لم أكن أعرف بحجم خدماتها ومسئولياتها حتى شاء الله أن أرقد في أحد أقسامها اذ هي تضم أفضل الكوادر الطبية في الوطن العربي وبأعلى درجات الاخنصاص ومجهزة بأحدث الأجهزة الطبية ومشهورة باجراء اصعب العمليات الجراحية الدقيقة الناجحة حبث لاحظت في اقسامها المختلفة المئات من الأشقاء العرب القاصدين اليها للعلاج اضافة الى آلاف الأردنيين الذين يتوافدون اليها للغرض ذاته .
وكنا معشر المرضى المقيمين حريصين على تبادل الزيارات فيما بيننا والسؤال عن أحوال بعضنا بعضا خاصة في ساعات الليل الطويلة اذ تعرفت ذات يوم على مريض ليبي مسئول في بلده كان شديد الثناء على خدمات هذا الصرح الطبي الكبير فبادر قائلا يتوجب عليكم أنتم الأردنيين أن تشكروا الله كل يوم على هذه النعمة الكبيرة الموجودة في بلدكم أما نحن في ليبيا دولة النفط والمليارات فلم يترك لنا النظام السابق مركزا صحيا ولا مستشفى طبيا نرتاح للعلاج فيه حتى أوصلنا ذاك النظام لأن نحتاج للأردن هذا البلد العربي الطيب الذي كنا نسخر منه لعقود طويلة ونراهن على ضعفه منذ 40 عاما .. هكذا أوهمنا العقيد منذ قدومه للسلطة علما أن أكبر انجاز حققته لكم دولتكم في الأردن هو بناء انسانكم النبيل وحضارتكم المتقدمة فضلا عن هذه الصروح القائمة .
والآن وبعد تماثلي للشفاء لا يفوتني أن أسجل اعتزازي بهذا الصرح الاردني الشامخ وبكوادره المتميزة حيث لاقيت طوال مدة اقامتي في وحدة القلب التابعة للمدينة الطبية رعاية ما بعدها رعاية واهتماما لا يوازيه اهتمام .. وهذا كله بفضل الله تعالى ومتابعة الأطباء والهيئة التمريضية العاملين في القسم المذكور ومن خارجه .. وأخص بالذكر الدكتور الجرّاح الباهي حياصات اضافة الى الدكتور الباطني أيمن عوده والدكتور سمهر الوشاح .. وجميعهم كانوا ولا زالوا على تواصل معي للاطمئنان على صحتي سواء في المستشفى أو في البيت وهذا موقف مثمّن لهم جميعا .. ولا يفوتني أيضا ان اتوجه بالشكر الجزيل لكافة الأقرباء والزملاء والأصدقاء من داخل الاردن وخارجه الذين غمروني بمحبتهم سواء بالزيارة للمستشفى أو للبيت أو الاتصال للاطمئنان .
وختاما فاني أتمنى على المسئولين في أردننا الحبيب ودولتنا الرشيدة أن يبادروا بالتفكير بانشاء جامعة طبية متخصصة تتبع مدينة الحسين الطبية نظرا للامكانيات الكبيرة المتوافرة في هذا الصرح الطبي العظيم .