محاولات لاقحام الاردن في تعقيدات الميدان السوري

زاد الاردن الاخباري -

بسام البدارين - قد لا يتجاوز الكلام عن ‘تسخين’ الجبهة الجنوبية لسوريا كونه محاولة منظمة جديدة للضغط على الأردن وإقحامه في تعقيدات الميدان السوري بعد التقاربات التي حصلت مؤخرا بينه وبين واشنطن على هامش دور مفترض في التسوية السياسية المقبلة التي حملت إسم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.

بالنسبة لمقر رئاسة الوزراء الأردنية لا توجد أي مستجدات على الجانب الحدودي من سوريا فالوضع مستقر عند طبيعته وفقا لوزير الإتصال الناطق الرسمي محمد المومني الذي أبلغ ‘القدس العربي’ بعدم وجود ما يستوجب التعليق فالوضع الحدودي كما كان.

عند الشرح يتبين أن المقصود هو استمرار قيام الجيش الأردني بواجباته في حماية الحدود مع تأمينها وتواصل غياب الجيش النظامي السوري والقيام بواجبات الرقابة المعتادة على حدود بلد مجاور ملتهب من الداخل.

يرى المومني أن ما يهم الأردن دوما وأبدا هو منع تصدير الأزمة للداخل الأردني مما دفع وزير الداخلية الجنرال حسين المجالي الأسبوع الماضي للإعلان أن بلاده التي تتعرض لتسلل السلاح المهرب والرجال والمخدرات من الجانب السوري وليس العكس.

على هذا الأساس صرح رئيس الوزراء عبدلله النسور أن حدود بلاده مع سوريا آمنة ولا يوجد أي جديد ساخرا مجددا من تلك التقارير التي تتحدث عن إدخال وتسلل سلاح ورجال مدربين عبر الحدود.

حاول التأكيد على الفكرة نفسها السفير الأمريكي في عمان جون سيتوارت الذي صرح الأربعاء أن بعض الخبراء الأمريكيين موجودون فقط على الحدود بمهام ليست قتالية تهدف لدعم وإسناد نظام وأجهزة الرقابة الحديثة التي زودت للحدود مع الأردن.

ستيوارت شدد على أن بلاده تقف مع الأردن في مسألة اللاجئين وتجد أن من حق الأردن مراقبة الحدود جيدا بسبب طبيعة الأزمة داخل سوريا مشيرا لعدم وجود مركز عسكري أمريكي على الحدود خلافا للتسريبات.

سفراء سوريون كانوا قد هاجموا بقسوة مؤخرا السلطات الأردنية بحجة وجود تحشيدات لإرهابيين ولقواعد مدربة ومسلحة كما قال السفير السوري في عمان بهجت سليمان في الوقت الذي توسعت فيه تحرشات الصحافة السورية بالأردن وتوجيه الإتهامات له.

خبراء من وزن ثقيل مثل السياسي المخضرم عدنان أبو عودة يرون أن الحديث عن مسألة التسخين على الحدود الجنوبية لسوريا لا يتجاوز مستوى الرسائل التحرشية المتبادلة بين موسكو وواشنطن بعد إخفاق الجولة الثانية من جنيف والأحداث التي تشهدها أوكرانيا.

لا يعارض مسؤولون أردنيون من بينهم المومني مثل هذا الإستنتاج خصوصا وأن المؤسسة الدبلوماسية الأردنية لم تتلق أي مذكرة من الجانب السوري بالقنوات الرسمية تتضمن تلك الإتهامات التي يروجها سفراء مثل سليمان والسفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري.

خلافا لانطباعات الصحافة السورية تصر محكمة أمن الدولة الأردنية على حبس ومعاقبة كل أردني يتحمس للذهاب إلى سوريا لنصرة الشعب السوري كما يعيد التأكيد محامي التنظيمات الجهادية موسى العبدللات الذي أصر على تذكير الجانب الأردني مجددا أن سياسة القبضة الخشنة ضد المجاهدين ستعود بالضرر على المصالح العليا الأردنية لأن ما سماه التعاون مع النظام المتعسف في دمشق يخالف اتجاهات ومشاعر ومواقف الشعب الأردني.

العقوبات التي تفرض على الأردنيين الذين يحاولون العبور إلى سوريا غليظة ومبالغ فيها وفقا للعبدللات لكن الجيش الأردني كان قد أعلن أن العبور غير الشرعي ممنوع وبالإتجاهين في الوقت الذي وصف فيه النسور في جلسة مغلقة الحديث عن تسخين الجبهة الجنوبية بأنه ‘فقاعات’ سياسية لا يساندها أي مؤشر في الواقع.

القدس العربي