أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاحتلال: سنؤجل عملية رفح في حال التوصل لاتفاق تبادل أسرى. تقرير يكشف .. كواليس جديدة لخلافات رونالدو مع مانشستر يونايتد إطلاق أوبرا جدارية محمود درويش: رحلة مواجهة حوارية بين الذات والعالم في بيت الفلسفة بالفجيرة. الاتصالات الأردنية توزع أرباحاً بقيمة 41.250 مليون دينار على مساهميها. عيد ميلاد الأميرة رجوة الحسين يصادف الأحد حدث بحالة سيئة إثر لدغة أفعى في الصبيحي لبيد: علينا التوصل لصفقة أسرى جامعة بنسلفانيا: أخطرنا المتظاهرين بفض الاعتصام مخلّفات الغذاء تتجاوز حاجة الجياع عالمياً عائلات الأسرى بغزة: على إسرائيل أن تختار إما رفح أو صفقة التبادل الصفدي يبدأ زيارة عمل إلى الرياض مسؤول أميركي: إسرائيل دمرت خان يونس بحثا عن قادة حماس ولم تجدهم تفاصيل تقشعر لها الابدان في الاردن .. أب يقتل ابنته المطلقة حرقا. أسرى لدى القسام لحكومتهم : تخليتم عنا مكتب بن غفير يكشف حالته الصحية بعد انقلاب سيارته يديعوت أحرونوت: بن غفير طلب قتل بعض المعتقلين بمجمع الشفاء لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش لم يعد لديه ما يكفي من الجنود الحنيفات يؤكد أهمية انعقاد المؤتمر الوزاري التعاوني لدول آسيا بالاردن 540 دينارا متوسط إنفاق الأسر الأردنية على التبغ سنويا الفايز: العلاقات الليبية الأردنية مهمة ويجب تعزيزها
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة المحسن ذو الثلاثة ملايين

المحسن ذو الثلاثة ملايين

28-08-2010 09:21 PM

محسن أردني مغترب, رفض الإفصاح عن اسمه, تبرع بثلاثة ملايين ومائتين وستين ألف دينار أردني ليتم توزيعها على اثنين وثلاثين ألف عائلة أردنية, وأصرّ أن تكون الهبة كالتالي:  50 دينار بدل طعام في مطلع شهر رمضان و50 دينار بدل كساء قبل عيد الفطر.

حتى الآن الخبر مفرّح جداً ولا غبار عليه, لكن الفاجعة هو أن المحسن الكريم سيتابع المنهجية التي ستوزع الأموال من خلالها ليتأكد من سلامة وصول الأموال إلى مستحقيها، وقد وعد بالاستمرار في حال اطمئنّ وقرت عيناه بطريقة التوزيع.

هل سننجح في كسب ثقة المحسن؟ يدي على قلبي والله, أتدرون لماذا؟ لأنني وببساطة أرى البؤس والمرارة التي يعيشها المواطن وهو يقف في طوابير عندما يريد أن يدفع فواتير أو ضرائب أو أي أموال تجنيها الدولة, ويصعد طابقاً وينزل درجاً ويطرق أبواباً ويختم أوراقاً, وسيجابه بأصناف التكشيرات, والعبوس المشهورة, والنكد الفطري, والإهمال, والإزدراء, والانتظار, وبعض الكلمات " الجقمة " والتي من أبسطها وأقلها امتهاناً للكرامة: بالدور يا بني آدم. كل هذا العناء وهو يريد أن يدفع المال, فما بالكم لو انعكست الآية وأراد صاحبنا المواطن أن يقبض هو مالاً ويستلم كوبون الهبة من أخيه المغترب؟ بحكم خبرتي المطلعة, فإن الذين يستلمون المعونات مثلاً يضطرون لتحمّل ما لا تطيقه النفس حتى يستلم ما هو مفترض أن يستلمه من هبات ومعونات, فما بالكم إن كانوا ألوفاً مؤلفة ( 32 ألف عائلة ) تريد أن تستلم هبة المحسن خلال فترة قصيرة؟ هل سننجح في هذا الاختبار ؟ الله يستر!

أيها المحسن الكريم, تقبـّل الله منك وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك, لكن أرجو – سلمك الله – في المرة القادمة أن تسهـّـل علينا المهمة, وأن تؤسس هيئة مستقلة - تديرها أنت من بعيد إن شئت - تتولى هي البحث والتقصي عن المستحقين لتبرعاتك, بل وتتفنن في ابتداع مصارف جديدة ومفيدة تخدم المجتمع أكثر من صب الأموال في يد الفقير, كأن تقيم مشاريع إنتاجية لهم يترزقون من خلالها, أو تدعم مشاريع إنمائية أو خدماتية تنهض بالمجتمع و ترتقي به.

نصيحتي هذه لكم سيدي المحسن ليست بدعة, بل هي طريقة نبوية استنها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع الرجل الذي وجهه للاحتطاب والاكتساب بدل أن يعتاد السؤال والاستجداء, وهي منهج تنتهجه حتى المؤسسات العالمية التابعة لحكومات؛ كوكالة الإنماء اليابانية والألمانية والأمريكية ,,, وكذلك تَتّبعها المؤسسات الدولية الخيرية من هيئات إغاثة تابعة لمنظمات إنسانية أو فردية, لأنهم هم مقتنعون تماماً – ويحق لهم هذا – أن المال سيفقد بعض بركته – على الأقل - إن تم توزيعه من خلال القنوات الرسمية!

ختاماً, أتمنى أن لا يتهمني أحد أنني أتهم أحداً, كل ما في الأمر أنني حريص أن يتم توزيع هبة المحسن الأردني المغترب بالقيمة الصحيحة للمستحقين الصحيحين, وبمنتهى الكرامة الصحيحة التي يستحقها أبناء الوطن الصحيح.

 

م. جمال أحمد راتب





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع