ان المتتبع لمشوار داعش ولما يجري على الساحة العالمية والعربيه خاصة يرى ان الاستعمار الغربي خرج من الشباك وستعيده داعش ومن على شاكله داعش هذا ان كان قد خرج فعلا من الباب الاوسع ليرتد علينا استعمار اقوى واشد من اوسع الابواب عندها سنتحسر على الماضي ونسال الله الخلاص .
يقول علماء السياسة والقول لهم ان في الدولة الحديثة يكون الدين من أجل الإنسان الفرد، ولا يكون الفرد أداة بيد الدين.
والدولة الحديثة كيان مجرد مطلق؛ وهي تتطلب وجود الفرد أيضاً ككيان مجرد مطلق.
الهوية المعطاة تدمِّر ولا يكون الإنسان حراً إلا عندما يكون فرداً يصنع هويته. ولا ننسى ان كلا منا متعدد الهويات، ومنها الهوية الدينية؛ وهذه تتخذ الأولوية عندما تتعرض الجماعة للخطر
وان التعددية لا تكون إلا في إطار الدولة، حيث يمكن للإنسان ان يمارس فرديته، وحيث يتوجب ان يواجه الدولة من دون وسيط وحيث يواجه الله كمؤمن اختار ما ولد عليه من دون ان يكون محشوراً كرقم في سجلات الانتماءات الدينية.
والمهتم والعارف يرى ان داعش نجحت ولو لفترة زمنية بسيطة في حربها ضد الحضارة الإنسانية، وضد تطورها نحو انتظام الناس في دولة.
لكن الطرف الأقوى في الحلف ضد الإرهاب نجح أيضاً في تدمير دول كالعراق وافغانستان والباقي على الطريق كم نجحت في إعادة تشكيل بعض المجتمعات في إطار مكونات طائفية ومذهبية على حساب الدولة والفرد، وأسست داعش بذلك لحرب أهلية مستدامة في بعض المناطق .
واتشائل مثل غيري والسؤال حق مشروع ....... اكان ضرورياً ان توجد داعش وأخواتها كي ينجح النظام العالمي في الإيهام بأن ما يهدد الإنسانية هو هذا الوحش البشري المتوشح برداء الدين هذا لوحش الذي ارتكب من الفظاعات ما يفوق التصور؟؟؟؟؟
اكان ضرورياً ان تهدد داعش المنطقة المعروفة بتعدديتها على مدى التاريخ كي تبرر نفسها الدعوات لتدخُّل الغرب لا للسيطرة بل من أجل الحضارة. ؟؟؟؟؟؟؟
اكان ضرورياً وجود داعش كي ينسى العالم تناقضات الرأسمالية ومآسيها، وكي ينسى أهل المشرق ان الغرب سبق وان غزا باسم الدين تارة، وباسم نشر الحضارة تارة أخرى، وباسم حقوق الإنسان تارة ثالثة،؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اكان ضرورياً ان توجد داعش لينسى أهل المنطقة مطالبهم في وجه الطغاة واستبدادهم من أجل العيش والكرامة والعدالة .
وهل يكفي ان تكون أنت ضد «داعش» واخواتها، وان تناضل ضدها، بل أكثر من ذلك أن تزايد على نفسك من أجل إظهار حسن النية.
نعم لقد تشكل الحلف العالمي لمحاربة الإرهاب وصار يضم أطرافاً متناقضة كانت تقاتل بعضها بعضاً حتى الأمس القريب.
ليشمل هذا التحالف الغرب روسيا وتركيا وإيران وقوى علمانية وأخرى ثورية «داعش ترتكب مختلف الجرائم.
قها بالاستمرار يساوي وجودها التاريخي الذي سبق ظهور الإسلام بوقت طويل جميعنا في مأزق، سواء كنا من الأقليات أو الأكثرية الأكثريات تهذيباًإذا نجح الغرب في إعادة غزو المنطقة وهو لم ينسحب منها، أصلاً لدحر داعش...
وهذا ما يتمناه الجميع، إذ ان ذلك له الأولوية الزمنية، فإنه سوف يعيد تشكيل المنطقة ومجتمعها على أساس الطوائف والمذهبيات والهويات المعطاة، من دون الأخذ بالاعتبار أهمية الفرد في مواجهة الدولة.
وستفقد الدولة سيادتها مع التدخل. ويفقد الإنسان فرديته. هذا ما علمتنا إياه تجربة العراقوغير العراق وسيؤدي تعميم التجربة على مستوى المنطقة إلى حروب أهلية مستدامة أخرى، وسوف يجر ذلك الخراب والدمار على الجميع .
فقد بنى الغرب سياسته على ان شعوبنا قبائل بدوية وطائفية ومذهبية واثنية وقومية. ولا شيء يشير إلى انه لن يتصرف على هذا الأساس بعد الانتصار الموعود على داعش واخواتها.
لقد ساهمت (ونجحت) الأوضاع الراهنة من الحروب الأهلية إلى تدخلات الغرب، إلى حلفاء الحرب على الإرهاب، في إحالة إرادة الشعوب العربية إلى التلاشي.
نسي الجميع طالب الحرية والكرامة والعدالة، وصار المطلب الوحيد هو الخلاص من داعش للبقاء على قيد الحياة .
لاشك ان التحالف العالمي سينجح بالقضاء على الإرهاب وفي القضاء على داعش ايضا وسوف يعيد الطرف الأقوى في هذا التحالف أي الغرب تشكيل دول ومجتمعات هذه المنطقة.
الا ان الامر الاهم هو استدعاء الغرب الذي سيرتد علينا ان لم نطالبه بإعادة رسمنا على صورته لا على الصورة المعتبرة موروثاً تاريخياً؛ علماً بأن هناك شكوكاً كبيرة حول صحة هذه الصورة.فقد خلق الله الإنسان على صورته؛ فهل يعيد الغرب تشكيلنا على صورته في التعددية وفردية الإنسان وأولوية الدولة على الطوائف؟