مصطلح قديم وجديد نسبيا لمن يبلغون العقد الرابع من العمر ويزيد فيهذه الايام ، ويقصد به ذلك الولد الذيلايسمع كلام أهله أو كلام جيرانه أو كلام صاحب الدكانة في الحارة ، ويقف معظم الوقت في زاوية الشارع تحت نور لمبة العامود الوحيد المضاء في كل الحارة ، وهو اللود الذي يمسك بالسيجارة بكل عنجهية أمام رفاقه من الأولاد ولايعلم أين يضعها عندما يمر الى جواره رجل كبير ويشتم رائحة الدخان .
وهذا الداشر هو الذي يذهب الى السينما كل شهر مرة ويسير في الحارات المجاورة وهو يتلفت خلفه خوفا من أولاد تلك الحارات لأنه تزعرن عليهم عند مرورهم في حارته ، وهو الولد الذي يقف في أخر طابور المدرسه الصباحي وعيونه في الأرض وركبتاه ترتجفان من المدرس المناوب في المدرسة ،وهو الولد الذي يقف على زاوية شارع شاكر في الزرقاء ويحلم يوما أن يجلس على كرسي في مقهى الروشه ويشرب كاسة شاي ساخنة أو كازوزه بارده في الصيف ، وهو الولد الذي يسير في الشارع ويشاهد جارتهم وهي عائدة من السوق وتحمل بيديها اكياس الخضار والفواكهة ولايقف ويحمل عنها ويوصلها للمنزل ، وهو الولد الذي يسرق دقائق قليلة من الزمن ويجلس على الرصيف ويقراء جريدة يوم الجمعة قبل أن يفتتح صفحاتها والده الذي ينتظره في المنزل .
والداشر هو الولد الذي يغيب عن المسجد في صلاة المغرب أو العصر ولايمكنه الهرب صلاة يوم الجمعة ، وهو الولد الذي يفك زرين أو ثلاثة من أزرار قميصه ويسير في شارع غير شارع حارتهم أو في شوارع وأزقة سوق الزرقاء ، وهو الولد الذي يذهب للدكانة ويقوم بشراء علبة ورق الشدة ويعطي البائع فراطة " تعاريف وقروش " ، وهو الولد الذي يحمل كتب مدرسته في يديه دون حقيبة ، وهذا الداشر هو الولد الذي يتمنى أن تنشق الأرض وتبلعه عندما يشاهد مدرسه يعبر من الاتجاه الأخر في الشارع، وهو الولد الداشر الذي لايغيب عن ذهنه " كايش الجيش " الذي على خصر أبيه كل مساء يوم خميس وهو يوم الحساب الذي قامت أمه بتسجيله له طول ايام الاسبوع ..؟ ورغم كل ذلك لم يكن هذا الداشر يحمل مسدس أو سكين ويقتل .