أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأحد .. طقس غير مستقر ودافئ تغطية الحملات الانتخابية تؤرق الأحزاب .. صراع المراكز بالقائمة العامة يحتدم اقتصاديون: التوجيهات الملكية بإجراء الانتخابات تأكيد على قوة الاردن سياسياً واقتصادياً الأردن الثاني عربيا في عدد تأشيرات الهجرة لأميركا 60% تراجع الطلب على الذهب في الاردن صحيفة أمريكية نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل دمرت خانيونس دون تحقيق هدفها غينيا بيساو تخضع للضغوط الإسرائيلية وتسحب علمها من أسطول الحرية الأردن يدين استهداف حقل خور مور للغاز في إقليم كردستان العراق "الخرابشة والخريشا " : سيناريوهان للحكومة والنواب المرصد العمالي: إصابة عمل كل (30) دقيقة في جميع القطاعات حماس: أرسلنا المقترح المصري للسنوار وننتظر الرد إعلام عبري: بن غفير وسموتريتش ضد أي صفقة تبادل سمير الرفاعي يكتب: الأردن وقد اختار طريقه .. بناء المستقبل بأدوات المستقبل أمطار رعدية عشوائية الاحد .. وتحذير من السيول “الحوثي” توثق إسقاط طائرة أمريكية فوق أجواء صعدة (شاهد) اتحاد جدة ينعش خزينة برشلونة بصفقة عربية مسيرة للمستوطنين باتجاه منزل نتنياهو. كاتبة إسرائيلية: خسرنا الجامعات الأميركية وقد نخسر الدعم الرسمي لاحقا. منتخب النشميات يخسر مجددا أمام نظيره اللبناني. كاتس: إذا توصلنا لصفقة تبادل فسنوقف عملية رفح.
دورة التأهيل قبل الزواج ..تعطيل للزواج
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة دورة التأهيل قبل الزواج .. تعطيل للزواج

دورة التأهيل قبل الزواج .. تعطيل للزواج

31-10-2016 11:42 PM

لم نستوعب بعد الهدف من الفكرة التي طرحها سماحة الدكتور أحمد هليل عن عقد دورة تأهيل للمقبلين على الزواج ، وكم مدّة هذه الدورة ، وهل ظروف الجميع تسمح بالمشاركة فيها حيث البعض يعمل خارج محافظته ، وهل ستطبّق على كل الأديان مسلمين ومسيحيين،وأردنيين وغير أردنيين .

بما أننا لا نعلم كم عدد الساعات أو الأيام التي سيشاركها المقبل على الزواج ، هل فكر سماحته مراعاة كل الظروف الخاصة والعامة ، لأن هناك المقيم خارج الوطن والذي يقطع آلاف الكيلو مترات ليأتي أسبوعا من أجل عقد قرانه ثم يعود للعمل ولا يتمكن من حضور مثل هذه الدورات ، وهل ستطبق هذه الفكرة على الأردنيين دون استثناء أبناء المعالي والدولة والعطوفة أم ستأتيه الشهادة بحضور الدورة مرتين وهو في بيته .

*******
الأمر الآخر الرجل أو الفتاة الذي بلغ من عمره أحدهما أوكليهما الثلاثين عاما ، ما هي الفائدة التي سيجنيها من دورة ثلاثة أيام متواصلة،أو أسبوع ، أو شهر ، هل هذا كافٍ للحد من حالات الطلاق ،أو هذا يكفي لنشرح لهم ونوضح كيفية تعامل كلاً من الزوجين مع الآخر ،أو ما هي حقوق كلا الزوجيين ليتم حفظها وتطبيقها ،ونخفف من حالات التشاحن والطلاق،وهل ينفع سلق البيض بدورة وهمية لا تسمن ولا تغني عن طلاق .

بناء الأسرة السعيدة لا يأتي بدورة تدريبية ، إنما يتم من خلال بناء فكر الإنسان منذ الطفولة على القيم السامية والنبيلة ،نعلّم أطفالنا أسلوب التواصل مع الآخرين،وكيفية احتوائهم ، وهذا يحتاج إلى تربية وتنشئة منذ الطفولة ، من خلال المناهج وإدخال الثقافة الأسرية كمادة ومنهاج كأي مادة أخرى وتمتد حتى يتخرّج الطالب من الجامعة ،فالأخلاق هي الأخلاق ومن يفشل في حياته الاجتماعية مع الآخرين بالطبع سيكون أكثر فشلا في حياته الأسرية .

ولا بد أن نذكّر أن للأسرة دوراً كبيراً في ترك أثر على السلوك من خلال تعامل والدي الشاب أو الفتاة ، فالسلوك الايجابي أو السلبي هو مدرسة لا يمكن لأي دورة آنية ومحدودة الوقت أن تعيد ترتيب هذا السلوك ،وتغيير مكتسبات وقيم غُرست في الإنسان بدورة في أيام .

وأعتقد أنه لا يغيب عن معالي الوزير أن الخلافات الزوجية التي تؤدي إلى الطلاق لم تكن يوما محصورة بحسن الخُلق وسوء الخُلق،أو خلافٍ مختصر على كلا الزوجين فقط ،فالظروف الخارجية لها دوراً مهما كالوضع الاقتصادي، والبطالة ،وغلاء المعيشة ، وتدني الرواتب والأجور ،وهذه مسؤولية الدولة ،وكذلك عوامل خارجية كتدخل أهل الزوج والزوجة في شؤونهما الخاصة من الأسباب الرئيسية للطلاق، فهل الدورة قادرة على حل العوامل الخارجية والتي لها الدّور الأكبر غالباً في فشل الأسرة للحد من حالات الطلاق .

الفكرة التي يتم طرحها لا أرى إلا أنها تعطيلاً للزواج وليس حلّاً للطلاق،ووضع عراقيل أمام الآلاف من حالات الزواج ، لأنها لا تعتبر من أسس وثوابت ديننا ،فهل فعل هذا يا معالي الوزير سيّد الخلق محمد صلوات الله عليه أو أحداً من أصحابة السلف الصالح وأنت المفتي والأعلم ،أم أن مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم وما تعلموه من قدوتهم نبيهم وكتاب الله كان كافياً لإصلاح المجتمع من خلال التربية المستديمة سمعاً وتطبيقاً وسلوكاً يتم تناقله بين الأجيال .

الفكرة هي استخفاف بالعقول ،وإضاعة للوقت حتى لو تم تطبيقها لن نلمس لها أي أثرٍ إيجابي ،ومن كان جاداً وحريصاً على المجتمع من التفكك والانهيار لا بد من وضع مناهج كما ذكرت تناسب كافة المراحل العمرية ،ومن خلالها يتم غرس القيم والأفكار الإيجابية ، بحيث ما أن ينهي الطالب مرحلة الثانوية أو الجامعة حتى يصبح يمتلك مهارات كثيرة وأفكارٍ قيمة عن بناء الأسرة ،وكيفية مواجهة المشكلات وحلها ،والظروف المحتملة التي يتعرض لها الزوجان ،ومواجهة مشاق الحياة والظروف الاقتصادية والاجتماعية معاً،ووضع حدٍ للتدخلات الخارجية من أهل كلا الزوجين بينهما أو في خلافاتهما إلا للضرورة ،حينها نقول نعم هذا برنامج ناجح حقيقي قادر على الحد من حالات الطلاق ،ويصبح سلوكاً مكتسباً تتناقله الأجيال .

الأسرة ليست شركة تخضع لقوانين العمل وشروط السلامة ،الأسرة مدرسة وعالم واسع ، الأسرة دولة لها علاقات داخلية ، وامتدادات خارجية، وأفراد ونظام وقانون ،الأسرة فكرين مختلفين من بيئات متنوعة لا يمكن أن تخضع لقانون ثابت ،أو دستور تسير عليه حتى وإن تعلمنا سيَر السابقين واللاحقين لأن ظروف الحياة اختلفت والتكنلوجيا تطوّرت ، وظروف عمل الرجل والمرأة كذلك تنوعت وبالتالي ما كان يصلح لزمان لا يصلح لغيره ،وكل هذه التحديات يتم معالجتها كما ذكرت من خلال مناهج مدرسية عن القيم والأخلاق الشاملة ،واحترام الآخر وكيفية التعامل معه،وقد سبقتنا إلى ذلك اليابان التي اهتمت بتربية الطفل في سنواته الأولى على الأخلاق قبل أن يتعلم القراءة والكتابة والحساب ، ونحن أمّة لم نهتم لا بنوعية التعليم وما يقدمه من مخرجات ،ولم نهتم بالتربية ولا الأسرة ، وللأسف لا توجد قيادات واعية تعالج المشاكل بشكل عام وجذري،بقدر ما نطرح مشاريع فاشلة مضيعة للوقت والجهد والمال العام .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع