أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
جيروزاليم بوست: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو بلدية النصيرات: الاحتلال الإسرائيلي حول قطاع غزة إلى منطقة منكوبة بلدية غرب اربد تعلن عن حملة نظافة لمساندة بلدية بني عبيد لرفع 100 طن نفايات الترخيص المتنقل في الأزرق الأحد والإثنين استشهاد فلسطينية وطفليها بقصف إسرائيلي شرق حي الزيتون بغزة عائلات الأسرى: نتنياهو يعرقل مجددا التوصل إلى صفقة رسميا .. ريال مدريد بطلا للدوري الإسباني حماس: أي اتفاق يمكن الوصول إليه يجب أن يتضمن وقف العدوان بشكل تام ومستدام الخريشة: قانونا الأحزاب والانتخاب ترجمة لتطلعات المواطن التربية تعلن عن اختبار وطني لطلبة الصف الرابع الثلاثاء القادم الشرطة الفلسطينية : تنقل 30 ألف مسافر عبر معبر الكرامة الأسبوع الماضي عاموس يادلين : نتنياهو رهينة بيد سموتريتش وبن غفير الفيصلي يرفض استقالة الحياصات كتائب القسام تنعى 4 من مقاوميها وقادتها بالضفة - صور الكرك : 40 مخالفة سلامة مواد خلال أسبوع تسمم 43 شخص إثر تناول وجبات شاورما في البلقاء اسرائيل توافق على الافراج عن البرغوثي .. بشرط وزير الدولة: الأردن يحثُ الدول التي علقت دعمها عن "أونروا" للعودة عن قرارها البرلمان العربي يشيد بدور الملك والملكة والجيش في دعم غزة روسيا تدرج الرئيس الأوكراني على قائمة المطلوبين
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة عسكرة الخطاب الإسلامي

عسكرة الخطاب الإسلامي

31-12-2010 11:49 PM

محمود أبو فروة الرجبي
علينا ان نعترف ان هناك في الغالب عسكرة واضحة للخطاب الإسلامي بمختلف مستوياته الفردية، والعامة، والإعلامية، وان هذا الأمر يعطي صورة غير جيدة عنا في الخارج، وفي الوقت نفسه يؤدي إلى شحن فئات معينة من شبابنا –خاصة- بطريقة سلبية، تجعلهم يقعون أحيانا ضحايا لجهات استخباراتية عالمية، توجههم بطريقة غير مباشرة، لخدمة أغراض غير بريئة، أو تدمجهم في دوامة التكفير، والدخول في عنف غير مبرر مع أجهزة دولهم، فيقعون هم وغيرهم من الأبرياء ضحايا لمعركة لا تستفيد منها الأوطان أبدا.
وهذه العسكرة تأخذ اشكالا عديدة، أولها تقديم التاريخ الإسلامي للناس مختزلا بالغزو، والحرب، والمعارك، والتركيز على الشخصيات التاريخية العسكرية، وإهمال الشخصيات الأخرى التي قدمت إنجازات هائلة على مدى الألف وخمسمائة سنة الماضية، وهذا الخطأ الذي يقع فيه صانعو الخطاب الإسلامي قديم، ابتدأ من تاريخ كتابة السيرة النبوية حينما تم التركيز فيها على الجانب العسكري في حياة الرسول –ص-، ومهملين الجوانب الأخرى التي أعطيت حظا ضئيلا منها، لدرجة ان من أوائل من كتبوا في السيرة، وهو ابن إسحاق – رحمه الله – أطلق على السيرة عنوان: المغازي والسير، ولمن لا يعرف فهذه المغازي هي التي كانت المصدر الأول لكتاب ابن هشام الشهير في السيرة.
أما الشكل الثاني للعسكرة فتأتي من خلال الشحن العاطفي السلبي الذي ينذر دائما بالمعركة الفاصلة، وانقسام العالم إلى مجتمعين كافر، ومسلم، وضرورة التلاقي في معركة نهائية ليهزم أحدهما – الخير- الآخر – الشر، وهذا كله يؤدي إلى اضطراب شخصية الفرد، وجعله يعيش في حالة توتر، وتأزم دائمة، تنعكس على انتاجيته، وقدرته على التفاعل مع التطورات الحضارية في العالم.
وثالث هذه الأشكال هو التحريض على الآخر، وتصويره على انه عدو، يجب اجتثاثه من جذوره، والغاؤه من الوجود، وقد يأخذ الآخر شكل أبناء الاوطان، والأديان، والمذاهب الأخرى، أو حتى المخالفين فكريا من أبناء المذهب نفسه.
ذلك كله أدى في معظم الأحيان إلى نشوء شخصية إسلامية، هاجسها الأول عسكري، وتفكيرها محصور في أحلام تفوق القوة الخشنة، متناسين ان القوة العسكرية هي في المحصلة ناتجة عن اجتماع قوة علمية، اقتصادية، ثقافية، فنية، واجتماعية، وانها تأتي تتويجا للتفوق في مختلف المجالات، وان العالم الآن يستخدم غالبا القوة الناعمة التي تحارب بالاقتصاد أولا، وتستعمل أسلحة رقمية جديدة يقف الإعلام على رأسها، مستندين إلى قوة قوة عسكرية تستخدم للردع النفسي، أكثر منها للتدخل المباشر.
وفي الوقت نفسه علينا الإشارة إلى ان هناك خطابات لجماعات، ومجموعات إسلامية تستبدل العسكرة، بقضايا أخرى، تؤدي في النهاية إلى النتيجة نفسها، وكل ذلك غير مطلوب ويجب تغييره.
الخلاصة اننا نحتاج إلى إعادة بناء الخطاب الإسلامي بجميع مستوياته، لينتج شخصية إسلامية متوازنة، تتعامل مع السنن الكونية التي خلقها الله بذكاء، ولتدرك ان للتطور والتقدم خطوات لا بد ان تقوم بها، واننا يجب ان نعيد ترتيب اولوياتنا لنضع التقدم العلمي، والحضاري، والثقافي، والفني، والأدبي في قمتها.
والمطلوب في هذه الشخصية ان تدرك ان القوة العسكرية هي وسيلة لحماية الاوطان، والدفاع عن الأمة، وهي ليست غاية، وان الجهاد فرض للغرض نفسه.
كلامنا هذا كله لا يعني اننا نريد إلغاء الجهاد، أو شطب المعارك الحربية من تاريخنا، أو إهمال الشحن العاطفي للمعارك، فكل ذلك مشروع في حدوده، ولكننا نريد ان نقدم كل شيء في اطاره، وبالنسبة المئوية التي يستحقها، وبطريقة لا نهمل من خلالها الأمور الأخرى الموجودة في الحياة، ولنتذكر دائما ان حياتنا مثل المعادلات الكيمائية، إذا زادت نسبة أي عنصر فيه، أو نقصت عن المطلوب، فإن نتيجة المعادلة ستكون فاشلة.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع