لنتخيل " شدوق " الوزير الفلاني أو المسؤول الفلاني عندما ينطق أمام وسائل الإعلام عن إطلاق " مشروع ضخم" في وطننا الصغير عليهم والكبير في قلوب فقراءه ، سنجد أن شفته العليا تلامس رأس منخاره ، وشفته السفلى تلامس اسفل ذقنه .
وما بينهما تظهر انياب ضخمة سوف تأكل أخضر ويابس هذا المشروع الضخم ، ولن يتبقى منه سوى لوحات إعلانية وبروشورات ومجسمات معمارية ولوحة نحاسية حفر عليها برموش عيون الشعب أسم من بدء على يده المشروع الضخم ، وبعد سنة أو أكثر قليلا سوف يخرج علينا أبو شدوق مرة أخرى ويعلن أن المشروع تعثر لأن الأردنيين لايرغبون في تطور بلدهم ، ولأنه حريص على هذا سمعته كمخطط ومفكر اقتصادي سوف يترك " خراها في لحاحا " ويسافر خارج البلد ليقدم خبراته وذكاءه الخارق لدولة نفطية .
وأخر هذه المشاريع الضخمة ما خرجت علينا به هيئة تنظيم " مشروع ضخم للمواصلات في البلد " ،وطرحت به افكار جميلة تقوم على نظام الكتروني وبطاقات ذكية يتخللها تنظيم دعم مواصلات طلاب الجامعات والكثير من الصور الجميلة ، والحقيقة أن كل ذلك هو عبارة عن أنظمة تم تطبيقها في دول غربية اعتمد مثل هذه الانظمة منذ عشرات السنين .
وأوجدت بنية تحتية تساعدها على تحقيق تلك الأنظمة بدقة ، وكل ذلك كان نتيجة تجارب قامت على دراسات فنية لتلبية حاجات تلك الدول التي عرفت معنى استغلال الوقت بأفضل اشكاله ، وصاحبنا المسؤول أبو شدوق هنا يذكرني بعجوز عمان ومحاولته لعمل وحدة أخوية بين فينا وعمان وضاع في ليالي انسها ونسي عمان ، وهذا المشروع الضخم لتنظيم المواصلات في البلد سوف لن يختلف عن مشروع الباص السريع ومشروع تليفريك عمان وغيرها من المشاريع التي لم تغادر " شفايف " المسؤول إلى أرض الواقع .