يجب علينا اذا كنا واقعيين ان نفرق بين ما نتمنى وبين ما يجب ان نتوقع وحسب المعطيات المتوفره , ولا اعتقد هنا ان احدا من افراد الشعب الاردني لم يكن يتمنى فوز فريق النشامى ولكن الامور سارت بطريقة مغايره للامنيات ويتوجب علينا هنا ان نتوقف و نستخلص الدروس والعبر المستفادة جراء هذه الخسارة القاسية والتي مني بها منتخبنا الوطني فقد كان واضحا للعيان وجود اخطاء فنية متعددة دفاعية و هجومية وحراسيه خلال سير المباراة واستطيع ان اجزم ايضا ان ذلك الاداء السيء للمنتخب الوطني لم يكن هو المستوى الحقيقي للاعبين ولكن هنالك عوامل نفسية و مؤثرات عديدة حصلت قبل بدء المباراة ادت سلبا الى ارباك اللاعبين ومدرب المنتخب و وضعهم امام حاله نفسية صعبة جدا وجو ملتهب من الحماس الزائد سببها طريقة تعامل الشعب والحكومة و الاعلام مع هذه المباراة خلال الايام الماضية فلا يعقل ان يجري ما جرى من حيث حملات التبرعات المبالغ فيها والاغلاقات للشوارع والازدحامات والسوق السوداء في بيع التذاكر وشاشات العرض الكبيرة في الساحات واشراك سكان مراكز الاصلاح بالاضافة للمبالاغات الاعلامية الحماسية الكبيره والتي رافقت الساعات التي سبقت بدء المباراة وكل ذلك مجتمعا ساهم بطريقة مباشرة او غير مباشرة في حدوث تلك الخسارة الخماسية واستطيع ان اؤكد هنا ان النتيجة كان من الممكن ان تكون افضل بكثير لمنتخب النشامى لو اننا كشعب و حكومة لم نبالغ بمشاعرنا وتصرفاتنا فخير الامور الوسط وارى هنا ان الحكومة هي المسؤول المباشر عن ذلك السلوك لانها الجهه المعنية بتوجيه و دغدغة عواطف الشعب نحو الاتجاه الذي تراه مناسبا .
تحية اكبار واجلال لمنتخب النشامى على الرغم من الخسارة القاسية وانا شخصيا اختلف مع بعض السادة المحلليين الرياضيين و اؤكد ثانية على ان الاخطاء الفنية ليست وحدها السبب الاكبر في الخسارة بل لازم ذلك ضخامة المبالغة الشعبية والحكوميه والتي تسببت في ارباك كواكب النشامى على الرغم من وطنيتها وصدقها ,مع تمنياتي للنشامى بمباراة هادئه وباعصاب مرتاحة ونتيجه افضل في مباراتهم القادمة بعيدا عن الملاعب الاردنية وعن التدخل المبالغ فيه للشعب والحكومة .
سائلا العلي القدير ان يهدي مسؤولينا بان يكونوا حكماء في تعاملهم مع المواقف وان لا يتهوروا وينجرفوا خلف العواطف لما في ذلك خير الاردن وخير الشعب انه نعم المولى ونعم النصير .
العميد المتقاعد
بسام روبين