هي مفارقة كبيرة عندما يتحدث الملك بكل شفافية ووضوح يعجز عنهما طاقم الحكومة وأمام الاعلام بالذات ، وهو نفس الاعلام الذي تبجح امامه رئيس الحكومة وطاقمه الوزاري لأكثر من عامين بأنهم يسيرون في البلد إلى الأمام ، وحقيقة الأمر أن البلد تسير للخلف وبشهادة الملك والشعب في نفس الوقت .
وعندما يقول الملك أننا " بنخرب على بعض " فهو يقصد هنا أن ما يقوم به كملك في تسويق الوطن استثماريا في الخراج يتم افشاله على أرض الوطن ، من خلال مجموعة من المتنفذين يؤمنون بأن هذا الوطن مزرعة لهم ولأولادهم من بعدهم ، وهم أي هؤلاء المتنفذين ينفذون اجنداتهم الخاصة بإعتراف الملك نفسه عندما قال علينا أن " نحط اجنداتنا " جانبا وننفذ أجندة وطن واحد وللجميع .
وفي حديث الملك تم طرح حقيقة مترسخة في تاريخ الوطن الاقتصادي ، وتتمثل بأننا في البلد
نحسن استخدام ما يدورحولنا من اضطراب لنحقق فوائد اقتصادية مباشرة ، وهنا يقصد الملك احداث حرب الخليج الأولى والثانية وموجة الربيع العربي الأخيرة ، ويؤكد الملك أن الحكومة الحالية بعمرها " سنتين " وبوجود اضطراب تاريخية قوية في دول الجوارلم تتمكن من الاستفادة منها بسوى لغة " الشحدة " ولغة أن العالم تركها وحيدة ، وهي لغة لاتؤدي إلى فائدة ترجى بل ترسخ لدى الأخرين مدى فشل الحكومة في التعاطي مع الآزمات .
وخلاصة القول هنا أن الملك وضع الكثير من النقاط على الحروف في لقاءه الأخير ، ترك الكرة في ملعب الحكومة التي إلى الأن تبحث عن بوصلة كي تخرجها من متاهتا السياسية المستويين الداخلي والخارجي .