صمت وانتباه وتمعن وانحصار للبصر والبصيرة أصاب جميع الحضور في الجمعية العامة للأمم المتحدة فجر الجمعة عندما صعد ولي العهد الأردني الأمير الشاب الحسين بن عبد الله أمام عظماء السياسة في العالم كانت لحظات فخر واعتزاز لكل الأردنيين والعرب والمسلمين . ولقد مثل جلالة الملك والشعب الأردني أرقى تمثيل. وقال"واليوم، أقف أمامكم ممثلاً لبلدي الحبيب الأردن، وأيضاً كشاب ينتمي إلى أكبر جيل من الشباب في التاريخ."
استطاع بعبقرية ورؤيا ثاقبة أن يوضح إلى كل العالم مواقف الشعب الأردني قيادة وحكومة وشعب أمام جميع التحديات التي تعجز دول عظمى عن تحملها واستضافة ملايين اللاجئين في ظل أوضاع اقتصادية متردية . عجزت قارة أوروبا بعظمتها استقبال ما استقبل الأردن من لاجئين وغلقت الحدود أمامه وسجنت وعذبت العديد وغرق الألوف في البحار . اثبت لهم أننا على مستوى راق وعالي من الإنسانية والأخلاق وحسن الضيافة والشجاعة .
وأفتخر سمو الأمير بشعب الأردني الذي صمد في وجه العواصف ورياح التغيير والتحديات والصعاب حيث انهارت دول ودمرت أخرى ... وبقيت الأردن بحكمة الملك عبد الله الثاني صامدا متماسكا .
وكان ممثل للشباب حيث قال " نحن الشباب كالأجيال التي سبقتنا، نحمل إرثاً من الحكمة والقيم المشتركة التي تركها أجدادنا. وعلينا، كمن سبقنا، أن نكافح من أجل أن نوفق بين ما ورثناه وبين الواقع الذي نعيشه اليوم، وهو واقع غير مسبوق." وهنا لمس المستمعون جراءة وشجاعة ولي العهد وسعة فكره وقوة رسالته التي يحملها إلى العالم اجمع .
وضع كل ما يعني منه الشعب الأردني من ضنك في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية . وانعدام الاستقرار . وأزمات الطاقة .... و ما تركته الأحداث من حولهم من أثار في نفوسهم والصراع الفلسطيني الإسرائيلي . وتأثيره على الحياة بكافة جوانبها . أمام الوفود الدولية الموجودة .
وأضاف قائلا وبكل ثقة " إن الأمم المتحدة تمثل ضميرنا العالمي. ولكن، بالنسبة للكثيرين في بلدي ولغيرهم حول العالم الذين يحاولون أن يفعلوا الصواب، يبدو أن الضمير العالمي في 'وضعية الصامت'."
وقف أمام مندوبي دول العالم أميرا وخطب فيهم شجاعا فارسا مقدام . ورسم صورة مشرقة راقية رائعة للأردن . ومثل شباب الأردن والعالم أروع وارفع تمثيل . " ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون... "