وتعدلت الحكومة ، وسنردد من جديد خلف فيروز « يا دارة دوري فينا ، ضلك دوري فينا » وأصبح رائد ابو السعود وزيراً للمياه ، وابو رمان قفز للثقافة والشباب بقفزة واحدة ، والعموش للأشغال والزبن جاء وزيراً للصحة و و و و الخ .. والحمد لله على السلامة !!
في الواقع ، كنت أتمنى أن ترحل الحكومة كلها من الباب للمحراب ، فننظف الشقة من بعدها ، ونرمي أعقاب السجائر التي عليها آثار شفاهها ، لتأتي بدلاً منها حكومة تمسح السبورة وتكتب « عهداً جديداً »، حكومة تلغي حرف « السين » من قاموسها وترمي به في سلة المهملات ، حكومة تلغي ( سنحارب ، سنفعل ، سنقدم ، سنكافح ، سننشئ ، سنخصص ، سنحافظ ) ، سحقاً لهذا الحرف كم بهدلنا وأحبطنا .
وها هي الحكومة ذاتها تعود بعد تعديل خفيف وطفيف على تسريحتها ومشيتها ، وسنعود إلى نقدها ورجمها بما تيسر من الحصى والكلمات المتقاطعة ، وستعود بعض وسائل الاعلام وغيرها إلى اتهامنا بأننا السبب في توقف عجلة الإنجاز ، ووضع العصي في دواليبها ، ونحن المجموع العام للأردنيين عكس ذلك تماماً .
عن نفسي ؛ أقول لا تتوقعوا تغير الأحوال ، ولا تحلموا بحكومة تملأ الفراغ بما هو مطلوب ..
لا تتوهموا ولا تتخيلوا ولا تتأملوا ..!!
اعتقد أن طريقة الاختيار الحالية لا علاقة لها بالكفاءة ، ولا بالحيادية ، ولا بالنهج المؤسسي ... وهنا يجب أن نتوقف ، فأي لخبطة تتم في مقصورة التعديل ؟؟!!
ويبقى السؤال الذي يجرنا الى قبيلة من الأسئلة : لماذا جرى التعديل ؟
الجواب الأسرع : لأنه وناسة على رأي الاشقاء في الكويت ..
والسؤال المباشر : هل التعديل بمنزلة إقرار بسوء الاختيار السابق ؟
الجواب الصاعق : نعم ..
طيب ما هي الأخطاء التي ارتكبها الوزراء الخارجون بالكارت الأحمر ، ليتفاداها القادمون ؟
وما هي معايير التعديل ؟
( العلم عند الله ) !!
عالعموم ، الحال لا يسر الناظرين ولا حتى السامعين ..
الأوضاع مش تمام ، والاقتصاد في أسوأ حالاته
، وتعديل زاد الاعباء على الخزينة ..
وهكذا يكون قد اكتمل البناء وغاب الإسمنت !!
وسنبقى نردد خلف فيروز ( يا داره دوري فينا ، ضلك دوري فينا !!!
لا اريد ان اكمل خشية ان يتعكر صفو دولة الرئيس !!
وإلى الملتقى .!!!