أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اليكم حالة الطقس في الأردن ليومي الجمعة والسبت السيناتور ساندرز لنتنياهو: التنديد بقتل 34 ألفا ليس معاداة للسامية "بيتزا المنسف" تشعل جدلاً في الأردن البنتاغون: الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات تنظيم الاتصالات تتخذ تدابير لإيقاف التشويش في نظام “GPS” حماس ترد على بيان الـ18 : لا قيمة له الإحصاء الفلسطيني: 1.1 مليون فلسطيني في رفح الذكور يهيمنون على الأحزاب الأردنية إحباط تهريب 700 ألف كبسولة مكملات غذائية مخزنة بظروف سيئة المومني: الأحزاب أصبح لها دور واضح في الحياة السياسية الأردنية قوات الاحتلال تكشف حصيلة جرحاها في غزة .. وتسحب لواء "ناحال" الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا القيسي: لا شيء يمنع تأجير قلعة القطرانة لمستثمر أردني وتحويلها لفندق اليابان تغتال حلم قطر في بلوغ الأولمبياد حماس مستعدة للتوصل لهدنة لمدة 5 سنوات ولن تسلم الأسرى قبل انتهاء الحرب الأردن على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام سموتريتش: حان الوقت لعودة الموساد إلى التصفية. أردني يبيع عنصر أمن ماريجوانا .. ماذا قالت المحكمة؟ - فيديو. استطلاع: 53% من الأميركيين لديهم ثقة ضئيلة بنتنياهو. الحكومة تتعهد بتسهيل تدفق السواح الروس للأردن
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة " سياحتنا فزعة ،،، وآثارنا مستباحة "

" سياحتنا فزعة ،،، وآثارنا مستباحة "

11-05-2022 10:19 AM

عند كل موسم للربيع يزور بلادنا بعد كل شتاء أكان شحيحا أم وفيرا ، تغطي أرضنا ووهادنا وشعابنا وأوديتنا بسط من العشب الأخضر اليانغ وأزهار برية غير معمرة ونباتات اعتدنا ان نراها منذ الصغر تنتشر في ربوع الوطن، في السهول والجبال والهضاب وعلى هوامش الصحراء وحواف الطرقات ، حيث يغري هذا المنظر العابر عامة الناس ومن يبحثون عن متنفس بعد موسم الشتاء البارد ليخرجوا في نزهات عشوائية قصيرة المدى لا تتعدى الساعات فنجدهم يفترشون الأرض حاملين معهم سلال أمتعتهم وأشكالا متنوعة من الطعام وقد يرافقهم (بريموس) من أجل صنع القهوة أو الشاي أو حرق الفحم لإشعال (الأرجيلة ) وقد نلحظ بعضهم يجهزون حفرة لإشعال النار بواسطة حطب يلتقطونه من هنا وهناك لعمل ذلك أو لإعداد بعض المشويات وما يتبع ذلك من مظاهر كلنا نعرفها ورأيناها بأم أعيننا مما يترك خلفهم مساحات مهولة من بقايا الطعام وأكوام النفايات والأكياس وبقايا النار المشتعلة لتتسبب غالبا في حرق مساحات من غاباتنا المحدودة وأراضينا الزراعية للأسف كما شاهدنا في اعوام عديدة .

وهنا يستوقفني هذا المشهد المتكرر الذي يثير في نفسي الألم كما يثير فيها الفرح العابر الذي يعيشه هؤلاء الناس البسطاء في نزهاتهم القصيرة قبل أن يعودوا أدراجهم نحو بيوتهم المغلقة وشققهم المعلقة وأحيائهم التي تفتقر لمساحات تعد من أجل أن تكون متنفسا لهم ولأولادهم ، حيث كلما اشتد الضجر وساءت النفوس التي تحتاج للترفيه والفرح البسيط يجدونها مخرجا لهم ليخفف من عناء العمل وضغوطات الحياة وحيث يمكن لأطفالهم من ممارسة بعض الانشطة وعدم البقاء خلف الشاشات التلفزيونية او أجهزة الكمبيوتر والتلفونات .

وأنا هنا لا ألوم هذه العائلات وهذه الجموع التي تتوق لمشاهدة الطبيعة والإستمتاع بربيع يمر عابرا بسرعة نحو صيف حار وقيظ ينتظرهم خلال أشهر ليست بالقليلة ، لكن هنا نتساءل إلى متى ستبقى سياحتنا المحلية هي محض فزعة ونتاج رغبات أفراد لا حيلة لهم وليس في أيديهم سوى الإندماج ضمن عادات أصبحت تشكل ظاهرة يجب الوقوف عندها والتفكر بما نتوصل إليه من حلول لنحولها لظاهرة منظمة أنيقة تشفي غليلهم وتسند أوقات فراغهم .

فمن يخرج للتنزه نحو الشمال او الجنوب أو يذهب شرقا أو غربا نحو المرتفعات والسهول ونزولا نحو الأغوار ، لا يجد أي نوع من الخدمات المبرمجة ليستفيد منها بحيث تكون له عامل ترويح عن النفس وتخفيف لعناءه الذي يشكل عائقا في الغالب إن فكر بالخروج ، مثل تواجد حمامات عامة تكون مخدومة بالمياه والمتطلبات الأساسية الواجب توفرها في هذه المنفعة لتتواجد على جوانب الطرقات وفي أماكن الإرتياد ، وما المانع من خلق أكشاك لفرص عمل موسمي يستفيد منها أبناء المنطقة تؤجر بأسعار رمزية تخدم المتنزهين والقادمين الى تلك المناطق فتوفر لهم أدنى المتطلبات البسيطة وبأسعار معقولة تلك التي يحتاجونها ، ومن ثم عمل أماكن للشواء وعمل المشروبات الساخنة تكون آمنة وضمن شروط صحية ، أو تصميم جلسات ومقاعد تتواءم مع طبيعة المنطقة وعاداتها تحفظ للبيئة خصوصيتها ونظافتها دون إيذاء أو تعد ،

مناطقنا الطبيعية /السياحية تفتقر لوجود لوحات ارشادية دالة على تلك المواقع ، وتفتقر للعبارات التي تشجع السياحة الداخلية دون المساس أو إيذاء مقوماتها وعناصرها سواء كانت أثرية أو طبيعية ، لماذا لا يكون هناك تواجدا للشرطة السياحية والمرشدين والأدلاء من أجل زيادة الوعي وتنمية حس الإنتماء لهذه الأرض التي نعيش عليها ، ليس فقط التنزه وتدمير كل شيء وتخريب المنظر العام وخلق ازمات الشوارع وتلك المظاهر الغوغائية من بقايا ما يتركونه المتنزهون وما يسيئون إليه بمعرفة أو عن جهل ليس بمتعد !!

سياحتنا أيها المسؤولون ليست فقط سياحة الفنادق واستقطاب القروبات الأجنبية والترويج للخارج بما لدينا من مقومات غنية يفتقر لها الآخرون ، نعم السياحة الخارجية هي رافد أساسي لدخلنا القومي وكلنا نسعى لمضاعفته ليكون مصدرا آمنا للدخل لكن دون أن نهمل الجانب الداخلي وتنمية حس السياحة المنظمة الحضارية ، وتشديد الإهتمام بآثارنا بوضع الأسوار والكاميرات والحراس الدائمين ، فالعبث يكثر حيث فلتان الأمور وحيث عدم احتساب الخوف من العقوبات والذي يسبق كل ذلك هو ضعف المعرفة بأهمية تلك الآثار من حيث أنها تشكل سجلا تاريخيا وحضاريا لسيرة الأمم وتوثيقا لكل ما كان من ماض قريب او بعيد .

نأمل أن نرى تطورا ملحوظا وملموسا في هذا الجانب ، بحيث تصبح سياحتنا الداخلية تفي بالغرض الذي يجعلنا نتوقف عن البحث عن برامج ورحلا تأخذنا خارج الوطن ،فبلادنا فيها الكثير لكنها تحتاج للكثير من العمل والإهتمام والإدراك من قبل المسؤولين ومن قبل الأفراد وكل العاملين وواض عي الخطط في هذا المجال .









تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع