أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اليكم حالة الطقس في الأردن ليومي الجمعة والسبت السيناتور ساندرز لنتنياهو: التنديد بقتل 34 ألفا ليس معاداة للسامية "بيتزا المنسف" تشعل جدلاً في الأردن البنتاغون: الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات تنظيم الاتصالات تتخذ تدابير لإيقاف التشويش في نظام “GPS” حماس ترد على بيان الـ18 : لا قيمة له الإحصاء الفلسطيني: 1.1 مليون فلسطيني في رفح الذكور يهيمنون على الأحزاب الأردنية إحباط تهريب 700 ألف كبسولة مكملات غذائية مخزنة بظروف سيئة المومني: الأحزاب أصبح لها دور واضح في الحياة السياسية الأردنية قوات الاحتلال تكشف حصيلة جرحاها في غزة .. وتسحب لواء "ناحال" الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا القيسي: لا شيء يمنع تأجير قلعة القطرانة لمستثمر أردني وتحويلها لفندق اليابان تغتال حلم قطر في بلوغ الأولمبياد حماس مستعدة للتوصل لهدنة لمدة 5 سنوات ولن تسلم الأسرى قبل انتهاء الحرب الأردن على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام سموتريتش: حان الوقت لعودة الموساد إلى التصفية. أردني يبيع عنصر أمن ماريجوانا .. ماذا قالت المحكمة؟ - فيديو. استطلاع: 53% من الأميركيين لديهم ثقة ضئيلة بنتنياهو. الحكومة تتعهد بتسهيل تدفق السواح الروس للأردن
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة خريف الثورة اليمنية بعد أبوة "...

خريف الثورة اليمنية بعد أبوة " الأحمرين!" ..

04-10-2011 12:12 AM

رؤية من الداخل

محمد حسن العمري – صنعاء

شأت الإرادة أن اشهد صنعاء في أسبوعيها الأخيرين ، حرب القوات الحكومية والفرقة الأولى مدرع ، وعودة الرئيس الغائب في مفاجأة " دراماتيكية " حتى لأعضاء الحكومة والمعارضة وشباب الثورة سواء..!

" لن نسلم أولادنا للموت للتمهيد لدولة يحكمها احمد عز اليمن ( حميد الأحمر ) ولا الجنرال الإقطاعي ( محسن الاحمر ) الذي تقاسم وحده أراضي اليمن مناصفة مع ما يزيد عن عشرين مليون يماني ، والذي كاد يظنه اليمانيون الأخ غير الشقيق لصالح ، و ليس كذلك..!!

عندما اندلعت الثورة اليمنية مطلع العام متزامنة ومتشابهة في سياقها السلمي مع الثورة المصرية ، كان يخرج في ساحة التغير ما يزيد عن المليون شاب وشابة ، ويسير مثلهم في شارع الستين ، الطريق الوحيد السريع في صنعاء ، ظلت الثورة قائمة لكن بنحو بضع آلاف ممن أبى الانكسار من الشباب صناع الثورة ومن المعارضة التي لحقت بالثورة لجنى المكاسب وتأبى ان تخسر كل شيئ اليوم ، وعدم الانسحاب بلباقة من طرف المعارضة السياسية يعني خسارتها لكل المكاسب التي كان من الممكن ان تحصل عليها لو بقي النظام او لو رحل..!!

في الاشهر الثلاث الأولى من عمر الثورة اليمنية ، كانت قوى الحراك السياسي المعارض وعائلة الاحمر على " الحياد السلبي !!" ولذلك كانت ثورة ، ومع دخول الشيخ صادق الاحمر وشقيقه المثير للجدل حميد الاحمر و اللواء محسن الاحمر بفرقته ، تحولت الثورة بالمسمى الدولي الى ازمة سياسية تعمقت بمحاولة تصفية اركان السلطة بحادثة مسجد النهدين ، فحميد الاحمر رجل الإعمال الأربعيني الشاب ، والذي لم يخفي طموحه السياسي منذ نحو ثلاث سنوات وقد ظهر لبقا ، متزنا في حوار فضائي هاجم فيه الرئيس صالح ورفض الاخير الرد على التصريحات ، وهو الذي لم يحض اي رجل يمني بما تمتع به الأحمر من تسهيلات اقتصادية جعلته الذراع الاقتصادية الأقوى في اليمن التي تفوقت على رجل الإعمال الأشهر في القرن الماضي هايل سعيد ، ولا يعتبر له أي دور سياسي ، غير دور والده في توطين دعائم النظام اليمني بعد أن اقنع الشيخ الراحل الدولة السعودية بالعدول عن تأييدها للزعيم الانفصالي شريك الوحدة والرئيس الاسبق الجنوبي علي سالم البيض ، والذي سهل حسم معركة الوحدة عام 1994، ودوره القيادي في التجمع اليمني للإصلاح المعارض وكذلك اللواء الأحمر الآخر الذي حضي بدعم عسكري جعله الأقوى نفوذا في اليمن متفوقا كلاهما على ابن الرئيس احمد صالح وابن أخيه يحيى محمد صالح ..!!

يتمتع حميد الاحمر بحضور اقتصادي متحرك لا يخلو من دعم حكومي اليوم ، وهو ما اعترف به عبده الجندي نائب وزير الاعلام والناطق الإعلامي باسم الأزمة اليمنية من الجانب الحكومي ، عندما قال ان حميد الأحمر لم يدفع ضرائب طوال حياته عن صفقات النفط اليمني التي كان يناقص بها باسم اربع شركات مختلفة الاسم ، وحيدة المصب ، وكذلك شركته الاخرى سبا فون ، شركة الاتصالات الخلوية الاولى في اليمن وبنك سبا الاسلامي ، وهي تجمعات بالاضافة الى جامعة ومستشفى العلوم والتكنولوجيا تعتبر الاذرع المحكمة لاقتصاد الاحمر ، وواجهته الاصلاح ، وبالرغم من ان حميد الاحمر كان نائبا بالبرلمان لعدة دورات فلا يعتبر هذا معيارا للشعبية في اليمن التي تحكمها القبيلة حتى اليوم حال بقية إخوانه من ابناء الشيخ عبد الله الاحمر حيث صار معظمهم نوابا في البرلمان ، فحميد الاحمر الذي يراه احد قادة الاصلاح ، الافضل بين اخوانه وليس الافضل بين قادة الاصلاح يراه العدد الاكبر من ابناء ثورة الشباب وبعضهم عاصره في جامعة صنعاء ، مثالا للغطرسة والنفوذ ، الذي بلغ بوفد قبلي زار والده المرحوم الشيخ عبدالله للحد من غطرسته ، وكان الشيخ الراحل يقول " العيال تعقل بعدين..!!" ، لكنه متمترس بقوة شخصيته ومقدرته على الحديث ، وكذلك سعة علاقاته مع رجال السياسة والمال في اليمن ، فيما كان الغموض يلف شخصية محسن الاحمر الذي ظن معظم اليمنيون انه الاخ غير الشقيق للرئيس ويضرب بسوطه اينما كان ، ويضع يده على الأراضي باسم الرئيس ، بالإضافة الى قوة فرقته العسكرية التي يعتقد انها لا تزيد عن ستة آلاف عسكري وقائد عسكري ، فيما تقول مصادر نسبت مؤخرا على لسان الحكومة انه كان يمنح رواتب " وهمية " لنحو عشرين الف فرد ..!!

وتعتبر قرقته متماسكة حتى اللحظة الا فيما عرف عن انشقاق ابن شقيقه " شايف محمد محسن " والذي يلف الغموض مصيره بعد ذلك ، ويرى زعماء الاصلاح في محسن الاحمر رجلا " متدينا " تعتقده بعض المصادر الامريكية متعاطفا مع القوى المتطرفه ، و كان هو اليد القوية التي أدب فيها علي صالح الحوثيين في حروبه " المسلسلة " معهم ، وهو حتى اللحظة مازال قائد الفرقة ويتقاضى افراد قوته رواتبهم من الدولة اليمنية ، رغم ان كتاب الصحف المؤيدين لصالح يزعمون ان رواتب فرقته تأتي من دولة خليجية ، ليس من غريب القول أنها قطر. ..!!

في الشارع اليمني ، هناك انقسام واضح على تأيد الثورة بشكل لا يوازي الثورات العربية الاخرى ، ففي الوقت الذي يعلن فيه زعماء المعارضة ان اللواء محسن انشق لحماية الثورة من بطش الجيش اليمني وهو المتحص قرب ساحة التغير ، ترى قوى اخرى انه يحتمي بالثورة الشبابية كدروع بشرية لان المجتمع الدولي لن يسمح بتصفيته في مركز الثورة السلمية ، و كانت تصريحات نسبت داخليا لاحمد علي صالح زعمت مقدرته على تصفية الفرقة الاولى مدرع في خمس ساعات ، عارضه فيها نائب الرئيس عبد ربه منصور ، للإبقاء على وجوده في السلطة او العودة الى موطنه عدن ..!!

تبادل الاتهامات تحول بؤرة الصراع بعد أن خف حجم المظاهرات في العاصمة ومعظم المدن باستثناء تعز ، والخطاب الإعلامي غير الناضج للطرفين يعكس غياب سيناريو مصر في التغير ، التلفزيون اليمني الرسمي يصف المعارضة بعيال الأحمر والبلطجيين ، فيما تبث وكالة سبا فون الاخبار للمشتركين ،على هذه الشاكلة " العصابة الحاكمة في صنعاء "، ويعيد التلفزيون الرسمي طوال اليوم المؤتمرات الظريفة لنائب وزير الإعلام الذي " يرش على الموت سكر" كحال محمد سعيد الصحاف في حرب احتلال العراق ، عبدة الجندي يلحق اقذع الصفات بقادة المعارضة ، احدهم وهو عبد الملك منصور الذي كان من زعماء الاخوان المسلمين ، أقنعه الرئيس بالخروج عليهم مقابل مناصب رفيعة ، فعاده الرئيس بعد ذلك ،ووجده يعاقر الخمر والنساء ، فقال له الرئيس– على لسان الجندي – " يا عبدالملك ..اقنعتك بالخروج من الاخوان وليس من الإسلام" !!" ، وتنشغل صحف المعارضة بالتهكم على الرئيس اكثر بعد حادثة حرقه في التفجير الذي لم يعلن عن هويته الى اليوم ، تنتشر شعارات الثورة على الجدران ، باللكنة اليمنية المحكية "اشتي ترحل يا علي " فيرد عليها أنصار صالح بشعارات أخرى " لن يرحل ومن قرح يقرح..!"

رغم ان الدولة اليمنية ، على صعيد مؤسساتها من اعلى دول العالم في مقياس الفساد وهشاشية النظام المدني فيها ، وهو ما حدا بأحد الأصدقاء الى دفع مبلغ 10 دولار في المطار لضابط امن رغم حساسية الموقف والتوقيت ألان ، لختم جواز سفره بالخروج ، لكن مؤسسات الدولة ما تزال تعمل ، الوزارات بأكملها والمستشفيات الحكومية، ويحكم احمد علي صالح قبضته على بقية الاجهزة الفاعلة في الدولة ولا يظهر غياب الرئيس منعكسا على حال العمل الرسمي ، والمدارس كانت قد باشرت دوامها والطلبة يتجهون الى مدارسهم صبيحة وصول علي صالح عائدا من السعودية في اليوم الذي شهد قصفا متبادلا بين الفرقة الاولى مدرع وقوات الجيش والحرس الجمهوري ، الرصاص يملأ الآفاق والطلبة يسيرون الى المدارس ، وباب اليمن يشهد حضورا متواضعا للتجارة ليس بحجمه الطبيعي ، فكل تجارة بلد التجارة تأثرت سلبيا بحكم الوضع الراهن سواء كان ثورة او ازمة ، وتخلو اهم سلسلة مطاعم شعبية في اليمن او تكاد من الزبائن وهي " الشيباني " المتخصصة في الأكل الصنعاني ، فيما تغلق المتاجر في الشوارع الساخنة ابوابها وتفتح كل المتاجر في الأطراف بعيدا عن أتون الصراع..!!

حتى عودة الرئيس صالح الى اليمن بعد رحلة علاج " سياسية " ايضا مثار خلاف بين المعارضة والدولة ، ففي الوقت الذي يقول زعماء المعارضة ان صالح خرج مطرودا من السعودية تحضيرا للربيع اليمني ، يرى ساسة الدولة ان عودة صالح بمثابة ضؤ اخضر من دول الخليج بعودته وبمباركة دولية ليحكم بعد ان حجزته السعودية قوام ثلاثة شهور فشلت المعارضة في احداث اي تغير على الارض ، وهي رسالة قوية لقطبي الاحمر العسكري والاقتصادي بالبراءة من أبوتهما للثورة اليمنية التي ظلت قائمة بلا ابوين وتسير على سياق الربيع العربي الى اليوم الذي تبنا كلاهما أبوته للثورة ..!!





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع