طلبة بـ"اليرموك": الأجهزة الأمنية تدخلت في سير الانتخابات وأثارت النعرات الإقليمية

زاد الاردن الاخباري -

يخفي الهدوء النسبي الذي عاد الى جامعة اليرموك بعد الأجواء المشحونة والمشاجرات التي أعقبت عمليات الاقتراع والفرز لانتخابات مجلس اتحاد الطلبة للدورة التاسعة عشرة التي جرت يوم الخميس الماضي التحضير لموجة واسعة من الاحتجاجات من قبل تكتلات طلابية على استمرار ما اعتبروه "تجاوزات وتدخل الأجهزة الأمنية في سير الانتخابات وإثارة النعرات الإقليمية الضيقة".

وشهد يوم الانتخابات العديد من المشاحنات بين الطلبة زادت من توتر الأجواء وانتهت بوقوع عدد من المشاجرات، في الوقت الذي أعلنت فيه إدارة الجامعة عن تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على الأسباب وحجم الضرر.

وفي خطوة نحو تصعيد الأمور ما لم يتم وقف التجاوزات أصدر تكتل "القوى الطلابية" لطلبة جامعة اليرموك بيانا جاء فيه أن "التدخلات الداخلية والخارجية من شأنها المساس بحرية وكرامة الطلبة والإجحاف بحق قادتهم وممثليهم الحقيقيين" ويتمثل ذلك في جملة من الإجراءات التي تتخذها إدارة الجامعة ممثلة بما وصفها البيان بـ"عمادة قمع الطلبة" التي تتلقى وللأسف تعليماتها من خارج أسوار الجامعة في سبيل "عزلنا عن تمثيل طلاب الجامعة واستبدالنا بطلبة الطابور الخامس".

كما وجهه البيان نداء الى من أسماهم "الطلبة الأحرار في وطننا الغالي عامة وفي اليرموك خاصة بضم صوتهم الحر الى أصوات تكتل القوى الطلابية".

كما طالب التكتل في البيان العمادة بضرورة تقديم اعتذار وإعادة النظر فيما تم إفساده وأضر بمصالح الجامعة وطلابها من جميع المنابت والأصول، اعتذارا حقيقيا عن كل ما فعلته من خنوع و"تخنيث" لطلبة الجامعة.

واختتم البيان دعوته الطلاب الأحرار بعدم "الانقياد وراء من وصفهم بمدعي الولاء والانتماء والكذابين بهذا البلد الذين يثيرون الشقاق والفرقة بين أبناء العشيرة الواحدة والمنادين بالإقليميات الضيقة".

وللأسباب والوقائع التي أشار إليها البيان يعتزم تكتل طلبة جامعة اليرموك "القوى الطلابية" عدم المشاركة في انتخابات الهيئة الإدارية لاتحاد طلبة الجامعة في مقابل عزمهم الخروج بمسيرة تجوب شوارع الجامعة وتنفيذ اعتصام احتجاجا على كل ما بدر من تجاوزات خلال فترة الانتخابات والتحضير لها.

وبالرجوع الى تفصيل التجاوزات التي رصدها طلاب يوم الانتخابات أكدوا أن "إثارة الإقليمية" كانت أكثر ما ميز الانتخابات، وهو الأمر الذي لا يمكن السكوت عليه، داعين الى ضرورة أن تتخذ الجامعة إجراءات تجاه منع تكرار هذه التصرفات.

وكان مرشحون وأنصار مرشحين من أحد التكتلات الطلابية الذي يطلق على نفسه "كتلة المجد" قد زعموا لـ "الغد" تعرض مرشحين من التكتل لضغوطات أمنية لصالح منافسيهم وصلت الى حد الطلب منهم بلغة وصفوها بـ"التهديدية" إعلان انسحابهم وغير ذلك سيتم سحب ترشيحهم بشكل إجباري.

وادعوا أن الانتخابات عكست صورة واضحة للإقليمية ومورس خلالها أنواع مختلفة من المضايقات والتهديدات والتي تمت على مرأى من موظفين في الجامعة من دون اتخاذ الجامعة أية إجراءات.

كما زعم عدد من الطلبة رفضوا ذكر أسمائهم أن موظفين في الجامعة قاموا قبل يوم الانتخابات بدور تنسيقي بين عدد من الطلبة - مرشحين وأنصار مرشحين – و جهات أمنية من أجل التأثير في نتائج الانتخابات، متسائلين عن أسباب سكوت الجامعة على مثل هذه التدخلات والتجاوزات التي لا تعكس الصورة الحقيقية لممارسة الحياة الديمقراطية التي تدعو إليها الجامعة.

وقالوا إنه من غير المقبول استمرار الجامعة وفي كل انتخابات تأكيدها على الشفافية والنزاهة في سير العملية الانتخابية ودعوتها الى ضرورة أن يمارس الطلاب حقهم، في الوقت الذي تسمح فيه أو كما اعتبروه "تغض الطرف" عن مثل هذه التجاوزات.

وأكدوا أن المقاطعة التدريجية لعدد كبير من الطلبة ستكون نتيجة حتمية لاستمرار هذا الواقع ما لم تتخذ الجامعة خطوات جادة وحقيقية تضمن سير العملية الانتخابية بكل شفافية ونزاهة.

وأكد طلبة أن الأجواء وجراء ما حدث في الانتخابات باتت مشحونة، محذرين من احتمال حدوث اصطدام بين الطلبة قد يؤدي الى مشاجرات جماعية.

وكانت مشاجرة محدودة قد وقعت السبت الماضي على خلفية استمرار إثارة النعرات الإقليمية من قبل بعض الطلبة، وقد انتهت بحدوث مصالحة بعد تدخل أطراف محايدة في الوقت الذي حذر فيه طلبة من أن الأجواء العامة في الجامعة ستقود الى مزيد من المشاحنات والمشاجرات.

وكانت جامعة اليرموك قد شهدت يوم الخميس الماضي عقب إغلاق صنادق الاقتراع لانتخابات اتحاد الطلبة مصادمات ومشاجرات طلابية قال طلبة إنها وقعت على خلفيات إقليمية أدت الى إصابة بعض الأشخاص، فيما أعلنت الجامعة عن تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على حيثيات المصادمات.

وأمام مزاعم الطلبة حول وقوع تجاوزات وتدخلات أمنية تؤكد إدارة الجامعة وفي إعلانها أخيرا عن النتائج أن "هذه الانتخابات قد جرت بصورة متميزة عكست الوعي الديمقراطي الحقيقي الذي يتمتع به طلبة جامعة اليرموك، ولم تسجل أية اعتراضات رسمية من قبل الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ، مشيرة الى أن هذا النجاح الذي يسجل لليرموك جاء نتيجة لتوجيهات إدارة الجامعة الواضحة بضرورة أن تسير الانتخابات بكل شفافية وإتاحة الفرصة للطلبة للتعبير عن تطلعاتهم".

كما نفت إدارة الجامعة حدوث أي تدخل خارجي أو داخلي في سير العملية الانتخابية والتي جرت بكل نزاهه وشفافية.

وفي مقابل ما تؤكد عليه الجامعة يرى طلبة أن تصريحات الجامعة تعكس إما عدم دراية إدارتها لما حدث أو أن هناك قبولا بما جرى.

ويدعم الطلبة انتقادهم لسياسة الجامعة وآلية تعاطيها مع ما حدث بالقول إن ممارسات الطلاب الذين تعمدوا إثارة العنصرية وصدرت منهم تصرفات فيها خرق للأنظمة والقوانين المعمول بها في الجامعة جرت جميعها على مرأى من موظفين في الجامعة أو أمام الأمن الجامعي في وقت لم يتم فيه استدعاء أي طالب أو اتخاذ الجامعة إجراءات لمنع هذه التصرفات التي ما تزال تمارس حتى مع انتهاء الانتخابات وإعلان النتائج.

الغد