الدعوة عامة .. يا اخوان

المبادرة الأردنية للبناء او مبادرة زمزم .. وجهت دعوة لجميع الاحزاب مهما كانت يسارية او قومية او اسلامية او حتى الحكومة ....دعوة عامة ..لكنها نخبوية بأمتياز بعيدة كل البعد عن ماهو عام .... حتى ان من بين الصفوف الاولى رئيس وزراء سابق قمع الاخوان بعصره اشد قمع مما يطرح تساؤلات عدة ...
المبادرة ...هي مؤسسة يُقال إنها تهدف .. من بين إصلاحات سياسية واقتصادية أخرى ... إلى إنهاء "احتكار «الجماعة» للخطاب الإسلامي" وتؤكد على منهج الإسلام ..الأكثر شمولاً الذي لا يبعد الرأي العام .... فهل جاءت المبادرة لتحسين صورة الإسلاميين في المملكة من خلال اتباع نهج أكثر تسامحاً وتعددية؟؟؟. فوفقاً لتقارير في الصحافة العربية تضم "المبادرة" حالياً 700 عضو، من بينهم 100 من أبرز أعضاء «الإخوان» الحاليين والسابقين. ومقارنة بـ «الجماعة»، فإن "زمزم" جماعة صغيرة، لكن هذ المؤسسة الناشئة قد جذبت الانتباه. ففي كانون الأول/ديسمبر 2012، وبعد أسابيع قليلة من الإعلان عن تأسيس "زمزم"، أصدر مكتب الإرشاد التابع لـ «الإخوان المسلمين» بياناً داخلياً حظر على أعضاء «الجماعة» التعامل مع هذه "المبادرة".ثم حصلت بعض اللاعيب اليائسة اذ اصدر نائب المرشد العام لـ «الإخوان المسلمين» زكي بني رشيد في الشهر الماضي بياناً دفاعياً غير واضح المعالم يزعم بأن جماعة «الإخوان» في الاردن ليست في حالة "طوارئ وليست على الهامش". بيد أنه حتى مع انتقاد الجماعة للملك، فإن زعماءها يدعون حالياً إلى الحوار مع الحكومة وهذا دليل آخر على الشقاق الداخلي.
لكن هل المبادرة هنا تعني انتهاء مايسمى بالاخوان في الاردن والسعي لتشكيل حزب سياسي جديد بعباءة اسلامية ؟؟؟وهل الاردن الان بحاجة الى حزب اضافي ؟؟؟ام نحن امام ما يسمى بأردنة المبادرة ؟؟؟؟
المبادرة جاءت بعد سقوط كاسح للاخوان الأم في مصر وصدور قرارات بتحريم "جميع أنشطة" هذه الحركة الإسلامية التي تأسست قبل 85 عاماً. ورغم السوء الذي تبدو عليه الأوضاع بالنسبة لـ «الإخوان» في مصر، إلا أن ذلك ليس الفصل الوحيد لهذه «الجماعة» التي تواجه انتكاسات. ، فإن «الإخوان المسلمين» في الأردن هم في حال لا يحسدون عليه بل هم في منتصف أزمة تحيق بهم.
فبعد أن كانت «الجماعة» سابقاً صوتاً قوياً نحو قيام إصلاح انتخابي في المملكة، ومن أشد منتقدي الفساد في القصر، ومن أبرز معارضي التطبيع الاقتصادي مع إسرائيل، تآكل مؤخراً هذا النفوذ والوضع المحلي لـ «الإخوان». ويقيناً، إن الميول السلطوية لـ «الجماعة» في مصر وأسلوبها المتغطرس وسوء إدارتها الإقتصادية والجمود التنظيمي والتصلب الايديولوجي افشلهم بأمتياز كما ساهم في النفور الشعبي للجماعة وهو ذات النفور في باقي الدول العربيه . و خلافاً لما حدث في مصر، حيث كان الجيش هو المسؤول في النهاية عن محنة «الإخوان»، فإن انتكاسات «الجماعة» في الأردن كانت نتيجة الأضرار الذاتية والديناميكية المتغيرة للسياسة الإسلامية المحلية على حد سواء.
ولا ننسى ان هنالك مشكلة ايديولوجية في الجماعة انها مبنية على الطاعة ..طاعة معقدة ,,وتبعية اكثر تعقيدا ...مما لا يمكن لهذا الاطار استيعاب اي مبادرة مهما كانت وهذا يذكرنا بمبادرة الاخوان المصريين في فترة التسعينات او ما سمي بمبادرة الاصلاح لكنها فشلت فشلا ذريعا .....
يبقى ان نقول في ظل السياسات الامنية والعسكرية لا يتبقى سوى التصالح بين القومية والعروبة والطرح الاسلامي بطريقة اكثر ذكاءا ....فهل نستطيع العبور ....؟؟؟