هكذا يتكرر المشهد وهكذا يلدغ المؤمن من الجحر الف مرة وهكذا تتوضح الحماقة ، في كل مرة تنوي اسرائيل وامريكا تخريب وطن من الاوطان العربية او قطر من الاقطار الاسلامية يخرج علينا حكامنا لينفون نعي قضية العرب والمسلمين الاولى قضية فلسطين وتصبح على راس قرارات الامم وفي مقدمة خطاباتهم وتزداد المبادرات وتكثر العهود والوعود بينما اسرائيل يكون الهرج عنوانها والخبث طريقها والشعب العربي يدعوا ( على الله تعود بهجتنا والافراح ) ، فاعقلوا يا عرب ان القضية الفلسطينة تقترب من الحل وتخرج على اولويات الغرب والعرب عندما يراد تدمير وطن عربي او قطر اسلامي ثم ما تلبث ان تعقد وتختفي بعد تدمير هذا الوطن او ذاك القطر ويصوروه لنا انه قدر .
لقد بدأت القصة من هناك من العراق العظيم من القائد الشهيد البطل صدام حسين الذي تكالب عليه معظم حكام العرب شركاء اعداء الامة لينتجوا لنا سيناريوا اوسلو ويخرجوه لشعوب العالم ليزيد من جرائم الاحتلال و قمعه وهرجه وبتغطية ومباركة سريه وشجب واستنكار جبان من معظم الانظمة العربية التي انتقمت منها القدس ليعود تكرار المشهد في حرب تموز 2006 والتي بكت عليها الامة وتناست مذاهبها التي حاولت بعض الانظمة ترويجها من خلال ادواتها الاعلامية المكشوفة للعالم فاجمعت الشعوب على الدعاء بالنصر للمقاومة وترك الفتنة التي يحاول البعض ان يوقذها ولم يتعظوا ولم يندموا ولم يرجعوا الى الله بل اطلقوا مفتين السلاطين بفتاوى لا تدخل حتى عقول الاطفال وكانت قبلها خرجت علينا مبادرة عربية خطت بايدي غربية بصمت عليها الحكومات العربية ووممثليات الشعوب العربية المزورة ، وكانت جرائم حرب غزة 2008 وتكررت المؤامرة وزاد حقد الشارع على حكامة وابرزهم العميل مبارك الذي اصر على حصار الشعب الفلسطيني خلال تلك الحرب القذرة التي علموا بها قبل وقعوها وباركوها وباركها البقرة الضاحكة لابارك الله في خاتمته و قتل فيها الاف الفلسطيين واغلبهم من النساء والاطفال وتتوالى الاحداث في 2009 والقدس تبكي وبغداد تشرد اهلها بعدما دمرها الاحتلال ولبنان تعيد الاعمار وغزة جرحها ينزف ثم تعلن القدس لعنتها عليهم جميعا ورب العباد يستجيب للمظلومين ويبدأ مشوار السخط على الانظمة العربية فلم يجد الغرب وبالتشاور مع من لازال يكفر بالجهاد الا ان يعود ليطل علينا بوضع قضية فلسطين على اولوياته من خلال وضعها مراقب ليس عضوا في مجلس اللمم المتحدة وصوروه انتصار يشبه انتصار اوسلو المزعوم تبا لجمعية اللمم المتحدة التي لازالت تصر على ظلم الفلسطينيين والعرب والمسلمين و حتى ينتهوا من تدمير سوريا كما دمرت العراق وليبيا واليمن ستختفي القضية وسيختفي وضع مراقب غير عضوا كما اختفت جنائن وخيرات اوسولو .
فلسطين يا عزيزة لقد دمرت بغداد والبصرة ودمرت طرابلس الشرق وطرابلس الغرب ودمرت بيروت ودمرت دمشق وحلب ودمرت صتعاء وعدن وتشرد اهلوها واصبحت كل الاوطان محتلة واصبح كل العرب مهجرين في ديارهم والكل ينظر لك ويحسبك لا تنتقمين ، فهل تطالبينا بطرد المحتل وهل سيحتل العالم العربي دون ان يتم تحريرك من غاصبك وهل سينزلون عن عروشهم التي بنوها على اكتافك ومن دم الشعب الفلسطيني، ها هي قاهرة المعز تنزف ماذا بقي لنا ؟ هل صحيح انك يا قدس تنتقمي من كل الانظمة وهل لعنتك ستدمر كل الاوطان وتشرد اهلها الا تغضبين لانك ورقة المساومة التي تسهل احتلال وتخريب العواصم العربية انهم لم يفهموا ولن يفهموا لعنة القدس التي ستلحق بهم جميعا .
عامر المصري