نحو وثيقة شرف عشائرية لمكافحة الفساد وقطاع الطرق
خالد عياصرة
قديما كانت العرب تنفي الإبل المصابة بالمرض حتى لا تنقل العدوى إلى غيرها .
عشائريا : يتم الدفاع عن المصابين بداء الفساد ، مع أن القاعدة تقول بوجوب نفي الفاسدين حتى لا تنتقل عدواهم إلى الآخرين
.
ثقتنا بالعشائر الأردنية ثقة لا حدود لها، لكن البيانات وصكوك الغفران الأخيرة التي تبنتها بعض العشائر، تستفز الشعب حد القهر . فمنذ متى أصبح "الحرامي ، السرسري" وقطاع الطريق ممثلا لعشائرنا حتى يتم الدفاع عنهم .
في عين الوقت، يطالب شرفاء وشيوخ العشائر بمحاسبة الفاسدين باعتبار ذلك احد أهم شروط الإصلاح واستعادة هيبة الدولة . وهذا الحساب لابد وان يكون شموليا يعتمد مبادئ الأولوية لا انتقائيا الذي يرتكز على حرب التصفية بين كبار رؤوس الفساد .
لذا بات من الضروري التفكير مليا في إيجاد آلية توافقية تعتمدها العشائر في تعاطيها مع الفاسدين وملفاتهم، يتم بموجبها إبعاد العشائر عن الفاسدين حتى وان كانوا خارجين من أصلابها .
لابد أن يتخذ موقفا ايجابيا اتجاه خطوات الحكومة، والا اختلط الحابل بالنبال بحيث يصير الجميع مشاركها في الفساد أكان بشكل مباشر المتمثل بالفاسدين المتهمين من قبل القضاء والشعب الأردني، أو بشكل غير مباشر من خلال تبني بيانات عشائرية مدافعة عن جهابذة الفساد المؤسسي في الأردن .
لا ننكر حاجتنا اليوم لوثيقة شرف عشائرية لمكافحة الفساد، وثيقة جدية يلتزم بها الجميع، وتؤسس لثقافة واضحة تدعم معاقبة الفاسدين أينما كانوا وبغض النظر عن اسم عشيرتهم، انطلاقا من مصلحة الوطن العليا التي يستوجب أن لا تخضع للرهان والمقامرة .
وثيقة تكون بمثابة درعا حصينا للعشائر بمواجهة الفاسدين الذين يختبئون خلفها، فلا تحابي فلان فاسد على حساب علان، فجنس الفساد واحد حتى وان اختلفت الوجوه، ودون إسقاط ملف مقابل فتح أخر، فملفات الفساد واحدة لا فرق بينها .
فمن الخطأ أن تدعم عشائرها هذه الفئات ببيانات دعم وكأنها تؤيد فسادهم، والخطأ الأكبر أن تنزل عشائرنا من عليائها إلى مستنقعات هذه الزمرة التي جعلت البلد بمثابة مزارع خلفيه لها ولأعوانها.
نتمنى على العقلاء في عشائرنا التي نحترمهما ونقدرها الشروع بهذه الخطوة الاستباقية، خصوصا وان الجميع يتوقع أن تقدم الحكومة على فتح ملفات ذات أسماء وزن وثقل عشائري، متهمة بالفساد .
في النهاية لابد من أن تعمل عشائرنا سويا لرفع الحماية عن الفاسدين وكما قلنا بغض النظر عن أسمائهم، ومستواهم العشائري، والسياسي، والمالي .
فمن الاستحالة بمكان، أن نرضى على عشائرنا الأردنية التي تمثل عماد استقرار البلد وحافظة وجودة، ان تكون بمثابة سادنه للفساد والفاسدين وسكينا لذبحه .
فالأردن أولى بالحماية من الفاسدين وهؤلاء لا يمثلون عشائرنا.
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com