زاد الاردن الاخباري -
أثارت شعارات غير مسبوقة في مسيرة ما يسمى (ائتلاف العشائر) الأردنية وخطفها من جانب جماعة الإخوان المسلمين في عمّان الجمعة موجة استنكار شعبية وإعلامية واسعة في الساحة الأردنية.
ويُلقي الملك عبدالله الثاني خطاباً شاملاً الأحد يتحدث فيه عن مختلف القضايا المحلية الإقليمية قبل أن يطير إلى لندن الاثنين لإجراء محادثات مع القادة البريطانيين.
وخرجت غالبية صحف الأردن اليومية بمقالات تندد بجماعة الإخوان المسلمين التي كانت دعت في بيان لها الأردنيين إلى الحشد والمشاركة في هذه المسيرة، التي قالت إنها 'تحمل في طياتها الكثير من الدلالات والرسائل، على طريق تحقيق تطلعات الشعب الإصلاحية والنهضوية'.
ولوحظ أنه لأول مرة ترفع شعارات مناهضة للحكم في الأردن، كما أنها طاولت 'الثورة العربية الكبرى' التي كان قادها الشريف الحسين بن علي في العام 1916 ضد السلطنة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى ووصفها المشاركون بـ 'الثورة العبرية'.
وتزامن رفع مثل هذا الشعار مع احتفالات المملكة الهاشمية بأعياد الاستقلال ويوم الجيش والثورة العربية الكبرى التي ينتمي إليها الجيل الأردني الحالي وملكه الرابع في سلسلة الملوك الهاشميين عبدالله الثاني ابن الحسين.
وشهدت المسيرة هتافات عالية السقف حذر فيها المشاركون من رفع الأسعار وخصوصا الكهرباء والخبز، وطالبوا بإقالة الحكومة الأردنية وحل مجلس النواب، بالإضافة إلى المطالبة بتحقيق إصلاحات سياسية ومحاربة الفساد والفاسدين والإفراج عن معتقلي الحراكات.
وأشارت تقارير إعلامية أردنية باصابع الاتهام إلى من أسمتهم 'بعضا من القيادات التاريخية الانقلابية الى الصفوف الاولى لجماعة الإخوان المسلمين' بأنهم وراء تلك المسيرات وتلك الشعارات.
مصالح شخصية
وقالت: هذه القيادات تسعى الى تحقيق مصالح شخصية ومطامع تنظيمية شيطانية يديرها ويوجهها قادة التنظيم الاخواني في الخارج، بعد ان اخذتهم في الاردن النشوة بما حققه التنظيم في تونس ومصر وليبيا، متطلعين بالوهم الى الساحة السورية.
ومن جهته، قال الكاتب خالد فخيذه: إن ما جرى في المسيرة كشف الاجندة الحقيقية لاصحاب القرار في جماعة الاخوان المسلمين الذين ظلوا يتظاهرون بالود الى النظام تحت هتاف 'الاصلاح' خلال الاعوام الثلاثة الماضية، ويبطنون مخططهم الحقيقي الذي لا يستهدف رمز الدولة وانما تاريخها المتمثل برسالة الثورة العربية الكبرى.
وندد الكاتب بما اسماه 'عبرنة ثورة الاحرار العرب والاردنيين' من جانب مسيرة الجمعة، وقال إن 'نعت الثورة العربية الكبرى بالصفة التي يكرهها الوطنيون الشرفاء ما هي الا اساءة مباشرة ومقصودة ليس لقادة هذا التغيير الذين نشلوا بلاد الشام من الظلمات ووضعوهم في النور، وانما لكل العشائر الاردنية المجيدة التي كانت جنبا الى جنب في هذا النضال'.
وقال: 'وباستهداف سحيجة الاخوان للنظام مباشرة والتطاول على دماء شهداء الاردنيين والعرب التي سالت في الاردن وسوريا والعراق من اجل نهضة الامة، يكون قد تبين الرشد من الغي'.
وخلصت غالبية المقالات الى القول: 'ليس غير الحوار طريق لحل المشكلات والاختلاف أما اساليب الشارع الغوغائية والمسيرات غير المجدية فلا يمكن ان تأتي لاصحابها بغير الفشل والافلاس السياسي والاخلاقي الذي هو الان من نصيب جماعة الاخوان المسلمين التي تعيش حالة من العزلة والانقسامات الداخلية وهي بذلك تريد تصدير ازماتها الى المجتمع الاردني لكنها لا تحصد غير الخيبة والاخفاق بدليل تعمق هذه الخلافات وخروجها الى العلن وعدم تهيّب او تردد بعض قياداتها في توجيه الانتقادات العلنية للمتحكمين في قرار الجماعة او الممسكين بناصية القرار المالي والتنظيمي'.
إيلاف