بسم الله الرحمن الرحيم
"المتحدثون بغير قناعاتهم"
هذا صنف عجيب من الناس مقدماته تختلف عن نتائجه مواقفه متعارضة واقواله متناقضة لا تستطيع ان تعرف له لونا
وهؤلاء يعبر عنهم بتعابير كثيرة منها :ـ
*المصابون بانفصام الشخصية
*المنافقون الذين يرضون جليسهم ايا كان
*وفي التعبير النبوي ( ذو الوجهين ) ولا يكون عند الله وجيها .
*او هم خطباء المناسبات
*او هم فقهاء بغلة السلطان فذيلها مقودهم وعلى اثرها مسيرهم
فهم في العلم سادة ورواة , لكنهم يحملون اسفاره فقط ولا يفقهون حقائقه , ولا يعبرون عنه
*ضعفاء الارادة حتى لو تضخمت اجسادهم وتطاولت اعناقهم وارتفعت اصواتهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم حسب التعبير القرآني
واين تجدهم وهل هم موجودون ؟
المشكل انهم على مقربة من مواقع صناعة القرار ,وقد يكونون من كتبة الدساتير ومنشئيها , وبارادتهم المترددة الحائرة تدستر القوانين والتشريعات , ويا خسارة شعب هؤلاء رواده
الذي دعاني لاختيار هذا العنوان هو ما الاحظه واسمعه من بعضهم احيانا في بعض اللقاءات والمناسبات وما تشهد عكسه تماما منهم في المواقف العملية الهامة
وما سمعه العالم في وسائل الاعلام المختلفة على لسان احد النواب قبل ايام ان العديد من النواب صوتوا بما يتعلق بخلاف قناعاتهم بشأن قانون الانتخاب ’ فاللسان لسانهم اما العقل والارادة فلغيرهم , فهم مكبر صوت فقط وليتهم يصوتون بناء على رغبة الشعب الذي انتخبهم فيحترمون ارادة نا خبيهم اعترافا بفضلهم , ولكن يظهر ان هذه الشريحة تعرف انها لاتمثل الشعب ولم ينتخبها المواطنون انما جاءت بغير مؤهلات شعبية ولذلك صوتت ولي نعمتها الذي انشأها من شبه العدم
ولم لا تتحدث هذه الارادات الخفية عن نفسها بصراحة ويستريح هؤلاء النواب المشرعون في بيوتهم او في رحلاتهم وسفراتهم الوطنية ما دامت هناك جهات تفكر وتقرر عنهم في اخص خصوصياتهم واوجب واجباتهم
وآخر ذلك قانون الانتخاب المنتظر منذ عشرين عاما بعد ان اكتوى الاردنيون بنار قانون الصوت الواحد المجزوء المقدس حتى وان اختلف اسمه فالمسمى واحد
ما الذي يخطف ابصارهم ويرهبهم الى هذه الدرجة ؟
يمكن ان يؤجر الانسان ظهره وجهده فيعمل عند الاخر بأجر لقاء تعبه وجهده اما ان يؤجر الانسان ارادته وعقله ورأيه فغاية في الغرابة , واغراق في قبول الاستعباد والرق طواعية
هذا النوع من الناس جديد على هذا الشعب المعروف بانفته واعتزازه برأيه وموقفه وهو الذي يردد قول شاعره
قف دون رأيك في الحياة مجاهدا ان الحياة عقيدة وجهاد
وعلى كل حال فان ابتلي الاردن بهذه الحالة لفترة من الزمن مضت كان الاردنيون يأملون انها قد انطوت الى الابد
اما اننا نؤسس لمجلس قادم يكرس الحالة نفسها حتى لو اشتمل على عشرة او عشرين من النواب الرافضين المحوقلين الذين لاحول لهم ولا قوة في تصويب المسيرة فهم لتجميل الدكتاتورية والفردية فقط ، فتلك طامة كبرى سيكون ثمنها على الاردن والاردنيين باهضا والشقي البائس من يصر على تكرار تجريب المجرب،وهل فهل تشرق الشمس ؟
سالم الفلاحات