أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
قيادة القوة البحرية والزوارق الملكية تستقبل وفدا عسكريا سعودياً اليرموك: جلسة حوارية حول "خطاب الكراهية والحوار الديني" محامون هولنديون يطلبون من الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو اتهمته بالاغتصاب بعد 5 اشهر من العلاقة والقضاء الأردني يقول كلمته. مغني أمريكي يطرح أغنية داعمة لغزة بمساعدة من الفنانة فيروز هيئة الإعلام توضح حول اغلاق قناة اليرموك من العين السابق أبو تايه للوزير الفرايه روسيا: العملية الإسرائيلية في رفح ستؤدي إلى كارثة إنسانية الأردن و السعودية يؤكدان على ضرورة منع أي هجوم عسكري على مدينة رفح أنباء عن مقتل رجل أعمال إسرائيلي بمصر دوري أبطال أوروبا .. 135 مليون يورو مكافأة بلوغ النهائي السعودية: 10,000 ريال غرامة مخالفة أنظمة وتعليمات الحج البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا بأن عملية رفح ستكون محدودة بوتين توقف أثناء مراسم تنصيبه ليُصافح ضيفا بين الحضور .. من هو؟ حماس: موافقتنا على مقترح الوسطاء جاءت بعد شهور من المفاوضات تحذير أردني مصري من خطورة توسعة إسرائيل لعملياتها العسكرية في رفح الاحوال تكشف عن شروط تغيير الدائرة الانتخابية الاحتلال يقصف مقر بلدية رفح الحكومة: نظام جديد لإدارة الموارد البشرية خلال أسابيع بالاسماء .. مدعوون للمقابلة الشخصية في وزارة التربية والتعليم
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ( ماذا بَعد حَربِ حُزيران ؟) ..

( ماذا بَعد حَربِ حُزيران ؟) ..

06-06-2016 01:29 AM

( ماذا بَعد حَربِ حُزيران؟) ..

اليومَ تَحديداً لا أسأل ولا أخوضُ بِما يَخوض به العموم من المواطنيين العربِ لِعدم إكتمال البَيان ووضوح التاريخ الذي صار مَحلاً وممسكاً لتراشق الخيانة وتَحميل كل طرفٍ أو دولةٍ سبب خسارة العرب الكبيرة في يوم الخامس من حُزيران / 1967 لطرفٍ ودولة أُخرى فإنني لن أتطرق ولن أسلك في هذا الطرح بتاتاً.. أنني لا أجدُ إلّا أن الهزيمة قد باتت واقعاً وأمراً لا بُد من التفكير بكيفية الخلاص منه والنضال المقدس من أجل إستعادة ما سُلب يوماً عُنوةً عن بارودة العربي والفلسطيني بَدلاً من تحميل الشهداء الذين تساقطوا كندفات ثلج يومها حِملَ ما ضاع من الأرض وحِمل خسارة لم يكن أي طرف يريد وقوعها..

- اليوم.. وبَعد تسعٍ وأربعين عاماً على نكسة العرب اسأل ( ماذا بَعد النكسة؟ ) ، كعربية أحمل معي عاري أينما ذهبت كلما وَجدتُ المستوطنات تحتل الجليل وشوارع القدس، وحينما أحملقُ طويلاً في خريطة وطني فلا أجدُ أي نقطة تراب تربصت في مكانها ولا جدار وقف مُستنداً يحمي حضارة أو حمامة على أقل تقدير من رصاصة كانت تشي وهي في طريقها بالمقتل وقطع جياد العرب..اليوم أَعرفُ أن ما حَصل بعد حرب حزيران كان أخطرُ تماماً من كوننا خسرنا دبابة أو ألف.. أو كون الجولان قد جُرت بسلاسل من نار من غُرفنا ومن على مكتبات كُنا نُغني فيها سوريا بحنان وروية.. إنني لأعرفُ اليوم وعيوني تجرجر دموعي كي تسقط على الورقة أننا خسرنا كُلَ شيء بعدما خسرنا القدس..

- اليوم، جميعُ الحاخامات تفرش في رام اللّه بساط الفلسطيني وتفطر زيتونه وتسقي ظمأها من دمه، تبكي عند المبكى وتوزع التلمود وتصلي في تل أبيب بلا محسوم يمنع طالبين اللّه من التقرب منه.. وبلا حصول على تأشيرةٍ للصلاة في المعابد وإقامة الهيكل المزعوم على جثث أطفالنا القُصّر..

- اليوم، وَحدها إسرائيل تزرع قمحها في أرضنا وتأكل من خير بلادنا بجهدها اللامبارك.. ووحدها تضيء طريقها من نفطنا وزيتنا وخيرات أرضٍ تمرغت في دَمِ المقاوم وهو يحاول أن يستعيد تاريخ أجداده من بين أخلاب الزيف.. اليوم هي دولة بإقتصاد مُهيب.. ونحن لا زلنا نعتاش على مساعدات الاونروا ونقطن في مخيمات القهر.. نباطح نزف أسقف بيتنا الباكية كل شتاء.. ونسرق لقمة العيش سرقة ونحصل في النهاية على أقل ما يليق بقيمة الإنسان حَتى!
دولٌ لا تصنعُ خبزها..
ولا ملحها..
تستورد حتى الهواء وما تبقى من نَفسهم يوردوه لنا حماية لسمعتهم أمام العالم.

- اليوم، لنا أن نموت على المنابر نعوي ونطالب بحقنا في الكلام، في الحب، في الورد، في الوطن..بلا جدوى.. بلا إنصاتِ العالم لنا وكأننا نصرخ في فضاءٍ لا يوصل الصوت..
كُنا نطالب بوطن.. آجل ليس أكثر..
( وطن متماسك ومتراص)فستكثروه علينا وراحوا يدوسون أحلامنا بدبابة وتارةً بخنجر وتارةً بسجنٍ يتسع فقط لإبريق وضوء ولسورة النصر والأحزاب..
وهم على منابرهم يسمعهم حتى النمل وهم يسمعون دبيبه..
منابرهم لها مكبرات واضحة /وما لنا من مُكبر
خطاباتهم واضحة / وما لنا خطابات
قمعهم بطولة / ونضالنا الشرعي إرهاب.

- اليوم، يستفيقون على صوت أم كلثوم، صديقي تخيل! حتى هي سرقوها منا.. ونحن نستفيق على نشراتٍ أخبارنا وهي تُعدُ عدد الضحايا والقتلى والبيوت التي تهدمت والحيطان التي مالت وعن كم أرضٍ خسرنا اليوم وعن كم عربي طعن عربياً وكم كتاباً أُحرِق ومقالاً تهمش ومخترع لم يلقى أي صدى وعن مبدع دمره الفقر والحاجة..
هُم يحيون على أمل ونحن على بلاط اليأس..
هُم صاروا اليوم دولةً فوق أرضنا ونحنُ صرنا لاجئيين في بيتنا؟

_ اليوم وبعد تسع وأربعين عاماً.. أُعيد قراءة مرثيةِ العرب لنزار في يوم النكسة وألعنُ عجزنا وضعفنا ونضال بائس لا نملك غيره، أبكي الجولان ألف مرة وحلب.. أمدُ يدي لبغداد علها تقوم.. لكربلاء علها توقفُ نزفها.. للفلوجة علها تضمد جراحها.. للخليل عليّ أخفف من روعها.. ليافا وحيفا.. لمرافئ السفن فيهم.. للمعابر والحواجز والمستوطنات أحاول دحرها بعيداً عن برتقالنا وليموننا.. للعبرية علني أمسحها.. لمجلس الأمن عله ينصف..
أمدُ قلبي جسراً بين عمّان والقدس.. وروحي ممشى بين عمّان ودمشق.. ونَفَسي طريقاً إخضوضر بعد قحط بين عمّان وبغداد.. علني ولو بقليل أقرب المسافات العربية والقلوب العربية والوجهة والضمير العربي صوب صرخات من ماتوا على مدار قرن من التعاسة ومن جاعوا ومن أُهينوا ومن لليوم لا يحملون رقماً وطني ومن لليوم يحلمون ولن يحلموا بأكثر من وطن نتكأ عليه كلما جرحنا حبيب أو غادرنا صديق .. وطن حنون نحبه ويحبنا ويهدينا ياسمينة كل صباح ونهديه فؤادنا عند المساء.

وأسأل.. ( من بَعد النكسة ماذا بَقي من العرب)؟





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع