أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
«أسابيع حرجة» في الأردن تختبر كل تفصيلات «التحديث السياسي» قبل الاقتراع مباحثات "إيجابية" بخصوص صفقة التبادل .. وتعهد مصري بالضغط على حماس دراسة : تحسن الرفاهية والصحة النفسية للأردنيين واللاجئين العراقيين منذ 2020 الأردن: استعادة ماضي الصراع في مواجهة العدو والأطماع السلطات الأمريكية تفتح تحقيقا عاجلا بعد رصد “صحن طائر” في سماء نيويورك (فيديو) حزب الله يبث مشاهد لكمين استهدف رتلا للاحتلال شمال فلسطين (فيديو) المعايطة: نعمل على زيادة عدد مراكز الاقتراع المختلطة وزير الخارجية الإسرائيلي ينشر صورة مسيئة لأردوغان .. شاهد طقس العرب يُحدد مناطق تساقط الأمطار ويُطلق تحذيرات حماس وفتح يعقدان محادثات مصالحة في بكين رقم صادم .. الأمم المتحدة تكشف عن الوقت اللازم لإزالة الركام من غزة مقتل 4 يمنيين باستهداف أكبر حقل للغاز في كردستان العراق. القيادات الأمنية والسياسية تؤيد المقترح المصري ونتنياهو يرفضه أنقرة: استهداف الرئيس ينم عن الحالة النفسية لحكومة إسرائيل. مقتل خمسيني بعيار ناري بالخطأ في الكرك. 10 إصابات إثر حادث تصادم بين مركبتين في جرش. الأونروا: طفلان توفيا بسبب موجة الحر في غزة الأونروا: المعلومات التي قدمتها إسرائيل ليست كافية بتورط موظفينا في 7 أكتوبر. النجار: الشباب جزء محوري بتطوير المشروع الثقافي الأردني. الوحدات يفوز على شباب الأردن في دوري المحترفين
تنظيمات إسلامية عابرة للحدود - الحلقة الرابعة عشرة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة تنظيمات إسلامية عابرة للحدود - الحلقة الرابعة عشرة

تنظيمات إسلامية عابرة للحدود - الحلقة الرابعة عشرة

01-07-2015 10:25 AM

مقدمة لا بد منها كتابي السابع عشر هذا « التنظيمات الإسلامية الخمسة العابرة للحدود « يصدر في سياق تفاقم حالة الصراع في العالم العربي واحتدامه بشكل عبثي ودموي، بعد انفجار ثورة الربيع العربي التي توسلت البحث عن :

1- التحرر والاستقلال، وامتلاك زمام المبادرة وحرية اتخاذ القرار.

2- الطمأنينة ولقمة العيش الكريم متضمنة ثلاثة مطالب أساس يفتقدها المواطن العربي هي الراتب المناسب، التأمين الصحي، والضمان الاجتماعي عند التقاعد والوصول إلى الشيخوخة.

و3- الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة والاحتكام إلى نتائج صناديق الاقتراع، ولذلك جاءت كتبي في سلسلة قضايا ثلاث رئيسة متداخلة، سلسلة الكتب الأردنية تحت عنوان : معاً من أجل أردن وطني ديمقراطي، وسلسلة الكتب الفلسطينية تحت عنوان : معاً من أجل فلسطين والقدس، وسلسلة الكتب العربية تحت عنوان : من أجل عالم عربي تعددي ديمقراطي موحد .


وكتابي السابع عشر هذا مرتبط بكتابين، سبق نشرهما، وهما: 1- حزب الإخوان المسلمين في الميزان.

و2- الدور السياسي لحركة الإخوان المسلمين، في إطار تنظيمات وأحزاب التيار الإسلامي، تأكيداً لدورهم ومكانتهم وقيادتهم للحركة السياسية في العالم العربي، في غياب أحزاب التيار اليساري، وأحزاب التيار القومي، وأحزاب التيار الليبرالي، التي تضررت بفعل الحرب الباردة ونتائجها .


كما جاء كتابي هذا على خلفية كتابي الذي صدر العام 2013 عن ثورة الربيع العربي أدواتها وأهدافها، وحصيلتها أن الثورة ما كانت لتكون لولا توافر العامل الموضوعي المحفز للاحتجاجات والدافع لها والمتمثل بغياب الاستقلال السياسي والاقتصادي عن بعض البلدان العربية، وهيمنة اللون الواحد، والحزب الواحد، والعائلة الواحدة، والطائفة، والشخص الفرد المتحكم بمفرده في إدارة الدولة، في أكثر من بلد عربي، وأخيراً بسبب غياب العدالة والطمأنينة وعدم توافر الخدمات الأساس من صحة وتعليم وضمانات اجتماعية للمحتاجين .


أما العامل الذاتي في ثورة الربيع العربي، فقد اقتصر على مؤسسات المجتمع المدني بما تحمل من مفاهيم عصرية عن الديمقراطية والتعددية واحترام مشاركة المرأة في مؤسسات صنع القرار، وبما تملك هذه المؤسسات ( مؤسسات المجتمع المدني ) من علاقات مع مؤسسات أوروبية وأميركية توفر لها الحصانة والدعم المطلوبين، ولكن بسبب غياب دور الأحزاب اليسارية والقومية والليبرالية، فقد استثمرت أحزاب التيار الإسلامي حصيلة الربيع العربي ونتائجه كي تكون هي صاحبة القرار، سواء عبر تفاهمها مع الأميركيين، أو عبر حصولها على الأغلبية البرلمانية كما حصل في فلسطين والعراق ومصر وتونس والمغرب، أو لامتلاكها الخبرات القتالية على أثر دورها في أفغانستان، ورغبتها في التغيير الثوري الجوهري، فاحتكمت إلى وسائل العنف واستعمال السلاح لمواجهة الاحتلال الأميركي للعراق، او لإسقاط النظم القائمة في ليبيا وسوريا واليمن، وحصيلة ذلك إخفاق ثورة الربيع العربي للآن، رغم توافر العامل الموضوعي ونضوجه لقيام الثورة، تغييراً للواقع، نحو الأفضل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ولكن الإخفاق الفاقع يعود لعدم نضوج العامل الذاتي، وكثرة نواقصه، وعدم اكتماله، بصفته أداة الثورة ومحركها، وطالما أن العامل الذاتي كان ناقصاً، ولم تكتمل حلقات نضوجه.

فقد انعكس ذلك على ضعف أدائه وعلى نتيجة أفعاله، فغياب أحزاب التيارات الثلاثة اليسارية والقومية والليبرالية وضعفها، جعل الوضع متروكاً لقوة ونفوذ أحزاب التيار الإسلامي، التي لا تؤمن لا بالتعددية ولا بالديمقراطية، ولا تملك البرامج الاقتصادية والاجتماعية الكافية، لجعلها أداة في يد عامة الناس، وهدفاً لها كي تلتحم مع الثورة وتلتف حولها، فانطبق على المواطن العربي المثل القائل أنه مثل الشخص الذي هرب من الدلف فوقع تحت المزراب، وغدت الأنظمة السابقة بعجرها وبجرها، هي أفضل حالاً مما وقع لاحقاً، من هيمنة ونفوذ وتأثير الأحزاب الإسلامية، وقيادتها للعمل السياسي وللتغيير الثوري، مسنودة بعواصم إقليمية، فحاضنة الإخوان المسلمين تركيا وقطر، وحاضنة ولاية الفقيه الدولة الإيرانية؛ ما خلق حالة من الصراع الإقليمي والدولي المباشر في منطقتنا، وعلى أرضنا، وعلى حساب دماء شعبنا وثرواته .


إذن هذا الكتاب، ليس فلسفة معرفية، بل هو إضافة سياسية تراكمية، لوضع ثورة الربيع العربي في سياقها من أجل إنتصار الديمقراطية في العالم العربي، وتحقيق الطمأنينة بلقمة العيش الكريم بالصحة والتعليم والضمان الاجتماعي، وتحرير فلسطين .


هذا الكتاب يسلط الضوء على التنظيمات الإسلامية الخمسة العابرة للحدود، أي أنه يستهدف القوى الإسلامية الأساس القيّا تأثيراً ومكانة في العالم العربي، ولا يستهدف تنظيمات إسلامية محلية في هذا البلد العربي أو ذاك، بصرف النظر عن قوتها أو ضعفها، بل هو يستهدف التنظيمات الإسلامية الخمسة العابرة للحدود، والتي تعمل في السياسة، ولها تأثير على صنع القرار، أو على صنع الأحداث الجارية :


1- حركة الإخوان المسلمين .

2- ولاية الفقيه الإيرانية.

3- تنظيم القاعدة .

4- تنظيم الدولة الإسلامية داعش .

5- حزب التحرير الإسلامي.


لذا أرجو أن يقدم شيئاً جديداً، للقارئ، وللمكتبة العربية، وأن ينال الاهتمام كما يستحق، وفق الجهد الذي بذل وتحقق.

الاميركيون مع الربيع العربي
في 19 أيار 2011، وخلال احتفال مهيب ألقى الرئيس أوباما خطاباً مطولاً، في وزارة الخارجية الاميركية، كان مكرساً للحديث عن سياسة واشنطن نحو العالم العربي، وهو خطاب، يمكن وصفه على أنه نقلة نوعية في فهم وتعامل الولايات المتحدة مع العالم العربي، في أعقاب انفجار ثورة الربيع العربي، ووجدت من الضرورة تلخيص أهم المفاصل التي وردت فيه لتوضيح المشهد وفق القراءة الاميركية، وموقفها من تطور الاحداث، للوضع العربي منذ بداية العام 2011، وقال :


« شهدنا على مدى ستة شهور تغيرا استثنائيا يحدث في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا، فمن ميدان الى ميدان، ومن مدينة الى مدينة، ومن بلد الى بلد نهضت الشعوب مطالبة بحقوقها الانسانية، وتنحى زعيمان عن الحكم، وقد يلحق بهما آخرون .


والقصة بدأت قبل ستة شهور في تونس، ففي 17 كانون الاول/ديسمبر شعر بائع متجول شاب اسمه محمد بوعزيزي بأنه قد تحطّم عندما صادرت شرطية عربته، ومثلما يحدث في أوقات ما في مجرى التاريخ أن تشعل أعمال مواطن عادي جذوة حركات التغيير لأنها تعبر عن توق للحرية ظل يتفاعل منذ سنين، هكذا كانت الحال في تونس عندما حرك عمل البائع المتجول اليائس شعور الاحباط الذي ساد البلاد، فتدفق المئات على الشوارع ثم الآلاف، وواجهوا العصي والرصاص رافضين العودة الى بيوتهم، يوما بعد يوم، وأسبوعا بعد أسبوع، حتى تنحى عن السلطة دكتاتور ظل في الحكم أكثر من عقدين من الزمن .


لقد نالت دول الشرق الاوسط وشمال أفريقيا استقلالها منذ زمن طويل لكن شعوبها لم تنله في كثير من الاماكن، فقد انحصرت السلطة في كثير من البلدان في أيدي قلة، فلا قضاء أمينا يسمع شكواه، ولا أجهزة اعلام مستقلة تُسمع صوته، ولا حزب سياسيا موثوقا يمثل وجهات نظره، ولا انتخابات حرة ونزيهة يختار فيها قائده، وهناك دول نعمت بثروة النفط والغاز وهذا بحد ذاته أوجد جيوبا من الترف والرخاء، لكنه في اقتصاد عالمي قائم على المعرفة، قائم على الابتكار، لا يمكن لاستراتيجية تنموية أن تقوم على ما يُستخرج من الارض فقط، ولا يمكن للناس أن يحققوا كامل امكانياتهم عندما لا يستطيعون أن يُنشئوا مشروعاً تجارياً دون دفع رشوة .


حاول الكثيرون من قادة المنطقة تحويل مظالم شعوبهم وشكاواها الى اتجاهات أخرى، وتعرض الغرب للوم باعتباره مصدر كل العلل بعد مرور نصف قرن على نهاية الاستعمار، وصار العداء ضد اسرائيل المتنفس الوحيد المقبول للتعبير السياسي، وجرى استغلال الانقسامات القبلية والعرقية والطائفية الدينية كوسائل للاحتفاظ بالسلطة أو انتزاعها والاستيلاء عليها من طرف آخر .


ففي القاهرة سمعنا صوت أم شابة تقول: « انني كما لو أنني أستطيع في النهاية استنشاق الهواء النظيف لأول مرة « .


وفي صنعاء سمعنا الطلاب ينشدون «لا بد لليل من آخر .»


وفي بنغازي سمعنا المهندس الذي قال «كلماتنا الآن صارت حرة، انه شعور لايمكن شرحُه .»


وفي دمشق سمعنا الشاب الذي قال «بعد الصرخة الاولى، الصيحة الاولى، تشعر بالكرامة « .


والسؤال المطروح أمامنا هو أي دور ستلعبه أميركا فيما تتكشف فصول هذه الرواية، فعلى مدى عقود من الزمن، انتهجت الولايات المتحدة العمل على مجموعة من المصالح الجوهرية في المنطقة هي مكافحة الارهاب، ووقف انتشار الاسلحة النووية، وضمان حرية حركة التجارة، وضمان أمن المنطقة، والذود عن أمن اسرائيل، والسعي لسلام عربي اسرائيلي .


وظهرت أمامنا فرصة اظهار أن أميركا تثمن كرامة البائع المتجول في تونس أكثر من القوة الغاشمة لطاغية متسلط، فأميركا ليست هي التي دفعت الناس الى شوارع تونس والقاهرة بل الشعوب نفسها هي التي أطلقت هذه الحركات والناس أنفسهم هم الذين يتعين أن يقرروا نتائجها .


الولايات المتحدة تناهض استخدام العنف والقمع ضد شعوب المنطقة، والولايات المتحدة تؤيد مجموعة من الحقوق العالمية التي تشمل حرية الكلام، وحرية التجمع السلمي، والحرية الدينية، ومساواة الرجال بالنساء في ظل سيادة القانون، وحق اختيار الزعماء سواء كانوا يقيمون في بغداد أو دمشق أو صنعاء أو طهران، ونحن ندعم الاصلاحات السياسية والاقتصادية في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا التي يمكن أن تلبي الطموحات المشروعة للناس العاديين في طول المنطقة وعرضها .


أولا ستنادي سياسة الولايات المتحدة بالترويج للاصلاحات عبر المنطقة وتأييد التحولات الى الديمقراطية، وهذا المجهود بدأ في مصر وتونس حيث التبعات شديدة لأن تونس كانت في طليعة موجة الديمقراطية ومصر هي شريك طويل العهد وكبرى بلدان العالم العربي .


ودعمنا يجب أن يطال كذلك البلدان التي لم تتحقق فيها التحولات بعد، والحقيقة هي أن الاصلاح الحقيقي لا يتأتى من خلال صناديق الاقتراع وحدها، فمن خلال جهودنا يجب علينا أن ندعم هذه الحقوق الاساسية المتمثلة في حرية الرأي وحق الحصول على المعلومات، وسوف ندعم حق الوصول بلا قيود الى الانترنت، وحق الصحفيين في الاستماع اليهم، سواء أكان ذلك مؤسسة صحفية كبيرة أو مدون وحيد، ففي القرن الـ21 المعلومات هي القوة، لا يمكن اخفاء أو حجب الحقيقة، وشرعية الحكومات ستعتمد في نهاية المطاف على نشاط ووعي المواطنين .


ان أميركا تحترم حق جميع الاصوات المسالمة والملتزمة بالقانون في الاصغاء اليها، حتى لو كنا نختلف معها، وأحيانا نختلف معها على نحو عميق، ولذلك نتطلع الى العمل مع جميع الذين يتبنون ديمقراطية حقيقية وشاملة، ما سنعارضه هو أية محاولة من جانب أي فريق لتقييد حقوق الآخرين، وقبضته على السلطة بالاكراه وليس بالموافقة، لأن الديمقراطية لا تعتمد فقط على الانتخابات، ولكنها تعتمد أيضا على وجود مؤسسات قوية قابلة للمساءلة والمحاسبة، وعلى احترام حقوق الاقليات .


سمعنا المصريين من جميع مناحى الحياة يهتفون قائلين «نحن المسلمين والمسيحيين يد واحدة «، ولكي يكتب النجاح لموسم التغيير هذا، يجب أن يكون للأقباط الحق في حرية العبادة في القاهرة، تماما مثلما كان للشيعة الحق في ألا تدمر مساجدهم في البحرين .


فالطريقة الثانية التي يجب علينا أن ندعم بواسطتها التغيير الايجابي في المنطقة هي من خلال جهودنا لتعزيز التنمية الاقتصادية للدول التي تتحول الى الديمقراطية، فالسياسة وحدها لم تملأ الشوارع بالمحتجين، لأن نقطة التحول بالنسبة للكثيرين هي القلق المتواصل حول كسب العيش ورعاية الاسرة، وليس من قبيل المصادفة أن واحدا من قادة ميدان التحرير يعمل مديرا تنفيذيا لدى شركة غوغل .


أولا، لقد طلبنا من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تقديم خطة الى قمة مجموعة الثماني الكبرى في الاسبوع القادم، تتعلق بالمطلوب فعله من أجل تحقيق الاستقرار وتحديثه في تونس ومصر، ومعاً ينبغي أن نساعدهما على التعافي والنهوض من الفوضى التي أحدثتها الفورة الجياشة للديمقراطية، وأن نساعد الحكومتين اللتين سيجري انتخابهما في وقت لاحق من العام الحالي، واننا نحث الدول الاخرى على مساعدة مصر وتونس على الوفاء باحتياجاتهما المالية على المدى القريب .


ثانيا، اننا لا نريد لمصر الديمقراطية أن تثقلها ديون ماضيها، لذا فاننا سنعفي مصر الديمقراطية من الديون بما يصل الى بليون دولار، وسنعمل مع شركائنا المصريين لاستثمار تلك الموارد في دعم ورعاية النمو وريادة الاعمال، وسوف نساعد مصر على استعادة امكانية دخولها الى الاسواق بضمان قروض قدرها بليون دولار وهو المبلغ المطلوب لتمويل البنية الاساسية وخلق فرص العمل، وسوف نساعد الحكومتين الديمقراطيتين الحديثتين على استعادة الاصول والممتلكات المسروقة .


ثالثاً، اننا نعمل مع الكونغرس من أجل انشاء صناديق للمشروعات من أجل الاستثمار في تونس ومصر، وستكون تلك الصناديق على غرار الصناديق التي دعمت عملية التحول والتغيير في شرق أوروبا بعد سقوط جدار برلين .


وسوف نعمل مع شركائنا من أجل أن يعيد البنك الاوروبي للاعمار والتنمية تركيزه على تقديم نفس القدر من الدعم لعمليات التحول الديمقراطي وتحديث الاقتصاد في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا مثلما فعل في أوروبا .


رابعاً، سوف تطلق الولايات المتحدة مبادرة شاملة للشراكة في التجارة والاستثمار بالشرق الاوسط وشمال افريقيا، واذا ما استبعدنا صادرات البترول، فسنجد أن المنطقة كلها التي تضم أكثر من 400 مليون نسمة تصدر ما يقرب من الكمية التي تصدرها سويسرا .


ان الرخاء والازدهار يتطلبان -أيضا- هدم الاسوار التي تقف عائقا في وجه التقدم، فساد فئة الصفوة التي تسرق من شعوبها، والخطوط الحمراء التي تمنع الفكرة من أن تتحول الى مشروع تجاري، لأن المحسوبية أو المحاباة هي التي توزع الثروة على أساس العشيرة أو الطائفة .


وأسمحوا لي أن أختم كلمتي بالحديث عن موضوع آخر، فمنذ عقود طويلة، ظل النزاع بين الاسرائيليين والعرب يخيم بظلاله على المنطقة، ولأكثر من عامين ظلت حكومتي تعمل مع الاطراف المعنية والمجتمع الدولي من أجل انهاء هذا النزاع، بالبناء على عقود من الجهود التي بذلتها الحكومات الاميركية السابقة، ولكن خابت كل التوقعات، فأنشطة الاستيطان الاسرائيلية مستمرة، والفلسطينيون انسحبوا من المحادثات .


من المهم نتيجة لاعتبارات صداقتنا بالذات أن نجاهر بالحقيقة وهي : ان الوضع الراهن غير مستدام وعلى اسرائيل أيضا أن تعمل بشجاعة على تقدم السلام الدائم، والحلم بدولة يهودية وديمقراطية لا يمكن أن يتحقق مع دوام الاحتلال، وأن السلام الدائم يشمل دولتين لشعبين: اسرائيل كدولة يهودية ووطن للشعب اليهودي، ودولة فلسطين كوطن للشعب الفلسطيني وتتمتع كل دولة منهما بتقرير المصير والاعتراف المتبادل والسلام .


فلسطين قابلة للحياة، واسرائيل آمنة، ونعتقد أن حدود اسرائيل وفلسطين يجب أن تقوم على أساس خطوط العام 1967 مع تبادل متفق عليه في الاراضي بحيث يتم انشاء حدود آمنة معترف بها للدولتين، اذ يجب أن يكون للشعب الفلسطيني الحق في حكم نفسه بنفسه ويحقق كامل امكانياته في دولة ذات سيادة ومتصلة « . الى هنا مقتطفات من خطاب الرئيس أوباما، والذي نلحظ من خلاله حجم النقد لأطراف النظام العربي، وتفهمه لتطلعات الشعوب العربية نحو امتلاك قرارها ومواردها بنفسها، وكان التدخل الاميركي مظلة لطرفين أولاً منع الانظمة الحاكمة من التفرد بالمتظاهرين وقمعهم، وشكل غطاء لتحرك الجيش وخاصة في تونس ومصر لاقالة الرئيسين زين العابدين بن علي وحسني مبارك .


التفاهم الاميركي الاخواني
مستغلاً نجاحه في التوصل الى وقف اطلاق النار يوم الاربعاء بتاريخ 21/ تشرين الثاني 2012، في قطاع غزة، والتوقيع على « تفاهمات التهدئة «، بين حكومة نتنياهو وحكومة حماس، برعاية مصرية، وبمشاركة أميركية مباشرة، أصدر الرئيس المصري محمد مرسي مراسيم دستورية يوم الخميس 22/ تشرين الثاني 2012، حصّنت قراراته من النقد أو الملاحقة أو الاعتراض من قبل أي مؤسسة تحول دون نفاذ مراسيمه وقراراته التي اعتبرتها القوى السياسية المصرية، باستثناء الاخوان المسلمين والسلفيين على أنها خطف للثورة واستبداد حزبي لصالح لون واحد ينفذه الرئيس المنتخب لصالح جماعته حركة الاخوان المسلمين وتفردها في سلطة اتخاذ القرار، مما دفع المعارض محمد البرادعي الى القول « لقد نصب مرسي نفسه حاكماً بأمر الله وفرعوناً جديداً « رداً على خطاب مرسي يوم الجمعة 23/ تشرين الثاني الذي وصف فيه قراراته على أنها جاءت « بما يرضي الله والوطن « .


الوضع في مصر كان مفتوحاً على الاحتمالات كافة، اذا واصل المحتجون الذين نزلوا الى الشوارع المطلة على ميدان التحرير منددين بقرارات مرسي، مطالبين الغائها، وقد ارتفعت سقوف مطالبهم باسقاط حكم المرشد ( المقصود المرشد العام لحركة الاخوان المسلمين ) واسقاط نظام الرئيس محمد مرسي، فالشركاء الذين صنعوا ثورة يناير بدت خلافاتهم تتعمق وتزيد ، نظراً لخطف الاخوان المسلمين نتائج الثورة عبر صناديق الاقتراع، فهم القوة المنظمة الكبرى التي حصدت نتائج التصويت لصالحها سواء في رئاسة الجمهورية أو البرلمان، ولكنها تسعى لتوطيد ركائز سلطتها والعمل على تفردها بادارة السلطة وتمركزها بيد الاخوان المسلمين، وهذا ما ظهر في تعاملهم مع المؤسسات المختلفة لتقويض « الاخر « تحت حجة تطهير النظام من أزلام مبارك وعهده .


لقد وقع تفاهم عريض بين حركة الاخوان المسلمين والولايات المتحدة وشمل العالم العربي بأسره، باستثناء فلسطين وحركة حماس، حيث ما زالتا موضع خلاف بين الطرفين، ولكن التفاهمات الاميركية مع الاخوان المسلمين سهلت مهمة انهاء النظم العربية السابقة بمن فيها من كانت صديقة لواشنطن، أنظمة زين العابدين بن علي، وحسني مبارك، وعلي عبد الله صالح، وفتح البوابات لتولي الاخوان المسلمين بديلاً عنها عبر صناديق الاقتراع، فالمطلوب تغيير الانظمة التي فقدت مبرر وجودها، بأنظمة تملك مصداقية نتائج صناديق الاقتراع على أن تحافظ على المصالح الاميركية في المنطقة العربية وفي طليعتها اسرائيل والنفط والسوق الاقتصادي ومقاومة الارهاب والتطرف، وهي متطلبات بدت حركة الاخوان المسلمين متكيفة مع مضامينها، وتقبل حمايتها وعدم المساس بها ولو كان ذلك مؤقتاً، ولذلك عبّر مرسي والغنوشي وبن كيران وغيرهم من القيادات الاخوانية في مصر وتونس والمغرب عن احترامهم للاتفاقات المعقودة بين بلادهم مع الاميركيين وحتى مع الاسرائيليين ( اتفاقية كامب ديفيد ) ، طالما أن هذه الاتفاقات تحفظ وتحترم المصالح المشتركة بين البلدان العربية المعنية مع الاخرين .


حركة الاخوان المسلمين احترمت اتفاقات كامب ديفيد وتبعاتها ولذلك جددت التهدئة وأشرفت عليها بين اسرائيل وحماس، بل وأعلنتها تحت اسم « تفاهمات « وهي تفاهمات مشتركة جمعت صناعها والذين أدوا أدواراً مكملة لتحقيقها وهم الشركاء الاربعة فيها : اسرائيل وحماس ومصر وواشنطن، وبذلك أدت حركة الاخوان المسلمين دورها في هذا المجال في قبول مصالح واشنطن أو التكيف معها، ولكنها في الوقت نفسه تعترض على مضامين اتفاقات أخرى ليست شريكة في ادارتها، أو ليست شريكة في مؤسسات تقبل بها.

ويتم ذلك بوضوح بالغ في رفضها لأتفاق أوسلو، مع أن تداعياته ونظامه السياسي هو أحد العوامل الذي أوصلها عبر صناديق الاقتراع الى ادارة جعلتها في سدة مؤسستي صنع القرار : البرلمان والحكومة، فحصول حماس على الاغلبية البرلمانية عام 2006 في فلسطين، هو الذي فرض على الرئيس أبو مازن تكليف رئيس كتلة الاغلبية النيابية من حركة حماس، اسماعيل هنية لتشكيل الحكومة .


تفاهمات الهدنة
تفاهمات القاهرة بين اسرائيل وحماس يوم 21/11/2012، برعاية الرئيس المصري محمد مرسي وعبر تدخلاته المباشرة وحصيلتها أن الذين وقعوها هم اسحق مولخو مستشار نتنياهو، وعصام الحداد مستشار مرسي، اضافة الى مديري المخابرات المصري والاسرائيلي، فتحت بوابة لمزيد من التدخل المصري – الإخواني نحو « تناول قضايا أخرى « لم يتطرق اليها الاتفاق، ولكنه أشار لها ضمناً، ذلك أن الاتفاق يتضمن مسألتين أولاهما وقف العمليات المسلحة المتبادلة بين الطرفين، وثانيهما فتح المعابر أمام تحرك السكان والبضائع؛ ما يجعل قطاع غزة أقرب الى حرية التحرك والتصرف المدني وحتى السياسي بما لايتعارض مع المصالح الامنية الاسرائيلية .


تفاهمات القاهرة بين الشركاء الاربعة الذين أسهموا في التوصل اليها اسرائيل وحماس والقاهرة وواشنطن، وتم اعلانها بحضور وزير الخارجية المصري ووزيرة الخارجية الاميركية كلينتون، دفعتها لأن تصرح « ان الولايات المتحدة ستعمل مع شركائها لتحقيق ثلاثة أهداف هي أولاً : ضمان أمن اسرائيل، ثانياً : تحسين ظروف عيش السكان في غزة، ثالثاً : المضي قدماً نحو سلام شامل لكل شعوب المنطقة، بما فيها تحقيق التطلعات المشروعة للاسرائيليين والفلسطينيين « .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع