مخيم "رباع السرحان" يتهيأ لاستقبال اللاجئين السوريين

زاد الاردن الاخباري -

تستعد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، خلال الأسبوع المقبل، لافتتاح مخيمها الأول المعد لاستقبال اللاجئين السوريين في منطقة رباع السرحان، وذلك بعد أن زودته بسائر الخدمات، من ماء وكهرباء، وتعبيده، والعمل جار على تزويده بدورات المياه.

وقامت "الغد" بزيارة المخيم، أول من أمس، والذي يخضع حاليا لحراسة مشددة من قبل مفرزة تابعة لشرطة البادية الملكية، حيث ستتولى هذه المفرزة حماية اللاجئين، بعد أن تمت إحاطة المخيم الذي تصل مساحته نحو 25 دونما بأسلاك شائكة.

وسيكون مخيم" رباع السرحان"، أول تجسيد عملي لرمزية اللجوء السوري إلى الأردن، الذي بات عنوانا لرفض الشعب السوري للعنف، ولسائر أشكال الاستبداد والاضطهاد التي يمارسها النظام، وللاجئين الذين سيراقبون خلال ايام، ومن على بعد عدة كيلومترات، ديارهم التي تحولت مدنها إلى شلال من الدماء والبنايات المهجورة.

قطعة الأرض التي أقيم عليها المخيم، مستأجرة من أحد المواطنين، بمبلغ يقدر بعشرات الآلاف سنويا، وفق ما ذكر أهالي المنطقة إلى "الغد"، في الوقت الذي يزيد فيه عدد اللاجئين السوريين إلى الأردن بشكل مطرد، مع ارتفاع وتيرة العنف في المدن السورية.

وتم تمديد خطوط مياه، ووضع محول كهرباء بالقرب من المخيم، الذي تم تزويد أعمدته بالإنارة الكهربائية ليلا، وبشكل واضح للرؤية، ناهيك عن وجود خزانات ماء، مساحة كل منها نحو مترين، وهي مرتفعة عن الأرض بنحو ثلاثة أمتار، ومزودة بخط مياه على نحو دائم.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن العمل جار على إنشاء مكاتب لمندوبين من المفوضية للاجئين، إضافة إلى إقامة مساكن لهم في غضون الأيام القليلة المقبلة.

وعلى الرغم من أن سعة المخيم الاستيعابية، لا تفي لاحتواء عدد اللاجئين السوريين الذين باتوا يتوافدون بالعشرات بشكل يومي، سواء من خلال العبور بشكل رسمي، أو بطريقة غير مشروعة، من أسفل الشيك الفاصل بين الحدود.

ويرجح أن تقام مخيمات مماثلة في المناطق المجاورة، خلال الأشهر المقبلة.
ويحيط بالمخيم، الذي يبعد نحو كيلو متر عن الشارع الرئيس المؤدي إلى حدود جابر، المحاذية لحدود نصيب السورية، ثلاث قرى، هي (سما السرحان، سميا السرحان، ورباع السرحان)، التي يقع المخيم ضمن أراضيها.

وبحسب مصادر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فإن عملية خروج اللاجئين السوريين من هذا المخيم ستكون ضمن تعليمات يتم وضعها بالتنسيق بين المفوضية والحكومة الأردنية، ومن بينها عدم السماح لهم بمغادرة المخيم إلا من خلال كفيل أردني يضمن عودتهم.

ووفق المصادر، فإنه سيتم تزويد اللاجئين السوريين في المخيم بخدمات طبية وتمريضية وعلاجية، ناهيك عن المواد الغذائية اللازمة التي تقدمها المفوضية، كذلك سيتاح المجال أمام الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني، بعد التنسيق مع الجهات المختصة، لتقديم سائر أشكال الدعم والمساندة للاجئين.

وفي الوقت الذي تشهد فيه الاستراحات المنتشرة على طرفي حدود جابر كسادا، بسبب ضعف حالة العبور بين الاردن وسورية، وتحديدا من السواح العرب، فإن أهالي المنطقة يتوقعون نشاطا تنمويا في منطقتهم، بسبب هذا المخيم المؤقت، الذي من المرجح أن يحتوي على مدرسة مصغرة ينشئها اللاجئون أنفسهم بالتنسيق مع المفوضية.

الغد