أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
هآرتس: غالانت يحذر من تشكيل حكومة عسكرية في غزة مواجهة بين نتنياهو وبن غفير في الكابينت بشأن مساعدات غزة القسام: قطعنا خط إمداد للاحتلال شرق مخيم جباليا إعلام عبري: سقوط صاروخ بالخطأ على مستوطنة بغلاف غزة افتتاح أول محطة غاز طبيعي مضغوط في الأردن بمنطقة الريشة هزة أرضية تضرب ولاية البويرة الجزائرية 415 ديناراً متوسط أجور العاملين بالسياحة الشهرية الخاضعة للضمان ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35303 منذ اندلاع الحرب على غزة الحوثيون يعلنون إسقاط مسيرة أمريكية وفاة 3 اشقاء بحريق منزل في عمان رفع جلسة عمومية المحامين الأردنيين مؤقتا إطلاق نار قرب السفارة الإسرائيلية في السويد لماذا لم يلقِ الأسد كلمة في قمة البحرين؟ الدفاع المدني يدعو المواطنين لمراقبة الأطفال عند المسطحات المائية إسرائيل للعدل الدولية: ما يجري حرب وليس إبادة جماعية إصابات بغارات إسرائيلية على جنوب لبنان روسيا تعتزم زيادة صادرات الألبان إلى شمال إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. مجلس الأمن يناقش إنهاء مهمة البعثة الأممية في العراق أوستن يدعو إسرائيل لحماية المدنيين قبل أي عملية في رفح اليوم الـ 224 من العدوان .. غارات عنيفة على جباليا ومطالبات دولية بمنع هجوم رفح
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة تركيا : فلسطين والعرب والنموذج

تركيا : فلسطين والعرب والنموذج

03-03-2012 10:47 AM

لا يمكن للمرء المنصف ، المدقق ، الزائر لتركيا ، والمتابع لمجريات إهتماماتها ، وتحديد أولوياتها ، إلا ويلحظ أن لديها الأنحياز الواعي المبني على المصالح والتطلعات والشراكة ، ويتعامل معها من خلال ثلاث ملفات مترابطة ، مع بعضها ، أو منفصلة ولكنها تصب في مجرى واحد ، ملفات فلسطين أولاً والعلاقات العربية التركية ثانياً ، والنموذج التركي المحتذى ثالثاً .

الأتراك يعرفون ماذا يريدون ، لديهم واقع إقتصادي إجتماعي سياسي ، فرضهم كدولة تقع في الخانة رقم 17 من بين دول العالم المتقدم ، ولديهم تطلعات ورغبة جامحة ليكونوا في الخانة العاشرة من بين دول العالم ، مؤكدين أنهم أتراك أولاً وثانياً وعاشراً ، ونظرتهم للإسلام نظرة قيم وتاريخ يتباهون به كأفراد وكأمة ، ويعملون على تجديده بأدوات عصرية طالما أن الواقع فرضهم كجسر التواصل بين الماضي والحاضر ، مثلما هم صلة الترابط الأنساني والجغرافي بين أسيا وأوروبا .

الأسلام بالنسبة لهم قضية شخصية إنسانية ، تعكس ترابط الفرد بخالقه والألتزام بما هو مطلوب منه ذاتياً ، أما الحساب والنتائج والعلاقة فهي مباشرة بدون وسيط ، أي لا صلة بالمجتمع والدولة بهذه العلاقة الثنائية بين الخالق والأنسان الفرد ، كل منهم يتحمل مسؤولية فعله وأدائه وخياره ، وبدون تحميل الناس جمايل الأيمان والتقوى .

فلسطين بالنسبة للأتراك ، قضية وطنية تتفوق عليها أو تضاهيها أوتتقدم عليها أو تقف بعدها القضية القبرصية ، فهي تدخل في صلب إهتماماتهم ورعايتهم ومشاعرهم ، فلسطين القدس المسجد الأقصى مسميات لمضمون واحد قد تدفع مواطن تركي ، قد يتقدم مستواه او مكانته لموقع وزير أو رئيس ، ولا يتردد من نزف الدموع حسرة أو إحساساً بالتقصير أو عجزاً عن تأدية الواجب نحو عنوان كبير إسمه فلسطين .

في عام 1967 ، كما قال لنا مسؤول كبير " جرت مظاهرات مؤيدة لأسرائيل وإحتلالها لباقي الأراضي الفلسطينية الضفة والقدس والقطاع ، معبرة هذه المظاهر عن الفرح التركي لهزيمة العرب أمام الحليف والصديق الأسرائيلي " أما اليوم وفق أحد الأستفتاءات كما يقول المسؤول التركي نفسه " إن 98 بالمائة من الأتراك يقفون مؤيدين داعمين للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ونضاله المشروع ، ليس هذا وحسب بل وتشهد التحولات الجوهرية لتركيا ( الشعب والدولة ) ، بعد ما جرى في سفينة مرمرة في أيار 2010 ، وسقوط شهداء أتراك من أجل فلسطين ، على أيدي القوات البحرية الأسرائيلية " ، ويختصر المسؤول التركي قوله " لقد أصبح الشعب التركي شريكاً في القضية الفلسطينية بعد شهداء سفينة مرمرة فقد إستشهدوا من أجل فلسطين وعدالة قضيتها " .

في الحوار مع الرئيس التركي عبد الله غُول قال لنا لا تراجع عن الموقف التركي ، ولن تكون علاقات أو أي إتصال مع إسرائيل إلا بتحقيق شروط تركيا الثلاثة :
الأعتذار أولاً والتعويض لأسر الضحايا الشهداء ثانياً وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة ثالثاً .

في ملف العلاقات التركية العربية ، ثمة مصلحة لبناء علاقات متوازنة ندية متكافئة بين العرب وتركيا ، كبلد صديق ودولة مجاورة ، وقومية رديفة ، نرتبط معها بالجغرافيا والمياه والقيم المشتركة والمنافع المتبادلة لمواجهة خصوم مشتركين أولهم العدو القومي الذي يحتل أرضنا ويصادر حقوقنا وينتهك كرامتنا ، وتركيا تقف معنا ضد هذا العدو بقوة وإيمان ومصلحة ، فلماذا لا تكون المبادرة العربية بالخطوط المفتوحة بين القيادات والأحزاب والبرلمانات والبلديات والتجار والمهنيين والمثقفين والكتاب لخلق جبهة متراصة مبنية على المصالح والقيم والتطلعات بين العرب والأتراك ، لتعود علينا وعليهم بالخير والفائدة وحسن الأختيار ، ولمواجهة التحديات والخصوم والتطلع نحو مستقبل أفضل للقوميتين العربية والتركية في عالم تتحكم فيه الولايات المتحدة وإسرائيل .

في ملف النموذج التركي إتضحت الصورة حينما نجح حزب العدالة والتنمية قبل 12 سنة بـ 37 بالمائة من الأصوات وينجح بالدورة البرلمانية الثانية بـ 46 بالمائة ويفوز بالدورة الثالثة بأكثر من خمسين بالمائة ، وها هي تركيا على أبواب الأنتخابات ، محققاً حزب العدالة والتنمية النجاحات المتتالية بدون تزمت وإدعاء ، وبدون تبجح على أنه حزب إسلامي ، فهو حزب تركي ذات برنامج وطني وخلفية إسلامية في دولة علمانية ، الإسلام والإيمان والعقيدة فيها مرشد للأنسان في حياته وتصرفاته وسلوكه الذاتي الشخصي الأنساني ، لا يلزم الأخر بما يلزم نفسه فيه ، وهكذا تنجح تجربة رجب طيب أردوغان بدون أن يقع شعبه ودولته وشخصه وحزبه بمعايير معادية لحقوق الأنسان ، بل ينتصر في مجتمعه وفي قيادة الدولة ضمن أقسى معايير حقوق الأنسان وتداول السلطة والأحتكام إلى صناديق الأقتراع ، في دولة علمانية يقع الأسلام فيها موقع الأحترام والتقدير وتتباهى إسطنبول التي تستقبل ملايين السياح من جميع أنحاء العالم ، وهي تحتضن 36 ألف مسجد في أحيائها المنتشرة والموزعة بين القارتين الأسيوية والأوروبية .

تركيا في ظل حزب العدالة والتنمية نموذج لنجاح الإسلام في دخول العصر والتعامل بمفرداته ومضامينه والألتزام بمعاييره بما يتعارض مع الأحزاب الشمولية اليسارية والقومية التي فشلت وهزمت لأن الحياة ضد اللون الواحد والحزب الواحد والقائد الملهم والزعيم العرمرم ، فالحياة نمت على التعددية والتباين والأجتهاد ، وإحترام الأخر والأقرار بوجوده وهكذا هي تركيا التي تحترم نفسها وفرضت إحترامها على الأخرين من أصدقاء وخصوم في نفس الوقت .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع