زاد الاردن الاخباري -
وصفت احد التقارير التي قام بكتابتها معارض سوري مقيم في الدوحه الازمة السياسية الصامتة بين الاردن وقطر، قد تفاقمت مؤخراً وباتت مرشحة لانفجار علني قريب.
وجاء في تقرير مطول بعث به من الدوحة احد اعضاء الائتلاف الوطني السوري المعارض الى قيادته الاخوانية في اسطنبول، ان قيادة قطر تتميّز غيظاً وغضباً من حكام الاردن، جراء انخراطهم في التحالف السعودي - الاماراتي - الكويتي - البحريني المعارض لتسلم الاخوان المسلمين دفة الحكم السوري في حال سقوط النظام الحالي.
وقال التقرير- ربما المقصودة- ان القيادة القطرية قد طلبت غير مرة وبصورة مباشرة من حكام الاردن - هكذا ورد في التقرير - المشاركة في المحور القطري - المصري - التركي لاسقاط النظام السوري لصالح جماعة الاخوان السورية، كما وجهت عدة رسائل واشارات للاردنيين بهذا الخصوص، غير انهم ما زالوا يخضعون للاملاءات السعودية، وللمخاوف من تعاظم النفوذ الاخواني الداخلي التي تدفعهم بعيداً عن تلبية المطالب القطرية.
واوضح التقرير ان قيادة الدوحة تتهم الاردن بزيادة تدخله السري في الشؤون الداخلية السورية، ولكن لحساب المايسترو السعودي الامير بندر بن سلطان الذي يعكف حالياً على تشكيل قيادة بديلة للنظام السوري تضم عدداً من رموز المعارضة المعتدلين في الداخل والخارج، وفي مقدمتهم رياض حجاب، رئيس الوزراء المنشق المقيم في عمان، وذلك لقطع الطريق على الائتلاف والمجلس الوطني (مجلس اسطنبول) اللذين يشكلان غطاءً لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا.
كما تضمن هذا التقرير المطول الذي نقتطف منه ما يخص الاردن فقط، ان قيادة الدوحة بصدد اتخاذ 'اجراءات عقابية' طويلة المدى بحق الاردن على غير صعيد اقتصادي وسياسي واعلامي، ليس عبر فضائية الجزيرة فقط، بل عن طريق عدة صحف وفضائيات ووسائل اعلامية مصرية وعربية تمولها قطر.. فيما لم يستبعد كاتب التقرير قيام المخابرات القطرية بالتشجيع على بعض الاعمال الارهابية 'التحذيرية' داخل الاردن.
التقرير يشتمل ايضاً على الكثير من الوقائع والاسرار التي تخص علاقة قطر بفصائل المعارضة السورية في الداخل والخارج، غير ان اوضح واكثر ما يتردد في صفحاته، ذلك الخلاف التناحري المستفحل بين قطر والسعودية حول الموقف من جماعات الاخوان المسلمين التي تدعمها قطر بشدة، فيما تعمل السعودية على تحجيمها وملاحقة عناصرها في دول الخليج بالدرجة الاساس، كما تعمل على اقناع ادارة الرئيس اوباما بخفض درجة التعاون معها والثقة فيها، وبالذات في مصر التي تخشى السعودية - بحسب التقرير - ان تنافسها على المكانة التقليدية العالية التي طالما حظيت بها الرياض لدى واشنطن منذ عشرات السنين.
جدير بالذكر ان هذا التقرير يتقاطع في بعض جوانبه ومحتوياته، مع ما سمعه طاهر المصري، رئيس مجلس الاعيان لدى زيارته قبل نحو شهر للعاصمة القطرية، من تذمر الشيخ حمد آل ثاني، امير دولة قطر من انحياز الاردن للمواقف والسياسات السعودية حول عدد من الملفات، ابرزها ملف الاخوان المسلمين والازمة السورية.
المجد