أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأحد .. طقس غير مستقر ودافئ تغطية الحملات الانتخابية تؤرق الأحزاب .. صراع المراكز بالقائمة العامة يحتدم اقتصاديون: التوجيهات الملكية بإجراء الانتخابات تأكيد على قوة الاردن سياسياً واقتصادياً الأردن الثاني عربيا في عدد تأشيرات الهجرة لأميركا 60% تراجع الطلب على الذهب في الاردن صحيفة أمريكية نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل دمرت خانيونس دون تحقيق هدفها غينيا بيساو تخضع للضغوط الإسرائيلية وتسحب علمها من أسطول الحرية الأردن يدين استهداف حقل خور مور للغاز في إقليم كردستان العراق "الخرابشة والخريشا " : سيناريوهان للحكومة والنواب المرصد العمالي: إصابة عمل كل (30) دقيقة في جميع القطاعات حماس: أرسلنا المقترح المصري للسنوار وننتظر الرد إعلام عبري: بن غفير وسموتريتش ضد أي صفقة تبادل سمير الرفاعي يكتب: الأردن وقد اختار طريقه .. بناء المستقبل بأدوات المستقبل أمطار رعدية عشوائية الاحد .. وتحذير من السيول “الحوثي” توثق إسقاط طائرة أمريكية فوق أجواء صعدة (شاهد) اتحاد جدة ينعش خزينة برشلونة بصفقة عربية مسيرة للمستوطنين باتجاه منزل نتنياهو. كاتبة إسرائيلية: خسرنا الجامعات الأميركية وقد نخسر الدعم الرسمي لاحقا. منتخب النشميات يخسر مجددا أمام نظيره اللبناني. كاتس: إذا توصلنا لصفقة تبادل فسنوقف عملية رفح.
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الموروث الشعبي بين ثقافة التناسل بالترادف .....

الموروث الشعبي بين ثقافة التناسل بالترادف .. وتداعيات الإستلاب بمفاعيل العصرنة

12-12-2022 03:27 PM

نايف عبوش - لاريب أن لكل مجتمع موروثه الثقافي، وعاداته، وتقاليده، التي غالبا ما تنتقل من جيل إلى جيل، بنفس السياق والتقليدية، التي يألفها الخلف عن السلف ،حيث تتشكل في العقل الشعبي الجمعي ثقافة موروثه بتلقائية عفوية، نتيجة عملية ترادف الأجيال،لتنعكس في السلوك الجمعي ،بممارسات، يصعب تعديلها ،أو تجاوزها، أو الخروج عليها، بما اكتسبته من يقينية إجتماعية صارمة ، يصعب تشكيك الأجيال بها ،واقناعهم بالتخلي عنها، بعد أن أصبحت جزءا من عواطفهم، واستوطنت وجدانهم، وأستقرت في أعماق ذاتهم ،بعد أن تعايشوا معها منذ طفولتهم، في عملية صيرورة اجتماعية، تعتمد عقلية تواصلية للخلف، مع السلف عبر الزمن،وفي إطار البيئة الحاضنة ،لتجعل من الموروث بكل تجلياته، نمطا متكررا ،يراه البعض جامدا، ولا يستجيب للتطور، وبالتالي فإنه بهذه الشاكلة المتيبسة، يعطل في عقول الأجيال الجديدة وهج الإبداع، ويحد من العطاء،وما يعنيه ذلك من هدر للطاقات الكامنة لتلك الأجيال .

ومن هنا فقد بات البعض يرى ان الموروث بنمط ثقافته المتناسلة،يسبب تدهورا وانحدارا في البنى المعرفية للمجتمع،مع ما يتضمنه من اساطير وخرافة، ومن ثم ،فانه يحتاج إلى ثورة فكرية وتربوية ،تحرر العقول من العطل، والشلل الذي اعتراها، لكي يكون بمقدوره مواكبة الحداثة، ومجاراة حركة العصر.

وإذا كان لا بد من العمل على إعادة هيكلة ثقافة واقع حال الموروث الراهن، المثقلة بكل سلبيات هذه التداعيات، وإعادة تشكيلها بما يتلائم مع معايير التحديث، والعصرنة، حتى يمكننا التعايش بتوازن مع معطياتها، والتكيف مع إنجازاتها المتسارعة ، بأقل ضرر يلحق بأصالة هوية وجودنا الاجتماعي، وموروثنا الشعبي ، فإن ذلك ينبغي ان يتم في إطار الحرص الواعي، على الحفاظ على أصالة هوية الموروث الحضاري لمجتمعنا، وعدم التفريط بها، مهما كانت ضغوط إغراءات الحداثة جذابة، وملحة ، بعد أن طالت تحديات العصرنة، بآثار تداعياتها السلبية، صميم حياتنا اليومية الراهنة ، بتسفيه العادات، والتقاليد الحميدة، حيث بدأنا نلمس اليوم، جنوح الجيل الجديد ، صوب الإنسلاخ التام من سيطرة الأسرة،والتفلت من ضوابط المجتمع، بشكل واضح، والانزياح في نفس الوقت بمسارات غريبة عن المألوف، من موروثنا الإجتماعي، بعد أن تفاقمت فجوة الجيل، وغابت ظاهرة الترادف التقليدي بين الأجيال، مع غزو العصرنة الصاخبة ،الأمر الذي يهدد بتفكك قيمي، واجتماعي، قد يقود إلى ضياع الأجيال، والإستلاب التام لكل معالم الهوية التراثية ، في المستقبل القريب.

لذلك بات الأمر يتطلب الإنتباه الجدي، عند التفكير بأي معالجة للتحديث ، إلى مفاعيل سلبيات تداعيات العصرنة المتسارعة ، التي طالت عواقبها كل جوانب حياتنا الراهنة ، من عزلة اجتماعية، وانغماس مقرف، وابتعاد عن موروثنا الديني، والحضاري ، والتراثي، ومن دون إغفال حقيقة كون هيمنة الثورة الرقمية، قد أصبحت اليوم، سمة عصر، وثقافة واقع حال راهن، وبالتالي فإنه لامناص من التفاعل الخلاق، والتعايش البناء معها،والانتفاع من كل ماهو مفيد منها، ونبذ ماهو ضار، من دون الإنغماس الكلي الآلي فيها، أو تركها، والإنسحاب منها مطلقا ، وبالشكل الذي يحافظ على معالم الهوية التراثية، ويسمح بتواصل الجيل الجديد من الناشئة مع موروثه الاجتماعي ،في عملية ترادف واعية، تتجاوز النسخ والتناسل التقليدي ، وتقوم على التواصل والإستلهام الواعي للموروث، والتفاعل مع إيجابياته،في نفس الوقت الذي يعيش حياة الحداثة، التي تتسارع تداعياتها بشكل صاخب، يهدد موروثنا الشعبي بالكنس، والمحو من الوجود بمرور الزمن .








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع