أجد نفسي مضطر أن أردد قصيدة مظفر النواب " مو حزن ... لكن حزين ".
نعم أنا حزين عليك يا وطني ، وأشبه " بلبل قعد متأخر ... لقى البستان كلها بلاي تين " .
مو حزن يا أردن ... لكني حزين ... حزين على ظفائرك التي أجبرت الشمس يوما على أن تجدلها وتربط جدائلها بشبرات من الغار والعز .
حزين على وجناتك السمراء التي عبقتها الكرامة يوما فأنبتت على جبينك نخيلا من فخر وصلابة.
حزين ... ومو حزن ... لكن حزين .... كيف خلوك من مددت لهم في ليالي البرد يدك منارة سراجها دمك ولما أستناروا ... خلوك ... مثل " صندوق العرس ينباع خردة عشق من تمضي السنين " .
مثل الغنائم ينظرون إليك ويستبيحونك... وأنت مفعم بالحياء ... موغل بالخجل ، ونحن حراسك وحراثك ... لا نملك سوى الصبر والدعاء .... بينما الآخرين اللذين تربوا فوق اكتافك وبين أحضانك ينهشون خيراتك ويسيرون في جنازاتك وأيديهم ملطخة بالدم وسكينهم في خواصرنا.
نحن مثلك فنحن من ترابك ومن طينك ... لا نملك سوى أرضك وسوى سماؤك ولا نملك سوى الصبر والقهر والرضى ...
نحن مثلك ... كلما جنحت مصالحهم .. زاودوا علينا ونظروا علينا وباعوا واشتروا فينا وكأنهم اللائذين عن حماك والمغرمين في هواك.
ولكني أعلم بأنك يا وطني ما زالت قادرا على أن تميز رائحة العشق من رائحة الفساد رغم أن الأنوف منهم وفيهم مزكمة.
مو حزن ... لكن حزين ... وباقي حلم منذور بغياب الشمس.
وطن مثلك يا وطن حبيته ... " من كنت أسمر جنين " .... " وأدري نوبات المحبة تمل وأحبك للقهر " .
مو حزن .... لكن حزين
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com