لم اكن ارغب بالكتابة هذا المساء استعدادا ليوم غد الاحد بداية الاسبوع ، ورغم محاولاتي للخروج بكلمات تختصر ما هو سياسيا او اقتصاديا أو اجتماعيا او حتى شيء من بنات افكاري من اجل الخروج بشيء ؛ اعبر من خلاله عن كثير من المواقف ، وهي محاولات باءت بالفشل .
وبدون مقدمات اثار انتباهي خبر صادر عن الخارجية الفلسطينية ، يظهر به اعداد من استشهدوا او اصيبوا في الهجوم الارهابي على مسجدي نيوزلندا ، وفي اخر الخبر وجدت كلمة " من تتقاطع جنسياتهم من الشهداء والمصابين الفلسطينيين مع الشهداء والمصابين الأردنيين ، وفي نفس الوقت عبرت ذاكرتي جملة قالها زميل لي في الجامعة عندما ابلغته بوفاة احد ابناء بلدي الأم " ابو ديس" في الحادث الارهابي ؛ وقال لي ما هي جنسيته ، وهنا اجبت بكل بساطة اردني .
وبالعودة الى الذاكرة عن قصة الوطن والجنسيات ؛ تذكرت مقولة احدهم ؛" ان الوطن هو مجرد صنم ورجال الدولة هم كهنة هذا الصنم ، الذين يطلبون من الشعب ان يكونوا قرابيين لهذا الصنم " ، والمفارقة هنا ان هؤلاء الكهنة يرفضون ان يصبحوا هم او أبنائهم قربانا لهذا الصنم .
فهل تقاطعات الوطن تلك هي في الحقيقة تقاطعات الأصنام الكثيرة التي رجع البشر الى عبادتها منذ ان حولت لمجرد اوراق " جوازات سفر " يسهل حملها بدلا من حجارة الجاهلية ؟، سؤال طويل جدا بطول المسافة ما بين عمان والقدس ونيوزيلندا .