أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
استشهاد سائق شاحنة مساعدات باستهداف من قبل قوات الاحتلال الاسترليني يرتفع أمام الدولار واليورو الملك يلتقي بابا الفاتيكان ويؤكد استمرار الأردن بدوره الديني والتاريخي في حماية المقدسات بالقدس إعلام يمني: غارات أميركية بريطانية على مطار الحديدة أردوغان: مصالح إسرائيل ترسم حدود الديمقراطية الغربية الخدمة والإدارة العامة تناقش خطة عمل مشروع منظومة الامتثال في القطاع العام ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار طريق سريع جنوبي الصين إلى 48 شخصا سفارة سريلانكا تهدي مكتبة "الأردنية" مجموعة مراجع وكتب حول سريلانكا مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع الخميس لمناقشة موضوع الهدنة واجتياح رفح البنك المركزي يُثبت أسعار الفائدة على أدوات السياسة النقدية البريطانيون يدلون بأصواتهم في الإنتخابات البلدية حريق كبير داخل منجرة في المفرق الرئيس الكولومبي: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية وحشية بحق الشعب الفلسطيني الملك ينبه إلى العواقب الخطيرة للهجوم على رفح زوارق إسرائيلية تقصف مراكب الصيادين قرب شواطئ دير البلح الاحتلال يهدم بناية سكنية في حزما شمال شرق القدس المحتلة الشرطة تبدأ فض اعتصام جامعة كاليفورنيا واعتقال الطلاب استشهاد 141 صحفيا في غزة منذ بداية الحرب خبير عسكري أردني يرجّح اقتحام رفح الاثنين أو الثلاثاء واشنطن: الجيش الروسي استخدم "سلاحاً كيميائياً" ضدّ القوات الأوكرانية

رحلة معاملة حكومية

12-03-2011 06:02 PM

زاد الاردن الاخباري -

لم أكن أعرف أن مقدار المغامرة التي يخوضها المواطن الأردني لإنجاز معاملة حكومية قد تكون تكون أشبه بتسلق قمة ايفرست...في الحقيقة ترددت في البداية عندما قررت أن أكتب عن هذا الموضوع...لكنني بت واثقا الان لماذا اكتب...

بدأت رحلة تلك المعاملة عندما أردت عمل دفتر للعائلة كما المتزوجون حديثا فذهبت بكل ثقة الى دائرة الأحوال المدنية التي تبعد فقط عشرة كيلو مترات عن منزلي...و كل ما توقعته ان أنجز المعاملة خلال ساعة بأسوأ الأحول...لكن الإجراءات كانت تتربص بي و كأنني آت من الفضاء لذا طلب مني موظف الأحول بما أن زوجتي من دولة شقيقة طلب أن أحضر طلبا من وزارة الداخلية اسمه \"زواج الأجانب\" فذهبت متذمرا قليلا لأنني قد تأخرت على العمل لمدة نصف ساعة و عندما وصلت للداخلية...قابلني الموظف بكشرة عريضة وقال لي:\"شو مش ظايل بنات في الأردن رايح تتزوج من ....؟

فأجبته بهدوء \"قسمة و نصيب و بعدين عفوا انت ليش متدايق؟ فغضب الموظف لشخصه و ارسلني الى الإقامة و الحدود و عندما دخلت لا اكاد اذكر كم مليون زائر يجلس و ينتظر دوره...واخيرا جاء دوري لاتلقى صدمة اخرى و هي أن عقد زواج يجب يكون مصدقا من وزارة الخارجية الأردنية...فذهبت و أنا فرح الى تلك الوزارة و قد امتلئت غضبا لأنه لا أحد يعرف الكثير عن المعاملات من الدوائر فكل موظف يعرف فقط ما عليه القيام به و لا يعرف سوى اين يضع توقيعه و متى سيذهب للمنزل و ما هي اخبار فلان في القسم الفلاني و هل هناك زيادة هذا الشهر و متى عطلة راس السنة الهجرية......الخ هناك..قال لي الموظف اذهب و صدق عقد الزواج من الخارجية السورية...بصراحة شعرت في تلك اللحظة بأنني سأمزق العقد و لا اعرف لماذا كرهت كل من حولي...ذهبت الى عبدون الى السفارة السورية لأن عقد الزواج تم هناك...و جلست ما يقارب النصف ساعة و دفعت مبلغ خمسة دنانير ناهيك عن اجرة التكاسي التي وصلت فقط في ذلك اليوم الى خمسة عشرين دينارا....عدت مسرعا الى وزارة الخارجية الأردنية...فوجدت الباب مغلقا مع أن الساعة لم تتجاوز الثانية و الربع...و شاهدت الموظف يقفل الباب الثاني فصرخت فجأة:استنى مشان الله...التفت الي و حملني ميت الف جميلة لانه رجع الى الداخل و اقفل الباب و هو يصدق العقد لي... و بعد قليل طرق الباب مواطن اخر فتجاهله الموظف تمام و عندما طرق الباب ذاك المواطن المسكين الباب مرة اخرى صرخ الموظف...سكرنا يا اخي انت مش شايف و للا اييييش؟

انتهت رحلت اليوم الأول و لم اكمل جزءا بسيطا من المعاملة...و في اليوم الثاني ذهبت مبكرا الى الاقامة و الحدود و كالعادة انتظرت طويلا و كالعادة قال لي الضابط: ليش مش مصدقها من قاضي القضاة هاااا؟
 

بكل سرور ذهبت الى دائرة قاضي القضاة فأخبرني فضيلة الشيخ الذي خنقني برائحة دخانه بأنه يجب الذهاب الى الداخلية و احضار \"زواج الاجانب\" لكنني أخبرته بأن سبب وجودي هنا هو معاملة \"زواج الأجانب\" و بعد اقناع دام ساعة و نصف و ترجي و تقبيل اللحى وافق فضيلته على التصديق لكي يتخلص من ازعاجي المفرط....و اخيرا ذهبت الى الاقامة و الحدود مرة ثالثة...حتى جلست و انتظرت و تذكرت شريط حياتي و قصص لا اعرف لماذا خطرت على بالي و الحمدلله حصلت على الموافقة و تمم الاجراء...فذهبت راكضا و مسرعا عائدا الى وزارة الداخلية...قدمت الطلب و انتظرت بلا مبالغة ساعتان و نصف الساعة حتى امسكت الموافقة بيدي و لم اكد اصدق....الى هنا كان اليوم الخميس و انتظرت الى يوم الاحد...و في يوم الاحد ذهبت الى الاحوال المدنية...و استمرت قصة معاناة المواطن الاردني الذي شبع من هتافات المسؤولين عن الشفافية و سرعة انجاز المعاملات... و اقول للموظفين القابعين في الدوائر الحكومية...اتق الله في اخوك المسلم و ابن بلدك...حرام عليك تهدر وقت الناس و اموالهم عشان حضرتك مش فاضي او مش جاي على بالك تشتغل...و اقولها و لا اخاف في الله لومة لائم...حلل لقمة اكلك...و اتمنى ان تجتمع الدوائر الحكومية في يوم ما في مبنى واحد او منطقة واحدة بدلا من ترامي اطراف الدوائر في ضوحي عمان كلها
.....



محمود يوسف ملص





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع