زاد الاردن الاخباري -
بسام البدارين - تظهر قفزة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مجددا الأسبوع الماضي إلى مدينة العقبة الأردنية رغم إنشغالاته في روما بأن الملف الفلسطيني يشهد فعلا ترتيبات ذات علاقة بما سمي عموما بـ’خطة كيري’ رغم غموضها الشديد.
كيري زار العقبة وبرفقته وزير الخارجية ناصر جودة وكيمياء العلاقة بينه شخصيا وبين نخبة من المسؤولين الأردنيين تتزايد بشكل واضح في الآونة الأخيرة خصوصا مع رئيس الوزراء الدكتور عبدلله النسور والوزير جودة وكذلك مع القصر الملكي الأردني.
النسور كان قد تحدث لـ’القدس العربي’ مباشرة عن مستوى ‘الحماس′ اللافت الذي يعمل بموجبه كيري على أمل التمكن من إنجاز إتفاقية إطار تصلح للدخول وفورا بالمفاوضات على الوضع النهائي.
لاحقا ألمح النسور إلى أن كيري ‘مستمع جيد’ ويستنصح الأردن في التفاصيل في الوقت الذي يتصور فيه الناشط والكاتب السياسي الدكتور جهاد البرغوثي أن كيري يتحرك ضمن خطة متكاملة للإدارة ودافعه الرئيسي العمل على إنجاز شيء ملموس تمهيدا لإعلان نفسه مرشحا لانتخابات الرئاسة المقبلة.
إيقاعات كيري فرضت نفسها بقوة على واقع وشكل وهوية ومضمون الوضع الداخلي في كل من فلسطين والأردن وحتى إسرائيل رغم أن فريق الرجل لم يقدم حتى اللحظة وثيقة مكتوبة حتى لا يلزم إدارته وأي من الأطراف بأي شيء محدد.
وجهة نظر السياسي الأردني المخضرم عبد الهادي المجالي أن الأمريكيين لا يقدمون أوراقا مكتوبة قبل التثبت من مواقف الأطراف المعنية لكن الإيقاعات المحلية في الحالة الأردنية على الأقل بدأت تتأثر بشكل واضح وملموس بزيارات كيري المكوكية وإطلالاته بين الحين والأخر.
أردنيا تسبب كيري في بروز تيارين في الحالة النخبوية والشعبية الأردنية الأول ‘صديق وحليف ومستمع جيد’ والثاني شعبي وشارعي يحاول العمل على ‘تحسين’ ظروف التفاوض وطنيا مع كيري إذا ما قفزت خطته المفترضة وأصبحت واقعا موضوعيا.
يحصل ذلك حسب البرغوثي في الوقت الذي لا زالت فيه خطة كيري غامضة عمليا مما يميزها ويجعلها إطارا ديناميكيا هذه المرة يدفع السفير الإسرائيلي في عمان للشكوى في مكاتب مسؤولين أردنيين من أنها المرة الأولى التي لا تعرف فيها إسرائيل بصورة تفصيلية ما الذي يجري.
وحده الأردن في السياق الدبلوماسي على الأقل يبدو مطلعا على بعض الحيثيات والتفاصيل خصوصا وأن للرجل صداقات مهمة ومؤثرة مع مطبخ التسوية في فريق الحكم الأردني وهو مطبخ يوجهه القصر الملكي بشكل خاص لكن رئيس الوزراء عبدلله النسور أصبح لاعبا أساسيا فيه.
هذه المساحة المهيئة للأردنيين تقلق الفلسطينيين عمليا خصوصا وأن عمان بدأت تستخدم معهم قواعد اشتباك جديدة محورها التلميح بين الحين والآخر لاحتمالية وجود قنوات سرية للتفاوض تم إخفاؤها عن عمان.
لكن كيري لا يحظى بأصدقاء فقط في عمان بل بخصوم من الوزن الثقيل يتربصون بخطته المفترضة ويتجهون حسب آخر المستجدات لتفعيل حالة شعبية أردنية بعنوان ‘ملتقى وطني وشعبي’ ضد خطة كيري لإنها تنطوي على تفريط بالأردن وفلسطين معا حسب تعبير القيادي في الحركة الإسلامية الشيخ حمزة منصور.
مؤخرا تنازلت أطراف في معادلة الحراك الشعبي المضاد لكيري عن شروط داخلية رفضها العديد من كبار السياسيين للعمل معا في الإطار المعارض لخطة كيري بما في ذلك شرط الحديث عن التجنيس والتوطين في الأردن.
مؤخرا أيضا صعد خطاب ‘نعم للمواطنة ولا للتوطين’ كأساس لقواعد العمل الشعبي الذي يسعى لاعتراض خطة كيري وتشارك فيه نخب سياسية من طبقة رجال الدولة بينها المجالي ورئيس مجلس الأعيان الأسبق طاهر المصري.
هذا النوع من الخطاب التي يساند المواطنة ويعارض التوطين ‘جاذب’ عمليا للعشرات من النخب والتجمعات وشكل وعاء سياسيا لإحتواء خلافات داخلية أجلت عقد مؤتمرات شعبية عامة ضد كيري ثلاث مرات على الأقل.
القدس العربي