البطة الانجليزية

اثار انتباهي ما يتم تداوله من صور عن اكتشاف تابوب أثري يعود للعصر الروماني في منطقة عجلون، وتظهر الصور آلية ضخمة تقوم برفع التابوت بسلسلة حديدية تؤكد على عدم توفر أي شروط سلامة في نقل هذا الأثر التاريخي ، بل تعطي الصورة العشوائية التي تمت بها عملية النقل والتي تمت تحت مسؤولية كل من بلدية عجلون ومديرية الأثار مقدمات يصعب القفز عنها، وفي خبر أخر يشير الى قيام أكبر المدن البريطانية بتخصيص ممرات لعبور البط فيها جنبا الى جنب مع عابري الأرصفة من مشاة وراكبي دراجات هوائية، والصور المرفقة تظهر عدد من البط يعبرن الرصيف على مهل ومخترة .
مشهدان يؤكدان على أن هناك فوارق كبيرة في طرق التفكير ، وهنا نذكر ما يطلق عليه الثقافة واللغة والتي تؤكد على أن فهم لغة أي شعب لابد من أن تعبر من خلال ثقافة الشعب ؛والثقافة الشعبية هي الاساس وليس ثقافة النخب ، فالبطه الانجليزية التي وإن عاشت سوف لن تتجاوز في عمرها عشر سنوات يتم مرعاتها والمحافظة على حياتها ويخصص لها ممر على أرصفة الشوارع الى جوار البشر ، ونحن في الأردن نستخدم السلاسل الحديدية في نقل أثر تاريخي تجاوز عمره الألفي عام وبواسطة ألية تسخدم في الحفر " الخراب " .
والشيء الأخر في خبر التابوت الروماني أنه وجد فارغ ولا يحتوي على أية مقتنيات تخص صاحبة ، وتم نبشه منذ سنوات وهنا وحسب علماء الأثار فان ما يحيط بمثل هذه الاثار من بقايا اتربة ومواد تقدم معلومات كثيرة لأصحاب الاختصاص ،ولكن الصورة التي نشرت مع الخبر تؤكد على أن عبثية التعامل مع الأثار هو نهج تفكير، ومابين طريق البط الانجليزي والتابوت الروماني تقع مشكلتنا التي تمثل طريقة تفكير ونهج حياة وما يتبعها من سلوكيات في المجتمع والدولة معا .