أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
فريق وزاري يعقد لقاء تواصليا مع أبناء جرش تدهور تريلا بعد محطة سهل الدبة باتجاه المفرق محللون: نتنياهو قد يواجه ثورة إذا رفض صفقة التبادل أبو مرزوق: إغلاق مكتب حماس في قطر لم يطرح ولم يناقش الحاج توفيق يدعو لتعزيز التجارة البينية بين الأردن ومصر أسعار الذهب تستقر بالاردن سموتريتش: يجب على الجيش دخول رفح اليوم حزب الله يستهدف قاعدة نفح الإسرائيلية بالجولان سماء الأردن على موعد مع حدث فلكي مميز الاحتلال يبدأ إجلاء سكان رفح العراق .. تنفيذ إجراءات المنطقة الاقتصادية مع الأردن مستمرة وظائف شاغرة ومدعوون للامتحان التنافسي السير تتعامل مع 15 حادثاً منذ الصباح بسبب الانزلاقات بدء تأثر الاردن بالمنخفض الجوي ومناطق تشهد أمطارا رعدية الاثنين .. منخفض جوي من الدرجة الثانية مهم لمالكي السيارات الكهربائية في الأردن مكتب نتنياهو ينشر خطة "غزة 2035" الأردن .. أب يحرق ابنته ويسمع صراخها حتى الموت .. وهذا حكم القضاء (فيديو) انخفاض البضائع المستوردة عبر ميناء العقبة في 2024 إطلاق 40 صاروخا من جنوبي لبنان نحو شمالي "إسرائيل"
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة خطوات تدريجية على الطريق

خطوات تدريجية على الطريق

26-12-2011 12:49 PM

يحق لعزام الأحمد ولموسى أبو مرزوق أن يحتفلا بإنجازهما ، ويفرحا على " عقد " المصالحة وصولاً إلى الشراكة التدريجية التي توجت بإعلان اللجنة القيادية لمنظمة التحرير ، وإعادة تشكيل لجنة الأنتخابات المركزية ، وهما حدثين أفرزتهما المصالحة والشراكة بعد تغيير الصفة اللازمة بين فتح وحماس من طرفي الخلاف إلى " طرفي الأتفاق " كما سبق وأن وصفتهما في مقال سابق .

صحيح أن العوامل الموضوعية السائدة والتطورات السياسية الجارية في العالم العربي ، هي التي فعلت فعلها في دفع طرفي الخلاف فتح وحماس ليكونا طرفي الأتفاق ، سواء ما تم التوصل إليه ، تم بإرادتهما أو خارج رغبتهما ، ولكنه الفعل والتطور والمناخ السياسي الذي فرض نفسه ، وهيأ الجو للأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ولأبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس ، لصنع المقدمات الذاتية ، في مفاوضات ثنائية علنية وغير علنية أثمرت ، برعاية مصرية ، عن صنع اللقاء الأهم الذي جرى في القاهرة يوم 24/11/2011 ، بين الرئيس محمود عباس وبين خالد مشعل تحت العناوين الثلاثة : التفاهم السياسي والأنتخابات والأتفاق على الأجراءات ، وما تم إستكماله مساء يوم الأربعاء 21/12/2011 في القاهرة ، بإعلان اللجنة القيادية ، وإعادة تشكيل لجنة الأنتخابات .

فتح وحماس ، صنعتا " العقد " الحدث ، والأتفاق الشراكة ، وباقي المكونات الفلسطينية ، هي " الجاهة " التي باركت الأتفاق وأشهرته ، بإستثناء بعض التدخلات المعلنة من قبل نايف حواتمه الذي ركز على أهمية قانون التمثيل النسبي الكامل ، وعبد الرحيم ملوح الذي ركز على أهمية الأجراءات التنظيمية لترسيم ما تم الأتفاق عليه ، إضافة إلى ما قاله بسام الصالحي وطلال ناجي وأخرين بإتجاه التثنية والترحيب والأسهام الجدي في إتمام المصالحة وترسيمها .

أبو مازن وافق أبو النوف على التمثيل النسبي الكامل ، بينما تجاهل خالد مشعل مطالبة الجبهة الديمقراطية ، وتثنية حركة فتح عليها ، والجميع قبل بإقتراحات الجبهة الشعبية لأنها مضمون خارطة الطريق ، للتراجع عن مظاهر الأنقلاب ، وإنهاء الأنقسام ، والعمل على إستعادة وحدة العناوين الثلاثة : وحدة البرنامج ، ووحدة المؤسسة التمثيلية ووحدة الأداة الكفاحية المعطلة .

خالد مشعل أقر بوجود الأخطاء ، ولكنه طالب بإلحاح لعدم التركيز عليها وعدم التوقف عندها ، وعدم ذكرها ، لأنها ستشكل إدانة له أو لغيره ، وستفجر خلافات عند التقييم ، وهو يسعى لتجاوز المرحلة ، لأنه وغيره ، وما يمثل وما يمثلون ، سواء أصحاب فكر المفاوضات ، أو أصحاب فكر المقاومة ، قد وصلا إلى طريق مسدود ، وكلاهما فشل في وضع أصبعه على الجرح ، وإذا أدرك الجرح ، فلم يسعفه الحال للتوصل إلى المعالجة ، وإن كانت إجتماعات القاهرة هي مقدمات المعالجة إن تم التوصل فعلاً وحقاً إلى الأقرار بالقواسم المشتركة نحو الثالوث الضروري : وحدة البرنامج والمؤسسة والأداة الكفاحية .

ما أفرزته إجتماعات القاهرة من تشكيل اللجنة القيادية لمنظمة التحرير وإعادة تشكيل لجنة الأنتخابات المركزية مهم ، حتى ولو رأها البعض على أنها نتائج متواضعة ، ولكن الأغلبية المشاركة ، من القوى والفصائل والمستقلين إعتبرت ما تم إنجازه بمثابة " خطوة سياسية وطنية هامة ، أدت إلى توسيع الأطار القيادي الفلسطيني ، من خلال إنضمام حركتي حماس والجهاد ، وإعادة تفعيل عضوية الجبهة الشعبية – القيادة العامة ومنظمة الصاعقة ، وبحيث بات التمثيل الفلسطيني شاملاً لعموم مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية " وفق فهد سليمان عضو المجلس المركزي الفلسطيني ، المشارك في إجتماعات القاهرة .

إعادة تشكيل لجنة الإنتخابات المركزية برئاسة حنا ناصر ، بقرار جماعي وبلا تحفظ من أي طرف ، إقرار بالدور الوطني والمهني رفيع المستوى الذي سبق وأن أدته اللجنة في المرحلة السابقة ، وإقرار بنزاهة الرجل وخياراته ، والرهان عليه وعلى أدائه مرة أخرى ، مثلما جاء تأكيد إختياره على دور المستقلين الوطنيين الفلسطينيين في تأكيد قرار الشراكة وأهميته ، وأن لا تكون مقتصرة على الحزبيين ونفوذهم وتسلطهم ، فإذا كانت الفصائل والأحزاب هي عظم الثورة والأنتفاضة والحركة السياسية ، فإن المستقلين لحمها وشحمها والدماء التي تجري في عروقها ، مما يعكس أهمية التحالف بين مكونات الحركة السياسية الفلسطينية وتياراتها المتعددة ، من فكرية وإجتماعية ودينية وحزبية وبما فيها من مستقلين دفعوا ولا زالوا ثمن خيارهم في خندق الوطن ومصالحه وتطلعات شعبهم .

مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية التي إجتمعت في القاهرة ، لم تكتمل ، بغياب سلام فياض لأكثر من سبب جوهري أولاً لأنه رئيس وزراء حكومة فلسطين ، فهي العنوان المعترف به عربياً ودولياً ، وثانياً لم يكن الرجل طرفاً في الصراع بين فتح وحماس ، وثالثاً لأنه المستقل حقاً ، مثله في ذلك مثل حنان عشراوي وحنا ناصر ومنيب المصري ، وهو يقف في طليعتهم ليس بسبب وظيفته كرئيس لوزراء حكومة فلسطين ، بل لأنه صاحب برنامج وطني جمع بين مسألتين غابت عن ذهن وفكر وحضور وإهتمام أكثر من نصف الحاضرين في إجتماعات القاهرة وهما :

1- الأحتياجات الضرورية لشعب الضفة والقدس والقطاع من تعليم وسكن ووظائف ودعم صمود .
2- التطلعات الوطنية نحو الأستقلال والحرية .

فصائل المقاومة على أغلبها تتحدث عن الكفاح والنضال والأستقلال ، ولكنها تغفل الشق الأول من البرنامج وهو إحتياجات أهل الضفة والقدس والقطاع من إقتصاد وتنمية ، وكأن العامل الأول نقيض للثاني ، مع أنه مكمل له ، وكلاهما دعم الصمود وتوفير الأحتياجات ، ما هو إلا الأرضية التي تسهم في نضال الشعب نحو التطلع إلى الكرامة والأستقلال والحرية ، ولذلك غياب سلام فياض ، هو غياب للبرنامج المعلن ، وغياب لشخصية وطنية مستقلة بارزة تستحق الأحترام في هذا الأجتماع الوطني الوحدوي المطلوب .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع