تحاول الحكومة في جولتها اللاهثة على المحافظات أن ترش على مرّها سكر ،وتقنع الناس ان لضنك العيش مذاق عسلي لذيذ ، وان مشكلة الأغلبية الجائعة تعود لخلل ما أصاب مذاقهم وليست مرتبطة بالفقر والحرمان .
رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور حاول تغيير صوته للتطبع مع الربيع وممارسة بعض طقوس الإصلاح المرتحلة . و أكد ان هذه اللقاءات ليست حدثا احتفاليا قبيحا ،او تواصلا اجتماعيا او سياسيا كريها - على حقيقة ذلك- بل هي جلسة تشاؤمية لاتخاذ قرارات وردية تشارك فيها معظم الوزارات الخدمية التي تهم المحافظات وسكانها ،ومشددا على أن باب التواصل اللفظي سيبقى مفتوحا للاستماع إلى الملاحظات بشأن أولويات المواطنين في المحافظات… لكنة سرعان ما عاد لعادته القديمة وطعن المواطنين ورفع ألأسعار مجددا لأن الطبع غلب التطبع .
في الأدب الصيني (أن بومة طارت مُرتحلة ومُتوجهة – بقدر ما كانت أجنحتها تستطيع حملها – في طريقها إلى الشرق وفى نهاية الأمر , تعبت البومة من الطيران . فتوقفت تستريح في غابة ! وهى تلهث من التعب . فتساءلت حمامة كانت- هي الأخرى – واقفة على الشجرة : " يبدو أنك مستعجلة أيتها البومة ؟ إلى أين تنوين الرحيل ؟ " .
فردَّت البومة : " أنى أود الارتحال شرقاً ".
وتساءلت الحمامة ثانية : " لماذا أيتها البومة ؟ " .
فقالت البومة : " يقول الناس – في الغرب – أن صوتي قبيح . ولذا , فهم يتشائمون منه . وأنا لا استطيع العيش هناك , وهم يكرهونني..ولهذا قررت الرحيل بعيداً عنهم " .
فتساءلت الحمامة : " هل رحيلك – من هناك – سيحل لك المشكلة ؟ أعتقد أن الأمر ليس له علاقة بالمكان الذي ستَتَوًجهين إليه ...ولن يحل مشكلتك الاتجاه شرقاً ".
أحسّت البومة بأن الحمامة تتحدث بثقة . لذا ,تساءلت بذهول : "كيف عرفت هذا سلفاّ أيتها الحمامة ؟ ".
ردَّت الحمامة : "أنه أمر واضح أيتها البومة , لأنك لم تستطيعي تغيير صوتك . فمن المؤكد أن الناس في الشرق سيكرهونك – هم أيضاً – مثل الناس في الغرب) .
ومع أن الأمر ليس له علاقة بالمكان، إلا أن المحزن أن دولته لا يجرؤ على الاتجاه إلى المحافظات الخطرة ...وهو الى ذلك متثاقل ولا يجيد (الهوش ) ولا الهرب، وقد وهن العظم منه واشتعل رأسه شيبا ،واكتفى بإرسال فريق وزاري رشيق لأن (الخوف قطّاع الجوف) ،وربما تذرع بطول المسافة او انه بلغ من العمر عتيا ...وربما لم يقتنع ذاك الفريق الوزاري بذريعة طول المسافة وحكاية العمر العتيا ، وعرف حقيقة السبب فأصيب بالذعر ،واجتمع بالناس في طرف المدينة الخطرة، وقوبل بما يستحق وما يؤسف له ،لأنه وعدهم كالعادة بلبن العصفور وتبليط البحر ،لكنة سرعان ما( حس بالحامي )وارتكب الفرار ،وغادر المكان كلمح البصر، ونجا ببدنه عادا إلى دار الرئاسة غانما، لأن السلامة بحد ذاتها غنيمة .fayez.shbikat@yahoo.com