أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مصر: تقدم في بعض البنود في مفاوضات بين حماس وإسرائيل القيسي: الإعلان عن 20 فرصة استثمارية سياحية قريبا كوريا الشمالية: لا يمكن للولايات المتحدة هزيمة روسيا كتائب القسام: قصفنا مقر قيادة اللواء الشرقي 769 الإسرائيلي ما علاقة الحطام الغارق قبالة سواحل العقبة بالطائرة الماليزية المفقودة؟ الخصاونة: الدمار الذي حدث بغزة يقدر بـ 18.7 مليار دولار الضريبة تحدد آخر موعد لتقديم إقرارات دخل 2023 إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان نحو الاحتلال إسرائيل أمام قرار حاسم: عملية رفح أو صفقة تبادل بدء الامتـحان العملي لطلبة الشامل الأمن يحذر من حالة عدم الاستقرار الجوي إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان نحو الاحتلال أسعار الـذهب في الأردن الاثنين تدهور شاحنة في منطقة الحرانة حاخام إسرائيلي: انشغالنا بالتوراة أبطل الهجوم الإيراني ارتفاع عدد الشهداء جراء الغارات على رفح إلى 20 النفط يهبط مع استمرار محادثات وقف إطلاق النار بغزة الصحة العالمية: 31 ألف أردني مصابون بمرض الزهايمر الدويري: عملية المغراقة كانت معقدة ومركبة الاثنين .. يزداد تأثير حالة عدم الاستقرار
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة كتائب الأطفال والطريق إلى الجنة

كتائب الأطفال والطريق إلى الجنة

03-05-2014 11:04 PM

إلى الشمال من العاصمة الأردنية عمان، وتحديداً في محافظة جرش، تقع إحدى القرى، التي باتت قاعدة امداد للمنظمات الجهادية في الداخل السوري، فخلال الأشهر القليلة الماضية، خرج منها، ما يقارب من ١٠ شباب، عاد احدهم، في حين قتل أخر، ودفن قبل اسابيع.

أطفال لا محاربين
الدكتور عبد العزيز الملقب بأبو عمر خرج من هذه القرية، وهو أحد أمراء جبهة النصرة. للرجل اتباع، دورهم إضافة إلى تعليم الفكر السلفي التكفيري، ينحصر في تزويد المنظمات بالأفراد مقاتلين، ولا مشكل إن كان هؤلاء طلاب مدارس، خصوصاً بعدما باتت هذه المنظمات تعاني من قلة أعداد الملتحقين بها.

إلى هنا قد تكون قصة هؤلاء، قابلة التصديق، وتخضع للعقل، سيما وأنها تكررت في العديد من محافظات المملكة، لكن الذي لا يمكن للعقل الإيمان به أو قبوله، هو قيام هذه الفئات، باللعب بعقول الأجيال الناشئة، إذ يقومون بتعليم وتلقين الاطفال هذه المفاهيم، وهم لم يبلغوا الحلم، ومازالوا يركضون ساحات الطفولة.

حجة هؤلاء المستخدمة لاقناع الاطفال، هو اعادهم الى عصر النبوة والخلافة الراشدة، فاسامة ابن زيد قاد الجيش الاسلامي في ١٨ من عمره، وهذا عقبة ابن نافع قا الجيش وهو لم يبلغ سن العشرين، ومحمد بن القاسم ١٧ سنة، لكن هؤلاء لم يقولوا لا لنا ولا لغيرنا، ان هؤلاء القادة وقف خلفهم قادة عظام.

بين المدرسة والمسجد

برعم بدأ، لم تثمر أزهاره بعد، حرق قلب أمه، وأوجع عقل أبيه، أين ذهب، لماذا تأخر، هل حصل له مكروه، تكاثرت الأفكار والشكوك معاً، ينشغل الجميع به.

هو طالب في احدى مدارس القرية، يبلغ من العمر ١٥ عاماً، أبوه مهندس دكتور، خدم في سلاح الجو الملكي، وأمه مُدرسة فاضلة، عائلة مضرب للأخلاق، والأدب، فما الذي حصل، أين ذهب ؟

أقاربة، أصدقاءه، زملاءه في المدرسة، حتى المدير الذي عاد وافتحها بعد نهاية الدوام الرسمي بحثاً عنه، إذ قد تكون اغلقت الأبواب عليه ساعة غفلة.

الجميع اشتغلوا عن بكرة أبيهم بحثاً، في المستشفيات، في الشوارع، في الأماكن التي يتردد عليها، في المسجد الذي يصلى فيه، إمام الجامع، وشيوخه، سألوا عنه ؟ فلم يحالفهم الحظ، وبقيت قصة الطفل لغزاً، يدعو إلى الحزن.

تكاثرت الإتصالات، التي تسأل عنه، لا جواب، لا خبر، أعُيت الجموع، فما كان منها إلا أن حولت الأمر إلى الجهات ذات الإختصاص، كونها الأقدر على إيجاد جواباً لما حصل.



أم حزنى، وإخوان مشدوهين، حقاً، ما الذي حصل ؟ الجميع، ولساعات وضع يده على قلبه، وأخذ يدعو الله، وينتظر ؟



الجهات الأمنية قامت بعملها، إذ عممت على اسم الطفل، أوصافه، وماذا يلبس، بات الطفل مرصوداً على مداخل الحدود ومخارجها، بعد حين من الزمن، فتح الطفل هاتفه الخلوي المغلق الذي كان بحوزته، وأذ بقوات حرس الحدود الأردنية، متحفظة عليه هو و٣ من اصدقاءه.

حاول الطفل واصدقاءه التسلل إلى داخل الأراضي السورية، بحجة الجهاد في سبيل الله، وكأن من هو بعمره مطلوباً منه، القيام بهذا الفعل، وكأن الإسلام لا ينتصر إلا بازهاق الأرواح اطفال لم يبلغوا الحلم بعد .

يخرجون من بيوت ذويهم، حاملين اروحهم على اكفهم، ميممين وجوههم صوب سوريا للجهاد، انتظاراً للحور العين، والجنة .

يا اللهي !

الجاني والمجني عليه

من زرع في عقل الأطفال بهذا العمر، كل هذه المفاهيم، وكل هذه الصور، ما جعلهم يكرهون الحياة، وهم إلى الأن يتلقون مصروفهم اليومي من ذويهم. أهي مدارسنا، أم تراها مساجدنا، أم تراها أسرنا .

من علم الأطفال، أن الجهاد فقط هناك في سورية، ولا يكون إلا فيها، لماذا حضرت سورية في عقول هؤلاء، وغابت فلسطين التي لا تبعد إلا خطوة من قلب عمان مثلاً.

أليست القدس أولى من سواها ؟

ما هي الطريقة التي جعلت اطفالاً بعمر ١٥ عاماً، يجمعون أمرهم، ويتركون أهاليهم، ويتأثرون بأقوال وتعاليم من غرر بهم بهذه البساطة، ضاربين بعرض الحائط كل شيء، ليذهبوا نصرة لسورية.

هل استمع الاطفال، إلى وجهات النظر الأخرى التي ترى في سورية مستنقعاً أممياً، اجبرت عليه الدولة، وما كانت ابداً ميداناً للتضحية بالنفس، هل فكروا من تلقاء انفسهم، أم وجهوا بفعل فاعل.

من الجاني، وهل يستوجب العقاب ؟

عاد الأطفال إلى عائلاتهم، لكن مازالت تسونامي الأسئلة تعلو، وتعلو.

خالد عياصرة.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع