جون كيري وتصفية القضية الفلسطينية

يتهم خصوم الحركات الإسلامية هذه الحركات بأنها "تحاول بطريقة أو بأخرى الوصول إلى الحكم والاستفراد به، وبناء دولة دينية ثيوقراطيةوتطبيق رؤيتها للشريعة الإسلامية"، وتلقى فكرة كتطبيق. الشريعة الإسلامية بحذافيرها في السياسة بعدم القبول إلا من للتيارات لليبرالية أما الحركات العلمانية تريد بناء دول علمانية المحايدة دينياً، وأن تكون مسألة اتباع الشريعة الإسلامية أو غيرها من الشرائع شأنا خاصا بكل فرد في المجتمع لا تتدخل فيه الدول.
ورغم الانتقادات والحملات الأمنية ضدها تمكنت حركات الإسلام السياسي من التحول إلى قوة سياسية معارضة في بعض بلدان غرب آسيا وبعض دول شمال أفريقيا، كما نجحت بعض الأحزاب الإسلامية الوصول للحكم في بعض الدول العربية مؤخرا مثل مصر وتونس وفلسطين والمغرب .
إلا أن الأنظمة الحاكمة الموالية للصهوينة العالمية والغرب العظيم بموارده الفكرية وأساطيله العسكرية والفقير إلى رحمة الله.
آبت أن تستمر هذه الجماعة بتطبيق الشريعة الإسلامية والحكم بما أمر الله وذلك لرفض جماعة الأخوان المسلمين الأعتراف بأسرائيل كما أكد المرشد العام للجماعة بقوله (هذه المسألة ثابت من ثوابت الجماعة وليست محل جدل أو نقاش" مشيراً إلى أن " إسرائيل في نظر الجماعة مجرد كيان صهيوني مغتصب لأراضينا العربية والإسلامية المقدسة، قام على (الجماجم) والدماء، وسنعمل على إزالته مهما طال الزمان " .
ونحن بدورنا الفكري لا نعول كثيراً على جولات كيري للمنطقة كوننا نعلم مع من يعمل ولصالح من يتجول، إذا فشل جون كيري في مساعيه فستحدث كارثة، أما إذا نجح فستكون الكارثة أكبر، فالفشل سيؤدي وفق تعبير المعلق توماس فريدمان “في مقال نشرته إلى”انتفاضة ،Israel’s Big Question النيويورك تايمس بعنوان بروكسيل، الانتفاضة الثالثة، التي تعني العقوبات والمقاطعة الدولية ضد إسرائيل، كما أن الفشل سيدفع الفلسطينيين نحو الأمم المتحدة، وقد يدفع الولايات المتحدة إلى رفع مظلة الفيتو التلقائي والأعمى من فوق إسرائيل، ويؤدي إلى إشعال المناطق مرة أخرى.
لكن نجاح المساعي يبشر بالأسوأ، فكيري لا يمكن ان يكون وسيطاً نزيهاً، ولا تستطيع الولايات المتحدة أن تكون وسيطة عادلة حتى في ظل حكم باراك أوباما، فالدولة الحليفة لطرف معين لا تستطيع أبداً أن تكون وسيطاً عادلاً بين الطرفين، لا في عالم الأعمال ولا في العالم الدبلوماسي، كذلك فالحليفة العاجزة عن استغلال التبعية المطلقة للدولة التابعة لوصايتها من أجل الدفع نحو اتفاق نزيه، لا تستطيع تحقيق إنجازات حقيقية تقدم حلاً للمشكلات المصيرية.
لفت القيادي المراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين الشيخ سالم الفلاحات
ان هناك مؤامرة كبرى لتصفية القضية، وبين "ولا يمكن ان يحمل الهمَّ الفلسطينيون وحدهم المحاصرون ثقافيا وسياسية واقتصاديا وعسكريا"، مشيرا الى ان المسؤولية مسؤولية الامة اما سكان فلسطين عليهم الصمود.
أرى من منظوري الشخصي بأن ثورات الربيع العربي قد ساعدت بشكل مباشر على المزيد من تفتيت الصف العربي في مواجهة الخطط الصهيونية ولولا تمزق النسيج العربي لما أستطاع الغرب ولا الصهيونية فرض الإملاءات علينا، لتصفية القضية الفلسطينية .