مع دولة النسور على الفطور .. !

في علم الاعلام يمثل وقت بث الرسالة الاعلامية عاملا مهما في الخطط والاستراتيجيات الاعلامية التي تنتهجها المؤسسات الاعلامية وبالذات الحكومية ، ويكون الهدف من وقت البث الحصول على أكبر عدد من المشاهدين وبالتالي أن تحقق الرسالة هدفها .
ويبرز هنا أوقات محددة أصبحت تدخل ضمن ما يطلق عليه " بالعادة" في المتابعة بالنسبة للجمهور الذي يتم تحديدة صفاته الديموغرافية من قبل الابحاث التي تتم على جمهور وسائل الاعلام من حيث المتابعة ، وفي سابقة أخرى من سابقات الاستراتيجيات الاعلامية لدولة النسور حضوره في برنامج " يسعد صباحك" يوم الجمعة الماضية وعلى شاشة التلفزيون الحكومي .
وفي بداية البرنامج أشار دولته أنه حضر للبرنامج من أجل خاطر " مقدمته " وعلى المفسرين أن يفسروا ذلك كما يريدون ؟ ، وتشير الدراسات التي تمت على نسب المشاهدة للتلفزين الأردني ومن قبل جهات أكاديمية ومحادية وبعيدا عن مراكز الدراسات التي يحيطها الشبهات في أنها تجير النتائج لصالح الجهة التي تطلب الدراسة بغية تحقيق أكبر حصيلة من الاعلانات عند المعلنين ، تتمثل في ساعات البث المسائية والبرنامج الأكثر مشاهدة هو نشرة الاخبار الرئيسية الساعة الثامنة وفقط أول عشرة دقائق منها ، لأن بهذه الدقائق العشرة يحقق المشاهد أهدافه من المتابعة كمعرفة الشأن المحلي وتطورات الاوضاع السياسية والاقصتادية المحلية وخصوصا في أوقات ترتفع فيها نسب التوتر وعدم الوضوح لديه نتيجة نقصان المعلومات التي تحقق له المعرفة بهذه الاوضاع .
وعودة لبرنامج يسعد صباحك وهو برنامج أسبوعي يبث صباح يوم الجمعة لمدة ساعتين ويبدأ في الساعة التاسعة صباحا ويحتوي فقرات عديدة ومتنوعة ترتبط بالشأن الأردني المحلي ، وتشير بعض الدراسات أن هذا البرنامج لايحقق نسب متابعة أو مشاهدة عالية ، وتقتصر مشاهدته على ما يحقق الحضور " كضيوف للبرنامج " من مشاهدة من قبل معارفهم وأصدقائهم وهي بالتالي متابعة إنتقائي وليس متابعة عامة شاملة كمواعيد نشرة الاخبار الرئيسية .
وقد بث لقاء دولة الرئيس في أول فقرات البرنامج أي الساعة التاسعة والربع صباحا من يوم جمعة مشمس وفي أجواء ربيعية تشجع الجمهور على مغادرة منازلهم من أجل القيام برحلات الربيع ، أو البدء بإعداد وجبة الفطور التي تتصف في الأردن بأنها وجبة جماعة يشارك بها جميع أفراد العائلة في محيط كبار السن منهم ، وفي هذا الوقت تنتشر أطباق الحمص والفول والفارغة في أيدي الأطفال الذاهبين للمطاعم مع أكياس الخبز الصباحية الساخنة .
وكمحاول للخروج بمنطق يربط سبب ظهور دولته على شاشة التلفزيون الأردني صباح يوم الجمعة وبعد حملة إعلامية جيدة قام بها التلفزيون عبر شاشته ووسائل الاعلام الرسمية والمواقع الإخبارية ، ومن خلال متابعتي للصحافة الإلكترونية في نفس اليوم " لمباشرتها في البث " ووسائل الاعلام الأخرى في اليوم التالي لم ألحظ أي تقرير أو خبر إعلامي يشير إلى ظهور دولته على شاشاة التلفزيون الأردني ، وبالتالي فأن المنطق الوحيد لظهور دولته في برنامج يسعد صباحك هو رغبة دولته في تحقيق رغبة مقدمة البرنامج وبالتالي وضع دولته المواطن " الذي تابعه " في إختيار صعب .. هل يشاهد دولته صباح يوم الجمعة أم يغادر في رحلة أم يتناول فطوره الجماعي ؟، وهنا إكتفى دولته بتحقيق رغبة مقدمة البرنامج ونسي دولته أنه رئيس وزراء لحكومة خرج من عنق ثقة مجلس النواب بشق الأنفس .. أم أن دولته أراد أن يكون من ضمن أطباق الفطور " الحمص والفول والمسبحة .. ومناكيش الزعتر " على مائدة المواطن .