين في سبيل تحقيق الاصلاح الشامل الذي بحثوا عنه  منذ ما يقرب من قرن كامل

القاعدة الاولى : الهدف هو اصلاح النظام السياسي وهذا هو سقفه  بخلاف شعوب عربية كثيرة

والثانية : اعتماد المنهج السلمي لتحقيق الاصلاح وعدم العدول عنه مهما كانت الاساءات ,واستخدام اللسان والعقل والمنطق والحجة .

علماً أن لهم تاريخاً طويلاً قديماً في المطالبة بتحقيق مبدأ ( الشعب مصدر السلطات  )حيث عقدوا مؤتمراً شعبياً في عام 1928 لهذه الغاية واستمروا في فترات لاحقة على هذا النهج

وهم شعبٌ اردنيٌ عروبيٌ اسلاميٌ مثقف ثقافة عالية بالرغم من محاولات التجهيل والتشويش الثقافي والتلاعب بثقافة الشعب، وتشهد الاحصاءات الرسمية ان نسبة الامية فيه من اقل النسب في البلدان العربية

وقد تمكن هذا الشعب من تشكيل حكومة برلمانية منتخبة منتصف القرن الماضي

 وكان الشعب يتمتع بثقافة حزبية متنوعة بين اسلامية وقومية ويسارية منذ ما يزيد عن ستين عاماً

وكان لديه دستور متقدم جداً عن هذا الدستور الحالي  , لكن المسيرة الديمقراطية في بلدنا تسير بخطى سريعة ولكن الى الوراء  !!!ولربما تكون مصالح العم( سام ) وزبانيته هي الثابت الاكبر في اعاقة تقدمه وحياته الكريمة

هذا الشعب العروبي الاسلامي بالرغم من ضعف امكاناته لم يتخلف عن قضية عربية او اسلامية او حتى انسانية يمد لها يد العون وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حيثُ روَّت دماء شبابه ثرى القدس الطهور وباب الواد وصور باهر واللطرون وجنين وسائر فلسطين الحبيبة  

هذا الشعب المثقف المضياف الواعي الذي تشكلت دولته وأسهم في بنائها اضافة الى الاردنيين  المسلمون والعرب من القوقاز وحتى الشام والحجاز والعراق وموريتانيا وفلسطين واستوعبتهم جميعاً بتكاملية نادرة

وبعد 1989 ظن الاردنيون  انهم استانفوا  مسيرتهم الديمقراطية بعد توقف الحكم العرفي والدكتاتورية   ولكن يا للأسف فكل شيء ينمو في بلادنا إلا الديمقراطية والحرية والكرامة وحقوق الشعب  حتى تجد التحسر الدائم على ( ايام زمان)

وبعد هجاء مقذع وحلفٍ بالطلاق في مؤتمرات وحوارات رسمية وشعبية  منذ عشرين عاما بعدم العودة الى القانون الدخيل الذي مزق الاردنيين وحرمهم من حياة كريمة ديمقراطية (قانون الصوت الواحد المجزوء ) الذي فُصّل تفصيلاً خاصاً لابقاء الحياة السياسية مقزمة أو متآكلة

وبعد الربيع العربي سمع الاردنيون والاردنيات وعوداً قاطعة لتحقيق الاصلاح المنشود وجعل قانون الانتخاب المذكور خلف الظهور   وأنه اصبح من الماضي المؤسف ,  ولكن يا هول المفاجأة فجائزة الشعب الاردني على سلمية حراكه وعقلانيته وأن سقفه محكوم باصلاح النظام فقط فقد تم  استخراج القانون المقبور والذي بقي على سطح الارض ولم يكرّم بدفنهِ  انما جاء برائحته الكريهة وبكفنه الرث  بعد محاولة تجميله وتسويقه على انه كائن مقبول ولربما ملكُ جمال القوانين الانتخابية في الدنيا

ان كان لا بد من كلمة للنظام فإن الاردنيين يستحقون غير هذا الاستغباء والتطنيش.

هل يمكن الاستمرار في المعاندة وتجاهل اصوات الاردنيين والاردنيات خلال عام ونصف والتي كظمت الغيظ مرة تلو الاخرى وصبرت واحتسبت انتظاراً لحياة سياسية متقدمة

وقد اصبح واضحاً للعيان ان العديد من الاحزاب السياسية والحركات الشعبية والتجمعات العشائرية والنقابية والشخصيات الوطنية اعلنت موقفها بوضوح انها لن تشترك في هذه الزفة البدائية  المسماة الانتخابات  النيابية ,ولن تكون شريكاً في قتل طموحات الاردنيين بالحرية والكرامة وسلطة الشعب كاملة على مختلف شؤونها 

لقد قال العلماء والفقهاء والساسة والشعراء والكتّاب والقصّاص والمغنون والحكواتيون والطيور والحيتان في البحار وحتى  (ام كلثوم انما للصبر حدود )، وكظمُ الغيظ لا يعني ذهابه إنما تغطيته وتحييده انتظاراً للفرج , فماذا بعد الحكمة والصبر المتطاول  والحجة والمنطق والوطنية والانتماء والغيرة والثبات على  المنهج السليم

ان الذين يؤجلون الاصلاح بقروض ربوية من الوعود  العرقوبية والمعاذير والفزاعات الكاذبة ,والتخويف والترهيب، يثقلون كاهل الوطن ويضيعون فرصة الاستفادة من تجارب الغير المحيط بنا , وهم يعلمون علم اليقين ان الاصلاح حتميٌ واستحقاقٌ لا يمكن الوقوف في وجهه طويلاً  , وان من استعصى عليه وعانده جرفه التيار الهادر بغير وعي

الكرة في ملعبكم ..... وماذا بعد؟

 

سالم الفلاحات

Salem.falahat@hotmail.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع