لقد كان شهر رمضان هو شهر الانتصارات والغزوات على الرغم من قساوة الصحراء وشح الماء والكلأ الا ان اولئك الصحابة بقيادة الرسول الاعظم كانوا يحققون نصرا تلو الاخر والمفارقة هنا ان السادة النواب في هذا الشهر الفضيل وتحت القبة وبعيدا عن اشعة الشمس ومن على مقاعد مريحة وقبة جذابة وهواء مكيف ناقشوا بعض مواد قانون الضمان الاجتماعي ولكنهم ومع الاسف لم يعطوا هذه المواد حقها ولم يتوقفوا عند تبعات نتائج هذه المواد اذا ما تم اقرار القانون لاحقا بهذه الطريقة التي جرت واستمروا في التعامل مع هذه المواد كما الطباخ الذي يحرق طبخته نتيجة للاستعجال وهم بذلك لم يحققوا نصرا تشريعيا وانني هنا استغرب على بعض النواب الذين يحضرون لمناقشة مواد دون قرائتها والاطلاع عليها مسبقا ومعرفة مدى مضارها وفوائدها على هذا الشعب وعلى اصحاب الاعمال فلا يكفي ان نهتم بالمواطن بعيدا عن صاحب العمل لانهم مكملان لبعضهما البعض ولانه يتوجب علينا ان نعتني بالمنشآت واصحاب الاعمال لكي نعزز من ديمومتهم وتشجيع الاخرين للاقتداء بهم وبقاء اعمالهم على الارض الاردنية والتي ستوفر بالتأكيد فرص العمل للمواطنين اما ان نهتم بالمواد التي تهم المواطن البسيط ونتمادى على المواد التي تهم اصحاب تلك المنشآت فهذا من شأنه ان يقوض الاستثمار وينفر رجال الاعمال ويضيف شكلا سيئا جديدا للصورة الملتقطة لمجلس النواب فقد بات واضحا للمواطن الاردني البسيط ان عددا كبيرا من السادة النواب يمثلون نموذج "نسمع جعجعة ولا نرى طحنا" فالاحاديث كثيرة والخطابات اكثر والتصريحات هنا وهناك ولكننا كشعب لم نلمس انجازا يذكر حتى هذا التاريخ يمكن ان نسجله لمجلس النواب انني لا استطيع ان افهم واستوعب هل يقوم رئيس مجلس النواب بتوجيه السادة النواب نحو الاتجاه الذي يفرض عليه ام ان هنالك كواليس في اروقة المجلس لا تهتم بمستقبل الوطن وتراعي مصالح فردية وشخصية هنا وهناك ام ماذا يحدث في مجلس النواب؟؟ , لقد كنا نخجل من انفسنا حينما نذهب الى المدرسة بدون تحضير الدرس وحفظ جدول الضرب والمحفوظات مسبقا فكيف بنائب يذهب الى القبة ليناقش مستقبل وطن ومستقبل شعب دون ان يحضر درسه ودون ان يقرا ما بين السطور وما قبلها وما فوقها وما بعدها ؟؟؟
انني اتوسل لاولئك النواب الذين لم يحفظوا درسهم ان يقرؤوا جيدا ويستعدوا مسبقا وينضموا الى زملائهم الحافظون لدروسهم حتى نخرج بقوانين وتشريعات تحافظ على هذا الوطن وتتجاوز بشعبه جميع الظروف والعقبات سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي شعبه ويلهم نوابه واعيانه على اعادة قراءة مواد قانون الضمان الاجتماعي واقرارها بشكل يكفل الحفاظ على المواطن والمستثمر وصاحب العمل في ان واحد انه نعم المولى ونعم النصير.
العميد المتقاعد
بسام روبين