نرى رغم العتمة

إن من يُغمض عينيه يعتقدون بأنه لا يرى سوى العتمة .. مع أنه في الحقيقة يرى لمعان الأضواء وجميع الصور التي مرت أمام عينيه .. سواء كانت صوراً له وأحداث أو أصوات سمعها وارتسمت صوراً وأضواء وهجة كالبرق .. ليبقى ميتاً يقظاً كونهم هكذا يعتقدون..

العتمة هي الحجاب أو بمعنى أصح القناع الذي يعتقد من ارتداه أنه لا يُرى .. ولا يرى لمعانه سواه.. فكم من الأضواء الموهمة أشعلت أيامنا ناراً بلا نور .. وتلك الأضواء هي الفكر هي التلاعب هي الفساد .. هي المصالح هي الاستغلال .. هي الذكاء ضد الذكاء والغباء الغباء في فهم معاني الكلمات .. كالمسؤولية والحرية والإنسان..

من يملك الأصبع يتحكم في إشعال الضوء و إطفائه .. وكل إنسان لديه ما يكفي منها ليلعب لعبة الضوء والعتمة .. ولكن من ذا الذي لديه التحكم والسيطرة والذكاء في زمن الـ (متى) يضيء ويطفيء من غير أذى ..؟!

القانون نور والنظام مشعل .. والأضواء مطفأة .. نحن نرى ونسمع طرطقات الأصابع رغم العتمة ونحن من لا نملك أصبعاً .. لكننا نملك عيون ترى رغم العتمة .. وفم يتكلم ولكن في قعر بحرٍ ميت..