دومينو !

زاد الاردن الاخباري -

طاولة تتوسط المكان ... صراخ وأصوات صاخبة ... على طرفيها مقعدان وحولهما يجلس الجميع يضعون كامل تركيزهم على هذه القطعة الخشبية المربعة وما عليها من احجار مراقبين مشجعين أبو نشمي الذي يمثل اجماع أهل الحارة وبطلها في اللعبة أو كان بطلها لكنه لا زال يكسب تأيد الكثيرين محاولين اقناع انفسهم بأنها مرحلة مؤقته أو استراحة محارب ومن ثم سيعود إلى تركيزه ومهاراته لاعتقادهم بعدم وجود لاعب متمرس أخر غيره بالرغم من أن البعض يراه قد ختير ولا بد من بطل جديد يهزم ابو مجدي وجماعته فهذه الجولة بالذات حاسمة وقاسية تحدد زعامة القهوة فلا مجال للخسارة لأنها التحدي الذي انتظره الجميع.

وللمفارقة فإن المذكور عوض وهو نفسه ابو مجدي تتلمذ وتعلم اللعب على يدي ابو نشمي حتى احترفها مطبقا الحكمة وكم من طالب غلب استاذه لكن غالبية سكان الحي يكرهونه لأنه سيء الخلق والطباع ... متكبر وماكر محترف ..باختصار هو صورة اخرى للشيطان...يناصره من هم على شاكلته يحيطون بالطاولة أيضا.

توزعت أحجار الدومينو بينهم وللعلم بأن أحجارها منظومة مرتبه تبدأ بحجر دون أي قيمة يحملها وتنتهي بأكبرها الذي يحمل رقم سته على جانبيه وينتصر من ينهي جميع ما يملك من أحجار أولا ولحسن الحظ كانت البداية لأبو نشمي مما رفع حماسة الحضور لكنها لم تدم طويلا فخصمه بدأ بالرد عليه فهو يمسكه من يده التي تؤلمه لأنه يعرف طريقة تفكيره وكلما وضع حجرا أغلق عليه بحجر يعيد اللعبة الى بدايتها وصولا للجد الذي تجمدت فيه جميع احجاره لأنها لا تشابه ما على الطاولة مما حول الحماس الى توتر وضغط الامر الذي دفعنا إلى التفكير بقلب الطاولة عليهما بالرغم بأن الفرصة لا زالت قائمة امام ابو نشمي للعودة مجددا للعب واعادة انتصاراته في حال غيَر أسلوب تفكيره.

الوضع في الاردن ليس ببعيد عن لعبة الدومينو لأن الفساد فيه منظم ومتتابع يتحرك ليسد اي طريق للاصلاح !.

بعض قضايا الفساد كحجر الدومينو الفارغ لا يحمل قيمة على اطرافه تستخدم لتحويل مسار أو تأخير اللعب...قضية الكازينو مثالا !.

محمد الضمور