كلمة كانت تقال في قبلنا في الصغر عندما ينتهي حوار الطرشان بين إثنان من أولاد الحارة وتبدأ الأيادي بالارتفاع والبحث عن كل ما هو قابل للإستخدام كأداة حرب هجوميه أو دفاعية أو من باب التخويف للطرف الأخر ، وينتشر الخبر كإنتشار النار بالحشير في شوارع وأزقة الحارة وينتقل إلى الحارات المجاورة وتبدأ الألسن بتناقل الحدث كلا حسب قدرته على الوصف وإما تضخيم أو تصغير الحدث ، وفي نهاية اليوم وعند عودتنا للبيوت وعيوننا تترقب ردود أفعال الأهل وخصوصا من شارك ابنائهم في المعركة ونتائج الموقف نكتشف أن الأهل هم أخر من يعلم وأن القصة كلها مجرد كلمة ثيلت لوصف حدث ينتهي بلحظته مع شروط قليلة للصحلة بين الأولاد ، وتصبح الحكاية فقط بيننا ونقوم بتبهرها في اليوم التالي بناءا على قرب أحد أطراف المعركة من حارتنا أو الحارة التي نحب أو نكره .
وما يحدث في مجلس النواب من معارك ينطبق عليها نفس الاحداث وإن إختلفت المسميات أو تشابهة " نواب " أطفال " " أهل " " رئيس مجلس "" أب " ،والأدوات سواء كانت زجاجات ماء أو " كنادر " أو ورق الدستور أو أقلام الحبر هي في النهاية قصة إفتعلت بينهم كي يوهمونا نحن كشعب " أولاد حارة ضعفاء " أنها " ولعت " وأن الولد الشقي بينهم معروف والولد المدلل معروف ولن يطفئها شيء والجميع يعلم أن إطفاء هذه التوليعة أسهل من إطفاء سيجارة أحدهم بعد أن يستهلكها .