أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
غالانت: رفض حماس يلزمنا باجتياح رفح غزيون في رفح : وين تروح الناس؟ رئيس النواب الأميركي يدعو لإقالة رئيسة جامعة كولومبيا القسام: استهدفنا قيادة جيش الاحتلال بنتساريم بالصواريخ البنك المركزي يطرح أذونات خزينة بقيمة 230 مليون دولار الإمارات تستنفر طاقات قطاعها الصحي لعلاج المرضى والمصابين الفلسطينيين طلاب بجامعة برينستون يضربون عن الطعام تضامنا مع غزة بلدية اربد تنذر 165 منشأة وتخالف 90 خلال شهر نيسان مسؤول أميركي: بايدن انتهى من اتصال هاتفي مع نتنياهو بشأن رفح اليونيسف: 600 ألف طفل مهددون بكارثة وشيكة برفح أرقام التخليص على المركبات خلال الثلث الأول من 2024 مصر تدعو إسرائيل لضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد ارتفاع صادرات صناعة الزرقاء 36% خلال نيسان الماضي منتدى التواصل الحكومي يستضيف رئيس هيئة تنظيم الاتصالات الرفاعي: الانتخابات القادمة ستشهد مشاركة كبيرة العتوم :اصدار البطاقة التعريفية خطوة ايجابية في تعزيز حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة أردنية تتناول كمية كبيرة من مبيد حشري 2.152 مليون دينار صادرات إربد التجارية منذ بداية العام الضمان وجمعية البنوك تبحثان " الربط الآلي" ندوة توعوية عن الاشاعات وأثرها السلبي على الفرد والمجتمع في الطفيلة التقنية ..
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة عطر : حروبكم مكيافيلية

عطر : حروبكم مكيافيلية

12-11-2014 11:25 PM

السفيرة رندة صادق –

كثيرا ما نواجه مشكلة الحق مع من، العدالة لمن؟ معضلة صعبة جعلت بعض المفاهيم ملتبسة، فالخير والحق باتا وجهة نظر مما أدى الى حروب عبثية لا تصل بالحياة إلا للموت المجاني. المشكلة تكمن في تقييم الأزمة والتفاعل معها وطرق معالجتها وهذا الموقف ينسحب على كل شيء من الخلافات الأسرية والاجتماعية الى الخلافات السياسية الداخلية والدولية. فلو كان هناك نزاع بين أبناء الوطن الواحد برروا تقاتلهم بأنهم مقاومون يحاربون الظلم ويبحثون عن العدالة حتى لو كانت طرقهم لتحقيقها قتل شركائهم في الوطن، وفي نزاع متعدد الأطراف نسمع تصريحات من كل طرف أنه يمثل الحق و العدل وأنه يقاتل دفاعا عن مبادئه وإيمانا منه بقضاياه الوطنية، ومن هنا نجد الوطنية وجهة نظر قد تكون دموية أحيانا، فلو دخلنا المشهد السوري لقرأنا اتهامات واتهامات مضادة شبيحة وشبيحة في المقلب الثاني طفولة بريئة تموت هنا وطفولة تموت هناك فيكون الموت وجهة نظر والوحشية وسيلته.
منطق مكيافيلي يبرر الغاية ويتغاضى عن الوسيلة كثيرا ما نسمع هذه الجملة تتردد: أنت إنســان ميكافيلي، أو صاحب قرارات ميكافيلية، يطلق هذا اللقب على كل من اتبع مبدأ ميكافيلي الأول “الغاية تبرر الوسيلة”، وهو أشهر مبدأ عُرف به ميكافيلي، فـهو يرى بأن الهدف النبيل السامي يضفي صفة المشروعية لجميع السبل والوسائل التي تمهد الوصول الى الهدف مهما كانت وضيعة ودونية، فهو لا ينظر لمدى أخلاقية الوسيلة المتبعة لتحقيق الهدف، وإنما إلى مدى ملائمة هذه الوسيلة لتحقيق الهدف، الغاية أسمى من الوسيلة وتبررها، هذا هو المبدأ الذي استند عليه مكيافيلي في أغلب نصائحه في كتابه (الأمير) حيث اتبع منهجا بات منطقا عاما في عصرنا هذا. ثورات لتنتصر تغرق في بؤرة الهمجية وأنظمة لتحمي نفسها تشرب من دماء خصومها، فهو يرى ان أفعال البشر تؤدي إلى نفس النتائج دوماً، لذا ربط بين الأسباب والنتائج والدراسات التحليلية المستمدة من التاريخ، وعلى ذلك كان أسلوب ميكافيلي في البحث هو الاستعانة بالتاريخ لاستقصاء الأحداث، ومعرفة نتائجها، وارتباطها، وإمكانية تكرارها، أي محاولة التنبؤ بالمستقبل ومحاولة وضع تعميمات في حال تكرار الأحداث للوصول إلى قواعد عامة، توضع أمام الحكام لتسهيل مهمتهم وتساعدهم على تبني مواقفهم مع إمكانية التدخل في الأحداث مسبقاً بعد معرفة أسبابها، ومحاولة تحديد السلوك الواجب إتباعه لمواجهة الأحداث، ومن هنا نرى بأن أسلوب ميكافيلي يبين مدى شغفه بالتاريخ، وكثرة استخدامه للأحداث التاريخية للتدليل على صحة أفكاره -كما في كتاب “فن الحرب”- وبذلك يعتبر ميكافيلي أحد مؤسسي طريقة التحليل التاريخي الحديث.
بعيدا عن هذه النبذة لمنهجه أظننا نعيش العصر الذهبي لنظريته التي تعطي شرعية الغاية أهم من أي شيء وأنه بإمكاننا ان نستخدم اية وسيلة تحقق الهدف بغض النظر ان كانت مشروعة أوغير مشروعة في سبيل بلوغ ما نظنه هدفا نبيلا. ربما نحن اليوم بحاجة لثورة على طريقة غاندي ثورة سلمية تحارب بعصيان الجسد على عناصر الحياة المهمة الغذاء والماء أليست هذه الحرب الإمعائية نجحت في السجون الإسرائلية وتحدت اجساد الأسرى قسوة الأعداء بحرب إعلامية-إمعائية ودعم شعبي. أضاعوا بوصلة كل شيء وسقطت شرعية كل شيء لا أجد مبررا لكل هذه الوحشية المتبادلة، ليتنا كنا بزمن المبارزة كنتم قاتلتم قتال النبلاء وغامرتم بحياتكم أنتم لا بحياة الأبرياء لكننا اليوم بزمن المكيافيلية والجبناء الذين يتبنون منطق الدم من كلا الطرفين مدعين نبل الغاية .
randanw@hotmail.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع