نور الكهف للمؤمنين

الحمد لله بداية سورة الكهف ,والحمد مفتاح النور لكلمات الله , تشرح الصدور ,وتغذي القلوب وتشفيها ,لمن احسن ايمانه وصدقه باخلاص القول والعمل لله تعالى ,سورة الكهف تنير قلوب المؤمنون من الجمعة الى الجمعة ,حيث تنير كل ايام المؤمن بالله وبما جاء بكتابه المنزل,وذلك بما جاء فيه من اخبار ,تحاكي كل واقع الحياة اليومي ,من خلال كشف الباطن من المنظور من الدنيا واحوال الناس ,معرفة ايمانية تادي الى يقين يعين المؤمن على الثبات على ايمانه ,والصبر على المحن لان في باطنها الفرج ,فمن الايمان ان يدرك الانسان , ان كل ما يراه ويسمعه هي من ارادة الله ,والجواب تجده ,في كتاب الله الحكيم العزيز,فلم يترك الله تعالى المؤمن حائرا ,بان انار له حتى حقيقة البلاء والمقصود منه الثبات على الايمان لينكشف البلاء.ويبدله الله تعالى ..............
اشد البلاء على المؤمنين في هذا الزمن, كما في كل زمان ,عداء الكفار لهم ,الامر الذي نشاهده ,العداء الغربي في محاربة المسلمين ,العداء في الهند في منمار ,في الصين ,عداء بدء منذ بداية الرسالة ,ظهور هذا العداء فيه الخير كله ,فارادة الله في تحقيق الخير يكون بدايته البلاء في تسليط الكفار ,لحكمة رجوع المسلمين لدينهم وليس الفرار والخنوع لرغبة باطن الكافرون,اما ظهور هذا البلاء على الكافرين فان عداد ايام نكوسهم قد بدء , ما يلزم على المؤمنبن الرجوع الى الله كما هو الحال عند كل مصيبة ,هذه سنن الله قد شاهدناها عبر تاريخ الاسلام المجيد , وهذا نور الله الموقد والدائم في كل يوم في صدور المؤمنين,ليتحدوا به ظلمات الكفر( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَاْ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) .............
حقيقة الدنيا نور للمؤمن ,يتجاوز فيه كل انواع الغرور والتباهي ,بالتواضع والرضى والقناعة حيث السعادة ,وشكر النعم ,بان يضع النعمة في موضعها الفطري ,فكم من النعم ازالها الله وحرق جنانها ,وجعل منها تعاسة وفناء للانسان ,فالنعمة تنسب الى الله ومشيئته وقوته (وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا )..........
حقيقة المصيبة يدرك المؤمن انها خير ,كما جاء قي قصة موسى عليه السلام ومن اتاه الله من العلم ,فالله سبحانه وتعالى حقق ارادة الرزق للغلمان ,رغم اعاقة الشح من اهل القرية ,والحال نفسة مع خرق السفينة ,وقتل الغلام ,اما في المصائب العامة فللمؤمن جزاء على صبره واحتسابه والرجوع الى الله بتعويضه على ما فقد بخير منه ..............
هذه جميعا ما يتعرض المؤمن لها في حياته وهواجسه ,فكانت الحقيقة لما يشاهد في باطن الامور لا في ظاهرها ,ليحرم الكافر من نور الله ,ليكفح المؤمن هواجس نزغات الشيطان عن صفاء القلوب ,وذلك من خلال تداول قرائة سورة الكهف مع بداية كل جمعة ,مع العلم ان بداية اليوم يبدء مع مغيب شمس يوم الخميس,ليئنس المؤمن بنور الله المهيمن على هذا الكون ..........
د. زيد سعد ابو جسار