هو مخرج الطوارىء، وفي بيتي هو المنطقة التي تطل على "الحاكورة"، أنا واهل بيتي نستخدمه أكثر من الباب الرئيس، لأن واقع مدخل البيت فرض علينا تغيير اتجاه البيت، طبعا كمعظم البيوت الاردنية هذا المدخل تتعدد استخداماته، فعندما يأتي ضيف مفاجىء ندخل الاغراض التي أحضرناها "لزوم الغدا" من هذا الباب، لأن الباب الرئيس يكون مكشوف للضيف، ونحن نريد التمويه على الضيف بحيث يعتقد اننا لن نشتري شيء من السوق فالغداء سيكون من حواضر البيت، وذلك حتى لا نُشعره بأن حضوره كان سبب في شراء شيء ربما ما كانت العائلة ستشتريه، حريصون جدا نحن على استعمال الباب الخلفي في مثل هذه الحالات، وتتعدد استعمالات الباب الخلفي بحيث لا تحصر، لكنها عموما استعمالات الهدف منها "الستيره".
بعد انتهاء المؤتمر الذي عقده رئيس الوزراء على أثر اعلان نتائج اعادة الهيكلة، لم يجد دولته مفرا من الخروج من الباب الخلفي للمركز الثقافي الملكي، وخلال المؤتمر كرر رئيس الوزراء انه سيواجه احتجاجات شديدة على هذه الاصلاحات، عاد الجملة كثيرا، أعادها بحيث تسلل الى نفسي هاجس شيطاني ان في الامر سوء، كدت أتعاطف معه، لكن عاد الشيطان ليغلبني، بعد إذاعة خبر ان رئيس الوزراء لم يتمكن من الخروج مما اضطره لإستخدام الباب الخلفي، أحسست ان الامر مدبر، شيء ما غير متوازن في القصة، من سيعتصم مقابل اجراءات من شانها إشاعة العدل بين موظفي القطاع العام...!!!.
قصص الاصلاح لدينا دائما مغلفة بشكل جميل، لكن ثمة ما يثير الشك دائما، قصّة الخروج من الباب الخلفي مفبركة باعتقادي لكسب التاييد الشعبي، مع ان مبادرة إعادة هيكلة الرواتب تستحق الأحترام ومثيرة للأستغراب في نفس الوقت، ذلك ان المبادرة ابقت على سلم رواتب "المظاليم" كما هو، يعني "ما استفدنا"، وخفضت علاوات "جماعة الهيئات الخاصة". رئيس الوزراء يريد من الأعلاميين ان يشيروا الى الاصلاح، طلب ذلك صراحة خلال زيارته لنقابة الصحفيين، فهو يعتقد ان إحقاق الحق شيء يوجب لحكومته الثناء والمديح والإشارة "مش صح وضعنا بحزن؟".
سأشيد بالاصلاح عندما أراه يا دولة الرئيس، وليس عندما تتكلمون عنه...
سأشيد بالاصلاح عندما لا تتركونا في مهب الريح وتكتفوا بالخروج من الباب الخلفي، لأن خروجكم من هناك ليس الهدف منه "الستيره".
قصـــــــــي النســــــــــــــــــور
qusainsour@yahoo.com