زاد الاردن الاخباري -
سأفترض أن رئيس الوزراء، د.عبدالله النسور، هو الراعي المسؤول عن الرعية، أو هذا ما يجب أن يكون، فهو صاحب الولاية العامة، كما يقول هو دائما، وكما هو الأصل أيضا، وعليه، فإن الرعية ستذهب حيث يوجهها الراعي، وهو المسؤول أمام الله – عزوجل- ثم أمام الجميع عن الوجهة التي نتحرك إليها وعن المكان الذي يجب أن نصل إليه !
ما نلاحظه، أن الراعي لدينا ليس متخصصا في البحث عن الماء والكلأ، ولا عن خطة الطريق التي تتضمن كيف نسير وإلى أين نتجه، وكل ما يفعله هو التخويف من الأخطار، والتحذير من "الذئب" المتربص، والتنبيه أن "الكلأ" قليل ولا يكفي، واختراع المبررات التي تلو المبررات ليمنع الرعية من أن تأخذ أنفاسها، يأخذهم يمينا ويعود فيشرّق بهم، ثم يطلب منهم التراجع، ثم يصرخ فيهم أن توقفوا، ثم يعود ينبههم أن الماء والكلأ قد إنتهى ولا يكفي لنهاية اليوم !
أول أمس، أثرت على (تويتر) نقاشا وسألت: لست أدري هل تذهب "الرعية" حيث يريد "الراعي" وحيث يوجد الماء والكلأ؟ أم أنهم هاربون من "الذئب" فقط على غير هدى !؟. فقالت صديقة: "بعض الرعية ستتبع الراعي حتى لو ذهب بهم الي أرض قاحلة وتحيطها الذئاب!"، صديق قال: "فما بالك اذا كان الراعي لا يعرف الى أين ذاهب أو هو من يذهب بهم الى هلاكهم ونجاته، فما تعمل الرعية ؟" صديق آخر قال: "اختلف مع من سبقني في التعليق فمن الممكن أن الراعي يفكر حقا في مصلحة الرعية اذا تأكد فعلا أن الذئب اقترب !"، بالطبع لم أحدد الراعي، إن كان "النسور" أم غيره، ولكنني متأكد أن النسور، بوصفه راعيا لهذه الرعية، لا يفعل شيئا سوى "التخويف" و "التهويش" و "التمهيد" لاتخاذ قرارات إرتجالية، لا تتلائم وأوضاعنا وأزماتنا، متذرعاً بـ "الذئب" تارة، وبـ "القحط" تارة، وبنقص الإمدادات تارة أخرى، صديق يُخفي اسمه الحقيقي ويدعو نفسه "لوجيكال" قال في النهاية: "أهم شيء أن لا يكون الراعي هو نفسه الذئب"، وهذا بالطبع، إفراط في التشاؤم، فلو كان ذلك صحيحا، فعلى الرعية السلام.
خطرت ببالي قصة الراعي والذئب، بعد ما الحدث المؤلم في جامعة مؤتة، وبعد أن إنشغلت "الرعية" بتصريحات لـ "الراعي" تم تسريبها، حول اللاجئين السوريين وغيرها من المواضيع، ومع أنني وجدت تصريحات "الراعي" تشبه التحليل السياسي، لمحلل مُبتدىء، أكثر منها أسرار ومعلومات هامة تصدر عن صاحب الولاية العامة، ومع ذلك، فلم أجد فيها سوى "سواليف" حصيدة في ليلة باردة عاصفة، لم يجد الراعي المرعوب شيئا يفعله إلا الجلوس حول النار، مع الفلاحين المنكوبين، ليقص عليهم بطولاته ويستعرض عليهم بصيرته في تحديد المكان الذي سيُهاجم منه الذئب، قريبا، مرة أخرى!