زاد الاردن الاخباري -
هذا ليس عنوانا جاذبا، هذه نتيجة حتمية تقولها تحليلات سياسية، فقد بدأت التصريحات الإعلامية السورية تهاجم الأصدقاء قبل الأعداء، والتي تعني بدون أدنى شك، أن سقوط الأسد قد أصبح قاب قوسين أو أدنى، فمتى يبدأ الصراخ والعويل، شرقا وغربا، ومتى بدأت ماكينة اعلام النظام السوري تتلقى ايعازات متتالية بمهاجمة الجميع، فمعنى ذلك أن مخزون الدهاء والمكر، واللعب بالمواقف وما يسمى بالـ "تكتيك" السياسي قد إنتهى وحل مكانه الإفلاس الأكيد.
النظام السوري لديه في هذه اللحظة مشاعر متناقضة، فهو من ناحية قد فقد آخر قطرة من المخزون الذي يسميه "الحكمة" والتي كان يظن أنه من خلالها قد أدار الأزمة وحاصر الثورة وقضى على الخصوم، فراح ينشّط من البديل الوحيد الذي لديه، وهو هنا الإعلام، كما يقول التاريخ دائما، لتغطي على النقص والفراغ الذي يشعر به ويحيره، ومن ناحية أخرى فإن التقارير الإستخبارية التي تصله تباعا، كما هو متوقع، والتي تقول له بأنه قد أصبح في مأمن، وأن المجتمع الدولي يريد حلا سلميا للأزمة، وأن تهديداته الإعلامية، الداخلية والخارجية، قد بدأت تؤت ثمارها، قد ساهمت كلها بشكل محسوب، إلى تسلل الإطمئنان إلى قلب الأسد، والذي يعني بدون أدنى شك أنه قد سقط فعلا، لكن الأيام ستوضح ماهية الطريقة فقط.
لأول مرة، ومنذ إنطلاقة الثورة، تتعاظم التطمينات الإيرانية، والدفاعات والمناورات الروسية وحركات "التهويش" التي يقوم بها حزب الله لمساندة النظام السوري، لدرجة بلغت مداها لدى بشار الأسد، ليظن أنه قد تجاوز مرحلة الخطر، والذي يعني سياسيا، وكما تعلمنا في مدارس التحليل، أنه قد دخل للتو منطقة الخطر، لأول مرة فعلا، فهل تذكرون قصة الأرنب والسلحفاة، فحين شعر الأرنب أنه قد تجاوز السلحفاة في السباق، أخذ قسطا من الراحة وباغته النعاس، وإذا بالسلحفاة تفوز، الفكرة بسيطة، ولكن الإعلام السوري "الغبي" جعل منها أضحوكة، فبدل استشعار الخطر، واستشعار النهاية والسقوط، بدأ يبعث برسائل خشنة إلى الجميع، وهو ما تفعله الآن وكالة الأنباء السورية، لتذكرنا بوضوح، بوزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف، وكيف أدار الحرب الإعلامية، وحتى قبل سقوط بغداد بلحظات، وكيف كان يهتف بملىء شدقيه أن النصر محقق وقريب.
لن أقول بأن سقوط "بشار الأسد" يحتاج إلى بضعة أيام فقط، قد يكون ذلك، حسب قاعدة الهدوء الذي يسبق العاصفة، ولكني أرى أن شهر رمضان القادم سيشهد نظام حكم مختلف في سوريا، قد يكون إنقلابا في النظام على النظام، وقد تكون ضربة محكمة من الجيش الحر وقد تكون ضربة واحدة عنيفة من قوى خارجية، ولكن ما أراه وأشعر به، وتقوله كل التحليلات، أن بشار الأسد قد سقط وانتهى، والله تعالى أعلم.