السماوات السبع والأرضون السبع في القرآن والسنة محاضرة للدكتور زغلول النجار في جامعة العلوم الإسلامية العالمية

زاد الاردن الاخباري -

رعى رئيس جامعة الدكتور عبدالناصر أبو البصل محاضرة ألقاها الدكتور زغلول النجار عضو هيئة التدريس في الجامعة, وذلك بحضور عدد من ممثلي السفارات العربية والأجنبية، ورئيس مجلس إدارة البنك العربي الإسلامي الدولي، وعدد من الشخصيات الرسمية، ونواب الرئيس وعمداء الكليات وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية وجمع غفير من الطلبة.
وقال الدكتور النجار انه جـــاءت لفظة (السماء) بالإفراد والجمع في ثلاثمائة وعشرة موضعاً من القرآن الكريم، منها مائة وعشرون مرة جاءت الإشارة فيها بالإفراد (السماء)، ومائة وتسعون مرة بالجمع معرفاً أو غير معرف (السماوات أو سماوات), وبالمثـــل جاءت الإشارة إلى (الأرض) في أربعمائة واثنين وستين موضعاً من كتاب الله، لتشير إلى هذا الكوكب في مقابلة السماء، أو في مقابلة غيره من أجرامها (كالشمس والقمر والكواكب)، أو لتشير إلى اليابسة التي نحيا عليها، أو إلى جزء منها، أو إلى قطاع التربة الذي يغطي صخورها. وجاءت هذه الإشارات معرفة أو منكرة أو مضافة إلى غيرها, ولم يرد في القرآن الكريم كله ذكر صريح للأرض بصيغة الجمع (الأرضون)، وإن جاء ذلك في عدد من ألأحاديث النبوية ولكن جاءت إشارة غير مباشرة إلى (الأرضين السبع) في الآية التي ختمت بها سورة "الطلاق" والتي يقول فيها ربنا تبارك وتعالى (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن).
وأضاف وقــد تساءل الناس منذ القدم عن علاقة الأرضين السبع بالسماوات السبع، خاصة وقد جاءت الإشارة إلى السماوات السبع في سبع من آيات القرآن الكريم، وهي واحدة من الإضاءات الإعجازية في كتاب الله. وجاءت الإشارة إلى "سبع طرائق" في آية واحدة من آيات القرآن الكريم، وهي الآية رقم (17) من سورة "المؤمنون"، وقد اعتبرها عدد من المفسرين إشارة إلى السماوات السبع، غير أن الاشتقاق اللفظي لا يخدم ذلك التفسير، لأن لفظة (طرق) وجمعها (طرائق) تدل في اللغة العربية على الطريق والسبيل الذي يطرق بالأرجل، وهي أيضاً تدل على الشرف والمكانة لقولهم (طرائق القوم) أي أشرافهم, ومــن هنا كان الاستنتاج الصحيح بأن التعبير القرآني (سبع طرائق) قد يشير إلى الفواصل بين الأرض والسماء الدنيا، وبين كل سماء وما يليها إلى السماء السابعة.

وأشار الدكتور النجار في محاضرته انه يتضـح لنا من القرآن الكريم، ومن أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم)، ومن حقائق المعارف المكتسبة أن الأرضين السبع هي كلها في أرضنا التي نحيا عليها، سبعة نطق متطابقة حول مركز واحد يغلف الخارج منها الداخل فيها, وكذلك يتضح من آيات القرآن الكريم أن السماوات السبع هي سبعة نطق متطابقة حول الأرض (أي حول مركز الأرض) يغلف الخارج منها الداخل فيها. ونحن نعلم جزءً يسيراً من السماء الدنيا، ولولا أن الله سبحانه وتعالى قد أخبرنا بخلق سبع سماوات، ما كان أمام الإنسان من وسيلة للتعرف على ذلك أبداً لضخامة أبعاد السموات أولاً، ولمداومة اتساعها إلى نهاية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.
وقال انه ومن هنا تتلاشى دعوى الأكوان المتوازية التي نادى بها ايفيريت (1954م)، وبدأ الكثيرون في محاولة بعثها في أيامنا هذه في عدد من النظريات، مثل نظرية الأوتار التي نادى بها ميشيو كاكو (2002م)، وماكس تيجمارك (2003م)، وبول ديفيز (2004م)، وستيفين وينبرغ (2005م)، وبرنارد كار(2007م) وغيرهم كثير، بعد أن كان جميع علماء الفلك الغربيين ينكرون إنكاراً كاملاً تعدد السماوات.
وفي نهاية المحاضرة سلم رئيس الجامعة الدكتور ابو البصل درع الجامعة للدكتور النجار.