بقلم : شحاده أبو بقر
لم تكن الكويت الشقيقة يوما إلا معنا وإلى جانبنا وداعما رئيسيا لنا في كل الظروف والأحوال , وها هو أميرها الجليل سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يعلن خلال إستقباله رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز حاملا رسالة من جلالة الملك , أن الكويت لن تتخلى عن الأردن .
في أحلك الظروف والحق يقال ويجب أن يقال , لم تتخل الكويت عنا حتى وإن عتبت علينا خلال أزمة إحتلالها في التسعينيات من بلد شقيق , بل على العكس من ذلك تماما تجاهلت تماما ما جرى وعادت المياه إلى أنقى مجاريها مع هذا البلد العربي الأصيل , وأوفت بحصتها كاملة من المنحة الخليجية إلى جانب السعودية الشقيقة والأمارات الشقيقة كذلك .
شرفت بزيارتها مرتين , الأولى بعد تحريرها بعامين تقريبا بدعوة من وزارة الإعلام , والثانية بصحبة وفد برلماني بعد ذلك بعدة سنوات , وأشهد بين يدي الله جل في علاه , أنني لم أشعر في كلتا الزيارتين إلا وكما لو كنت في بلدي الأردن وأكثر , ترحاب صادق مصدره القلوب النقية , وكرم لا يجارى , وإصرار من لدن الجميع على إكرام الوفد وإستقباله بكل المودة التي تعبر عن أخوة صادقة لا مراء فيها أبدا أبدا ! .
الكويت وأميرها الجليل وشعبها الكريم , لا تترك لك فرصة إلا أن تحبها وتحترم أهلها وتقدر لهم عاليا مواقفهم المشرفة دوما ليس إلى جانبنا وحسب , بل وإلى جانب كل قضايا العرب وبكل التجرد والإخلاص .
الكويت وشعبها وأميرها لا يعرفون الضغائن والأحقاد أبدا, وإنما التسامح والمودة والإخاء , وأجزم انهم يتمنون الخير لكل العرب بلا إستثناء , فتحية لهم وبارك الله بهم ولهم وعليهم , وبلد تلك هي صفاته وسماته وسجاياه , لن يهون أبدا بإذن الله , والسبب أن الله لا يتخلى عن أصحاب القلوب الصافية والنيات الحسنة وهم في الطليعة منهم .
هي شهادة حق أحببت أن أؤديها في هذا الزمن الصعب المنفلت من عقاله , بحق بلد شقيق وشعب أصيل وقيادة عربية مخلصة جليلة , وقد لمستها وعشتها وعن قرب وبات لزاما أن أقولها خالصة لوجه الله . والله من وراء القصد .